دعاني علي الانسي مدير مكتب المخلوع ورئيس جهاز الامن القومي الى مكتبه برئاسة الجمهورية على وقع الحركة الثورية الشبابية في نهاية شهر فبراير 2011، التي كانت قد قررت خلع زعيمه من كرسي الحكم بعد تعفنه فيه لمدة 33سنة عجاف...
قلت يومها للزملاء في المكتب بصنعاء:
إذا لم أعد بعد ساعتين فاعلموا أني مختطف لدى الأمن القومي... وابلغوا القناة بذلك...
استقبلني الرجل بحفاوة واحترام.... ثم بدأ يكيل الشتائم والاتهامات لقناة الجزيرة ولمديرها السابق الاستاذ وضاح... وارتباط القناة بالحركة الصهيونية والماسونية والاخوانية وبدوائر المخابرات الامريكية والبريطانية والايرانية... لم يترك شتيمة او تهمة كان يتقيأها زعيمه المخلوع وأبواق سلطاته إلا وأسمعني إياها.. ووضع كل الاعداء المتناقضين في سلة واحدة مع قناة الجزيرة...!
كنت صامتا... ومتأملا في منطقه السقيم... وأسأل نفسي هل هذا الكائن بوعيه وبكامل عقله؟
ثم هددني متوعدا بضرورة الامتناع عن تغطية الحراك الثوري الشبابي المتنامي في صنعاء وتعز... عندها قلت له: ذلك طلب صعب جدا الاستجابة له يافندم.... ان لم يكن مستحيلا... فنحن قناة اخبارية نغطي وننقل مايجري على الارض... ولسنا معنيين بصناعة المظاهرات او الاحداث.... قال لي: اسمع مارأيك تفعل مثل (فلان) و(فلان).... غط مظاهرات المعارضين ثلث... وفعالية المؤيدين (للدولة) ثلثين بهذا التعبير.... ضحكت وقلت له: لسنا في حادث مروري؛ ثلثين بثلث...
الفعل يفرض نفسه... والحدث يأخذ موقعه في الأخبار والتغطيات بحسب تأثيره وحجمه...
جرى سجال وجدال تخللتها اتهامات وتهديدات مبطنة وصلت الى وضعي الشخصي حينها قلت له: اسمعوا اذا كنتم قلقين من تغطيتنا فأرى ان تغلقوا مكتب القناة بصنعاء وتريحونا من تهديداتكم وتحريض انصاركم على مراسلينا...
قال لي: لا... ابدا.. عشان تقوم انت بالتحديد وتصدر بيانا باسم نقابة الصحفيين وتشوه ببلدك وتبلبلوا امام العالم ان الحكومة تقمع الحريات.... لايمكن.... ثم اردف قائلا: انت تعرف فلان كن مثله.... امس اشترى فلة في منطقة...... وقبل شهرين أهداه الفندم سيارة.....
عش حياتك نحن نحترمك ونقدرك.. لكن خفف من تزمتك وتشددك!
ابتسمت.... لم أنطق بكلمة.... فقد عرفت انه انهزم... وبدأ يستخدم الجزرة بعد ان انكسرت عصا تهديداته...
دخل علينا احد افراد سكرتاريته.. سلمه قصاصة وخرج...
نظر الي وقال: هذا (حسن زيد) حقكم المعارض جاء يطلب المعلوم!!!
وانفضت الجلسة!