دعا مسؤول في الحكومة اليمنية الشرعية الى اعادة النظر في العلاقة مع التحالف العربي بقيادة السعودية.
ودعا محافظ لحج، المعين من الرئيس هادي وعضو ما يسمى المجلس الانتقالي الجنوبي المطالب بالانفصال، ناصر الخبجي، إلى إعادة النظر في العلاقة مع التحالف و البحث عن اتفاق سياسي و رؤية مستقبلية مضمونة و واضحة المعالم.
و اعتبر أنه لا بديل من ذلك سوى الكف عن تخدير الإرادة الشعبية الجنوبية، و تقييد حريتها في التعبير عن مشروعها و علاقتها السياسية المستقبلية مع من تعتقد أنه سيكون حليفاً استراتيجياً لها.
وياتي هذا التصريح عقب لقاء وليي عهد السعودية وابوظبي قيادة حزب الاصلاح، والتي اعتبرها المطالبون بانفصال وتشطير اليمن استهداف لمشروعهم الذي يتنافى مع اهداف التحالف العربي الذي يؤكد على ضمان وحدة واستقرار اليمن، وهو ما نصت عليه ايضا القرارات الدولية الملزمة الصادرة من مجلس الامن الدولي.
وأشار الخبجي المستمر في عمله محافظا رغم عضويته في مجلس الانفصال الذي رفضته الحكومة الشرعية، إلى أن التحالف حاول بصورة مستعجلة استمالة “صالح” إلى صفه، بعد فك الأخير شراكته مع الحوثي، و قيادة انتفاضة من داخل صنعاء.
و قال: يتراءى للمتابع أن خيارات التحالف ضاقت بعد مصرع صالح، ويظهر أن التحالف اختار التقارب مع حزب الإصلاح لإعطائه فرصة جديدة لمواجهة الحوثي في صنعاء، و لعلها فرصة أخيرة لإمكانية الحسم العسكري و إسقاط مليشيات الحوثي وإعادة “هادي” إلى صنعاء كرئيس شرعي.
و أضاف: التقارب الفجائي بين قيادات التحالف وقيادات الإخوان في اليمن لم يكن مجرد اجتماع أو لقاء، ولم يقتصر على ما تحدثت عنه وسائل الإعلام.
و نوه إلى أنه من المحتمل أن تكون الحقيقة فيما لم يعلن عنه، وربما هناك اتفاقات وشروط ووعود، عادة لا يتم الإعلان عنها بشكل رسمي بقدر ما هي في إطار السرية المؤقتة، و ستتضح لاحقاً عندما تحين لحظة نتائج ما تم الاتفاق عليه في حالة السلب أو الإيجاب.
ونبه محافظ لحج ورئيس الدائرة السياسية بمجلس الانفصال، إلى أنه في حال لم تحدث تحولات جديدة ميدانياً بدرجة رئيسية، ونقصد بها ما يخص شؤون صنعاء ومعارك دخولها وإسقاط الحوثيين، فإن الأمور ستبقى على حالها، وسيزداد الفشل ترسخاً وتوسعاً.
و شدد على ضرورة الأخذ بأسوأ الاحتمالات، سواء من قيادة المجلس الانتقالي أو مناصريه بل ومن كل الشعب الجنوبي. واصفاً الإخوان بأنهم معادون لـ”أي حامل” لمشروع الجنوب وقضيته و للاستقرار و تحرير محافظات الجنوب.
و قال: نحن أمام تحد حقيقي لحماية المكتسبات التي رويت بدماء جنوبية زكية، فإما أن ننتصر لدماء الشهداء والجرحى ولقضيتهم الوطنية الجنوبية ومشروعها المتمثل باستعادة استقلال دولة الجنوب، أو التسليم لما يقرره الآخرين ويرتضونه لنا.
و أكد أنه لم يتم التعامل مع الجنوبيين كشريك فاعل وفق رؤية واضحة من الشرعية أو من التحالف العربي، وذلك يعد غموضاً في الاستراتيجية وتحولات السياسة ومواقفها.