تقرير‭ ..‬يرصد‭ ‬معاناة‭ ‬منتسبي‭ ‬الأمن‭ ‬ومن‭ ‬قبلهم‭ ‬الجيش‭ ‬جراء‭ ‬حرمانهم‭ ‬مرتباتهم‭‬

Wednesday 11 December 2019 2:45 pm
تقرير‭ ..‬يرصد‭ ‬معاناة‭ ‬منتسبي‭ ‬الأمن‭ ‬ومن‭ ‬قبلهم‭ ‬الجيش‭ ‬جراء‭ ‬حرمانهم‭ ‬مرتباتهم‭‬
----------
تقرير / محمد فضل مرشد :
مصدر بوزارة الداخلية: قيادات أمنية منعت صرف المرتبات.. وتلك مصلحتها
شركة القطيبي: هذه أسباب عدم صرف مرتبات منتسبي الداخلية
- إيقاف وزير الداخلية وكيلين في الوزارة.. ما علاقته بوقف المرتبات؟
- ضباط وأفراد الأمن يصرخون: الجوع سيدفعنا لاحتجاجات عارمة!
- مرتبات الداخلية والدفاع.. كيف صارت سلاحا في الصراع؟!
- احتجاز المرتبات جريمة.. هل سيحاسب ويعاقب مرتكبوها؟
- مرتبات العسكريين المتأخرة.. أين ذهبت؟مرتبات الأمن.. معتقلة !
مرتبات الأمن.. معتقلة !
بداخل خزينة البنك المركزي في عدن تقبع مرتبات ضباط وأفراد الأجهزة الأمنية التابعة لوزارة الداخلية رهينة خلافات سياسية لا علاقة سواء من قريب أو بعيد لرجال الأمن بها، ولا علم لهم بسبب جعلهم ضحايا لها كحال رفاقهم في القوات المسلحة خلال الأشهر الماضية.
أربعة أشهر عجاف انقضت بمرارة تجرعها منتسبي وزارة الداخلية من ضباط وجنود هم وأسرهم وأطفالهم، جراء حرمانهم مرتباتهم الشهرية المستحقة لهم.
ذات الأمر تكبده قبلهم منتسبي وزارة الدفاع بحرمانهم مرتباتهم طوال أربعة أشهر قاسوا فيها الجوع والعوز وعدم القدرة على تلبية قوت أطفالهم، وحين صرفت لهم لم يتسلموا منها سوى مرتب شهر واحد لا غير هو أقل بكثير من الديوان التي تراكمت على كواهلهم، ولازالت حتى للحظة بقية مرتباتهم المتأخرة في أدراج الرياح.
تساؤلات..
تساؤلات عدة تتملك حاليا منتسبي الأجهزة الأمنية عن حقيقة الجهات المسؤولة عن التلكؤ والتسويف الذي حال دون صرف مرتباتهم التي لم يتسلموها منذ ثلاثة أشهر.
القاء اللوم على شماعة أحداث عدن الأخيرة وما تشهده العاصمة المؤقتة عدن حاليا من عودة التصعيد ما بين طرفي الصراع (انتقالي – شرعية) هو أمر بالتأكيد لا يقدم جواب شافي ولا يبرر للزج بالمرتبات أكانت للأمن أو الجيش أو أي قطاع عام آخر في أتون صراع سياسي ليس للموظفين ناقة فيه أو جمل.
تصاعد المعاناة
أصوات منتسبي الأجهزة الأمنية تصاعدت كحال تفاقم معاناتهم المعيشية، خاصة بعد التراجع عن صرف مرتباتهم كما كان مقررا قبل يومين عبر شركة القضيبي للصرافة بعدن وفروعها.
وهي الواقعة التي كشفت عن فداحة استخدام مرتبات الأمن ومن قبله الجيش كوسيلة ضغط من قبل هذا الطرف أو ذاك في الصراع السياسي الدائر منذ أحداث أغسطس الماضي بمدينة عدن.
مصدر بوزارة الداخلية: قيادات أمنية منعت الصرف
وبهذا الشأن قال مصدر رفيع بوزارة الداخلية أمس، إن “مسئولين أمنيين في إدارة أمن عدن هددوا شركة القطيبي للصرافة في حال قيامها بصرف مرتبات منتسبي الوزارة”.
واشار المصدر في افادة لصحيفة “عدن الغد” أن “الوزارة تعاقدت مع شركة القطيبي للبدء بعملية الصرف لمرتبات شهر سبتمبر لكن المسئولين في الشركة تلقوا تهديدات من مسئولين في إدارة امن عدن”.
وقال المصدر: “ان المسئولين يطالبون بصرف المرتبات عبرهم، الأمر الذي قد يتسبب بفرض خصومات مالية واسعة النطاق من مرتبات الجنود والافراد”.
واشار المصدر إلى أن “التهديد الذي تلقته شركة القطيبي للصرافة أوقف عملية الصرف إلى أجل غير مسمى”.
