انسحاب متوقع للإمارات من خليجي 24

Sunday 24 November 2019 2:52 am
انسحاب متوقع للإمارات من خليجي 24
----------

ذكرت مصادر خليجية مطلعة أن دولة الإمارات العربية المتحدة قد تقرر الانسحاب من كأس الخليج لكرة القدم التي من المقرر أن تبدأ خلال أيام في الدوحة، وذلك بعد مهاجمة وسائل إعلامية قطرية لرموز وطنية في الإمارات.

وقال مصدر دبلوماسي خليجي لـ”العرب” إن مس قطر بالرموز الإماراتية يفند كل تعهدات الدوحة السابقة عن المصالحة الخليجية ويضع الجهود الخليجية لرأب الصدع في مهب الريح.

وأوقفت قطر حملاتها الإعلامية ضد دول الخليج إلى حين إعلان السعودية والإمارات والبحرين المشاركة في كأس الخليج 24 التي تحتضنها قطر، وعاودت حملاتها مستهدفة رموزا وطنية وعمدت وسائل إعلامها إلى تقارير مفبركة حول ملفات المنطقة لاختبار صبر قيادات الدول الثلاث.

وتحاول الدوحة الظهور بمظهر القوي والإيحاء بأن مشاركة السعودية والإمارات والبحرين في خليجي 24 رغم المقاطعة هي نوع من “التنازل” لها أو “التطبيع” معها، وهو موقف مهزوز ولن يزيد سوى في إعطاء قرار المقاطعة عمقا شعبيا وتفاعلا دوليا وإقليميا جديدا، ويظهر للقيادات الخليجية أن أفضل مسار للتعاطي مع قطر هو إغلاق الباب أمام أي مساع للتهدئة أو الوساطة طالما لا تعلن الدوحة بشكل علني أنها ستنفذ ما طلب منها.

 

وتصاعدت المطالبات الشعبية في الإمارات بالانسحاب من البطولة، إثر السلوك القطري الذي وصفه النشطاء بالمشين.

وطالب نشطاء إماراتيون على مواقع التواصل بالانسحاب الفوري لمنتخب بلادهم من “خليجي 24” ردا على المس القطري بالرموز تمثل الإماراتيين جميعا.

واعتبر المصدر الدبلوماسي أن السلوك القطري بمس رموز الإمارات سيعيد الدوحة إلى مربع التوتر، ويبدد مساعيها ووساطاتها لتبريد الخلافات مع دول المقاطعة، وخاصة مع السعودية، التي لا يمكن أن تقبل، بأي شكل، انزلاق قطر إلى مواقف تهدد الأمن القومي لدول مجلس التعاون.

واعتبر متابعون للشأن الخليجي أن الحملة الإعلامية القطرية التي تستهدف رموزا وطنية إماراتية تكشف للرأي العام الخليجي والدولي طبيعة السلطة في قطر، والتي تتسم بالمراوغة والخداع، وهو ما يعطي مبررا قويا لقرار المقاطعة.

 

 

وأشار هؤلاء إلى أن قطر تعتقد أن خطتها للتهدئة قد نجحت في استدراج دول المقاطعة للمشاركة في التظاهرة الكروية الخليجية، ولهذا عاودت هجمتها الإعلامية خاصة على الإمارات، وهو ما قد يدفعها إلى اتخاذ قرار بالانسحاب من خليجي 24 قبل أن يبدأ بأيام قليلة.

وتحاول قطر في كل فرصة تتاح لها أن تتصرف للإيحاء بوجود فوارق بين دول المقاطعة في الموقف من قطر، فتهاجم هذه العاصمة وتسكت عن تلك. لكنها إلى الآن لا تريد أن تستوعب أن القرار واحد، وأن لعبتها لن تفضي إلى أي نتائج، وأن عليها أن تذهب إلى الرياض في المطاف الأخير لتعلن أنها نفذت ما طلب منها من التزامات، وستجد هناك موقفا موحدا.

ويُذكّر السلوك القطري الجديد بمواقف وتعهدات سابقة سعت إلى إعادة الدوحة إلى البيت الخليجي بعد تعدها الالتزام بالوحدة وعدم دعم المجموعات المتطرفة والتدخل في الشأن الداخلي لدول الخليج، لكنها سرعان ما نكثت بوعودها، الأمر الذي دفع السعودية والإمارات والبحرين إلى فرض قرار المقاطعة عام 2017.

وسيعطي موقف الدوحة زخما جديدا لخيار المقاطعة الذي اتخذته السعودية والإمارات ومصر والبحرين بسبب مواقف قطر المنافية للوحدة الخليجية سواء ما تعلق بدعم الجماعات الإرهابية، أو ببناء علاقات خارجية (مع إيران وتركيا) تمس من أمن دول المجلس ومصالحها.

وتتهم دول المقاطعة الأربع، قطر بدعم الإرهاب والتقارب مع إيران. وكانت محاولات سابقة لحل الأزمة، قادتها الكويت والولايات المتحدة، قد باءت بالفشل في ظل استمرار الدوحة في مناوراتها لربح الوقت.