إعصار "ميكونو" يدمر طبقات الأرض في سقطرى معرقلاً وصول الإغاثة

Monday 30 November -1 12:00 am
إعصار "ميكونو" يدمر طبقات الأرض في سقطرى معرقلاً وصول الإغاثة
----------
مرَّ إعصار "ميكونو" الذي يضرب المحيط الهندي وبحر العرب بجزيرة "سقطرى" مدمراً طبقات الأرض، في طريقه نحو سلطنة عُمان ثمَّ المملكة العربية السعودية، ما تسبب في مقتل خمسة أشخاص (4 يمنيين وهندي) في وقت يضل 40 شخصاً بين المفقودين بينهم يمنيون وهنود وسودانيون.
 
وقال مصدر مسؤول في الجزيرة لـ"يمن مونيتور": إن الأجواء الحالية تشير إلى توقفت الأمطار، مع انسحاب الإعصار نحو "صلالة" في عُمان ومحافظة المهرة اليمنية على حدودها.
 
وأظهرت صور من الجزيرة آثار ثلاثة أيام من الإعصار، الذي اقتلع الأشجار ودمر الطرقات وتسبب باضطرابات كبيرة وهائجة في البحر، حيث تفككت الطرق، مع فشل طائرات إغاثة للتحالف في الوصول صباح الجمعة إلى المحافظة التي أعلن عن كونها منكوبة يوم الخميس.
 
يعيش 60 ألفاً من السكان على أراضي الجزيرة التي تبعد قرابة 400 كم من السواحل اليمنية، وسط ظروف قاسية، في واحدة من جنات عدن الموجودة على الأرض.
 
وقالت الأرصاد الجوية، اليمنية والعُمانية، والهندية إن رياح ميكونو بلغت 155 كيلومترا في الساعة وبلغت سرعة الهبوب 175 كيلومترا في الساعة.
 
وقالت الحكومة اليمنية إن أكثر من 200 أسرة نزحت من ديارها في المناطق الواقعة في ضواحي "حديبو" والمناطق القريبة من الساحل الشمالي للجزيرة.
 
وقال مصدر ملاحي لـ"يمن مونيتور"، إنّ البحر ابتلع سفن مع بضائعها وما يزال أفرادها في عداد المفقودين. وأعلنت الحكومة عن إنقاذ أربعة من البحارة الهنود يوم الجمعة. لكن لا أثَّر لعشرات آخرين.
 
تمتلك سقطرى نظامًا بيئيًا فريدًا، وهي موطنًا لأنواع نادرة من النباتات، وأنواع الزواحف والطيور التي لا يمكن العثور عليها في أي مكان آخر حول الكوكب. ومن المعروف عن شجرة الأخوين التي تشبه زهرة لا توجد إلا في الجزيرة.
 
والإعصار ليس قوياً للغاية كما يشير التاريخ، لكن البنية التحتية للجزيرة اهترئ مع غياب الإصلاحات الحكومية وانعدام العناية بالجزيرة التي ضمت إلى قائمة اليونسكو في عام 2008. وسبق أن تعرَّضت الجزيرة لإعصارين سابقين عام 2015م وتسببت بأضرار هائلة.
 
غير أن الأعاصير القوية نادرة؛ على مدى ما يقرب من 100 عام تنتهي في عام 1996، ضربت 17 إعصار فقط عمان ومرا عبر الجزيرة. في عام 2007، مر إعصار جونو عبر السلطنة ووصل في وقت لاحق إلى إيران، وتسبب في خسائر بقيمة 4 مليارات دولار في عمان وحدها وقتل أكثر من 70 شخصا في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
 
 
 
دور الحكومة
 
وظهر الدور الحكومي بارزاً في وقت كان الإعصار يمر على الجزيرة، وتنقل المحافظ رمزي محرسي ووزير الثروة السمكية فهد كفاين بين المناطق والبحث عن الناجين ومعرفة الأضرار.
 
وقال مصدر حكومي ل"يمن مونيتور"، مفضلاً عدم الكشف عن هويته، إن مؤسسة خليفة للإغاثة والمتواجدة على الجزيرة لم تتحرك حتى اليوم الثالث بعد أنّ استنفذت السلطات المحلية جميع الوسائل لإقناعها بالتحرك لامتلاك المعدات والآليات لإصلاح الطرقات.
 
ولفت المصدر إلى أن المحافظ قام بالتعاقد مع شركة طرقات محلية لإصلاح الطرقات بين قلنسية وحديبو. وبعد العقد حركت مؤسسة خليفة الآليَّات الالتقاط الصور في مكان الطرقات.
 
ولم يتمكن "يمن مونيتور" من الوصول إلى مؤسسة خليفة للحصول على تعليق حول الاتهامات.
 
وكان لافتاً وجود القوات السعودية على الجزيرة وهي المرة الأولى التي تظهر فيها منذ وصولها منتصف مايو/أيار الجاري بعد مشادات بين الحكومة والإمارات على خليفة وصول قوات إماراتية إلى الجزيرة مطلع الشهر.
 
وظهر الجنود السعوديون وهم يحملون الإغاثة على ظهورهم للوصول إلى مناطق المنكوبين وساعدوا في إصلاح الطرقات.
 
 
 
الإغاثة
 
وقال المتحدث باسم التحالف العربي تركي المالكي للتلفزيون السعودي، إنّ قوة الواجب السعودية تقوم بمساعدة المنكوبين في الجزيرة وترميم الطرقات.
 
ولفت المالكي، إلى أن الأحوال الجوية منعت 4 طائرات إغاثة من الوصول إلى "سقطرى"، وأن الطائرات ستصل يوم الأحد.
 
من جانبها أعلنت الكويت عن مساعدات عاجلة ستصل إلى سقطرى، في وقت أعلن الهلال الأحمر القطري عن 100 ألف دولار لإغاثة المنكوبين على الجزيرة.