أحمد مظهر..فارس السينما الذي انطلق من "رد قلبي" واختتم مشواره مع "النمر الأسود"

Saturday 10 October 2020 9:32 am
أحمد مظهر..فارس السينما الذي انطلق من "رد قلبي" واختتم مشواره مع "النمر الأسود"
يمني سبورت:
----------

عبد الرحمن بدوي

أعتقد أنها ليست صدفة في أن يولد مثل هذا الفارس الشجاع في مثل هذه الأيام التي نحتفل فيها بعيد انتصارات أكتوبر المجيدة.. إنه فارس السينما المصرية وفارس الرومانسية والحب والحياة، الفنان أحمد مظهر الذي نحتفي اليوم الخميس بذكرى ميلاده الـ 103.

في حي العباسية ولد الفنان أحمد مظهر في الثامن من أكتوبر عام 1917، وتخرج من الكلية الحربية في عام 1938، حيث التحق بسلاح المشاة ثم انتقل لينضم لسلاح الفرسان وتدرج إلى أن تولى قيادة مدرسة الفروسية وشارك في حرب فلسطين  .

وعلى الرغم من الحياة الحازمة التي كان يعيشها أحمد مظهر إلا أنه كان شديد الاهتمام بالفن، حتى أنه ترك حياة الميري ليتفرغ نهائيًا بعد أن شارك في فيلم "ظهور الإسلام " 1951 للمخرج إبراهيم عز الدين، وقصة طه حسين، حيث رشحه يوسف السباعي لدور البرنس علاء في فيلم رد قلبي أمام مريم فخر الدين و شكري سرحان وصلاح ذو الفقار.

بعد تجربته مع يوسف السباعي في فيلم رد قلبي الذي يعتبر أول احتكاك مباشر له في صنع جماهيرية عريضة من المشاهدين، رشحه السباعي أيضا لفيلم "رحلة غرامية " 1957 ثم فيلم "بور سعيد" 1957 وفيلم "طريق الأمل"، وفيلم "غرام الأسياد"، و"جميلة بوحريد".

أما أول بطولة مطلقة للفنان أحمد مظهر في فيلم "الطريق المسدود حيث رشحه المخرج صلاح أبو سيف لدور البطولة أمام الفنانة فاتن حمامة .

وقف الفنان أحمد مظهر أمام نجمات الزمن الجميل، وكون ثنائيًا فنيًا مع الفنانة فاتن حمامة، حيث قدما معا مجموعة من روائع السينما المصرية، منها: "الزوجة العذراء، ولن أعترف، والليلة الأخيرة، إمبراطورية ميم، و دعاء الكروان ، الذي ترشح لجائزة أحسن فيلم في مهرجان برلين الدولي، كما اختير بعضها على قائمة أفضل مائة فيلم في السينما المصرية.

وعلى نفس النهج كون أحمد مظهر ثنائيًأ آخر مع سعاد حسني، حيث قدما معا عدد من الأقلام الرائعة:" غصن الزيتون، وليلة الزفاف، وشفيقة ومتولي، ونادية، والقاهرة 30، واللقاء الثاني.

كما شاركتا الفنانة نادية لطفي ولبنى عبد العزيز، وشاديه، وصباح، وماجدة، وشمس البارودي، في عدد من الأفلام:" الناصر صلاح الدين، مع الذكريات، النظارة السوداء"، الأيدي الناعمة"، "العتبة الخضراء"، "رحلة العمر"، "غرام الأسياد"، و"وإسلاماه"، الذي كان فاتحة خير بينه وبين المخرج يوسف شاهين حيث رشحه لبطولة "الناصر صلاح الدين".

وخلال مشواره الفني قدم الفنان أحمد مظهر عدة أفلام - تجاوزت المائة - وهي من روائع السينما المصرية، كما شارك في العديد من المسلسلات التلفزيونية،:"ضمير أبلة حكمت" و"ضد التيار" و" برديس"، و"ليالي الحلمية" الجزء الأول، و"رقيب لا ينام" و"لا اله إلا الله" الجزء الأول، و"على هامش السيرة"، و"الفارس الملثم" و"نور الإسلام"، و"القضاء في الإسلام".
على مدى ما يقرب من نصف قرن ظل أحمد مظهر فارسًا للسينما، كما خاض تجربة التأليف والإخراج مرتين، فكانت المرة الأولى عام 1968 في فيلم "نفوس حائرة" الذي فشل تماما، وجاءت المرة الثانية في فيلم "حبيبة غيري" عام 1976، بعدها قرر الاكتفاء بالتمثيل فقط، حيث ظل يعمل حتى عام 1984، حيث ودع السينما بدوره الأخير في فيلم "النمر الأسود".

بعد النجاحات المتكررة للفنان أحمد مظهر خلال حقبة الستينات، بدأ نجمه ينطفئ في السبعينات، وفكر مرة في اعتزال السينما وافتتح ورشة إصلاح سيارات كبيرة في منزله ثم أغلقها، وافتتح أستوديو للتصوير الفوتوغرافي بعدها تراجع عن هذه الأفكار وعاد للسينما مرة ثانية.

خلال مشواره الفني نال أحمد مظهر تقدير الرئيسين الراحلين جمال عبد الناصر وأنور السادات، حيث قلده الأول وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1969، وكرمه الثاني أيضا بوسام آخر رفيع في احتفالات مصر بعيد الفن الذي توقف بعد اغتيال السادات في أكتوبر عام 1981.

كما نال أكثر من 40 جائزة محلية ودولية على مدى مشواره الفني الطويل، من أهمها جائزة الممثل الأول في فيلم "الزوجة العذراء" 1958، وحصل على جائزة في التمثيل عن دوره في فيلم "الليلة الأخيرة" 1963، كما تم تكريمه في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.

بعد أن ابتعد عن الأضواء، اعتزل الفروسية أيضا بعد أن توفي حصانه الشهير "سيف"، واكتفى بالعزف على العود والرسم إضافة إلى هواية أخرى وهي زراعة النباتات النادرة في حديقة منزله، وبدات أمراض الشيخوخة تحاصره حيث أصيب بالزهايمر، وظل يعاني من التهاب رئوي حاد حتى لفظ أنفاسه الأخيرة في الثامن من مايو عام 2002.

الأكثر قراءة