شركة القطيبي: هذه أسباب عدم صرف مرتبات الداخلية
من جانبها قالت شركة القطيبي ان الاتفاق بينها وبين وزارة الداخلية لصرف مرتبات منتسبي الوحدات الأمنية بعدن والمحافظات الاخرى تم الغائه.
وأكد مصدر مسؤل في شركة القطيبي للصرافة انه تم الغاء الاتفاق بينها وبين وزارة الداخلية بخصوص صرف رواتب الافراد والضباط في الوزارة.
واشار المصدر إلى ان أسباب الالغاء هو عدم وصول المخصصات المالية حسب الاتفاق.
إيقاف وكيلين في الوزارة.. ما علاقته بوقف المرتبات ؟
وبذات السياق برزت تساؤلات بين صفوف منتسبي وزارة الداخلية عن مدى ارتباط قرار الوزير أحمد الميسري إيقاف اثنين من وكلاء الوزارة عقب أحداث أغسطس الماضي بعدن، والتي غادرت على إثرها الحكومة عدن إلى العاصمة السعودية الرياض.
وكان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية المهندس أحمد الميسري قد وجه حينها مذكرة رسمية إلى وزير المالية ومحافظ البنك المركزي، بإيقاف التعامل مع وكيلين في وزارة الداخلية.وقضت المذكرة الرسمية التي رفعها الوزير أحمد الميسري بإيقاف التعامل مع الوكيل يحيى عبد الله جابر وكيل وزارة الداخلية لقطاع الموارد المالية والبشرية، والعميد عبد الناصر صبيرة الوكيل المساعد لقطاع الموارد المالية والبشرية.وطالب الميسري من وزير المالية ومحافظ البنك المركزي إيقاف التعامل مع المذكورين، وعدم قبول أي مراسلات أو طلبات أو معاملات خاصة بوزارة الداخلية.وبين وزير الداخلية الميسري أن يكون التعامل معه مباشرة عبر مكتبه فقط، حتى يتم عودة الحكومة ومؤسسات الدولة إلى عدن.
العولقي: عدم صرف مرتبات الأمن جريمة لا مبرر لها
الناشط الإعلامي ناصر علي العولقي في تصريح له، أكد أن تأخير صرف مرتبات منتسبي الأمن في المحافظات المحررة حتى اليوم هذا، جريمة غير أخلاقية ولا مبرر لها.
وأوضح العولقي أن انقطاع المرتبات عن الأمن في المحافظات المحررة لما يقارب أربعه أشهر في ظل صمت حكومي مخزي، مشيراً بأنها قد تسببت للكثير من رجال الأمن بمشقة كبيرة وأدت إلى عجزهم عن توفير أبسط احتياجات أسرهم، لافتا إلى أن البعض منهما يعجزا عن توفير ثمن العلاج لأطفاله بسبب انقطاع الرواتب، على حد تعبيره.
وقال العولقي أن هذا التأخير في عدم صرف الرواتب ليس إلا محاولة لتركيع الشعب وهي سلوك غير أخلاقية وغير مهنية أو مسئولة، وتعكس حجم الانحطاط الذي وصلت إليه جهات في حكومة الشرعية، مؤكد بأن عدم صرف الرواتب أو تأخيرها أمر مدان ومرفوض شعبيا.
ضباط وأفراد الأمن يصرخون: الجوع سيدفعنا لاحتجاجات عارمة
ضباط وأفراد بوزارة الداخلية محور عدن طالبوا على لسان كافة منتسبي المؤسسة الأمنية رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي بصرف كافة مرتباتهم الشهرية دون تأخير وانهاء ما تسبب فيه حرمانهم منها من تجويع لأسرهم وأطفالهم.
وقال الضباط والأفراد في صرخة تظلم عبر صحيفة (عدن الغد)  إن “وزارة الداخلية لم تصرف لهم مرتباتهم الشهرية منذُ أربعة أشهر دون أي أسباب تذكر”.
وأكدوا إن الوزارة أعلنت قبل أيام صرف مرتبات كافة منتسبيها في المحافظات المحررة، ولكن لم يحصل من كل هذا الضجيج شيء حتى اللحظة.. موضحين أنهم يعيشون ظروفاً معيشية صعبة بسبب تأخر صرف مرتباتهم والتي تعد مصدر عيشهم الوحيد.
ولوح ضباط وأفراد الأمن باللجوء إلى حقهم القانوني في التعبير عن الظلم الواقع عليهم والمطالبة بانهائه، وذلك من خلال تنفيذ إضراب والخروج إلى الشارع بوقفات احتجاجية حتى يتم تنفيذ صرف مرتباتهم وفضح الفاسدين المتلاعبين بها”.
واختتموا تظلمهم بمناشدة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي ورئيس الوزراء مُعين عبدالملك وقيادات وزارة الداخلية والتحالف العربي بالتدخل العاجل لإنصافهم.