أكثر شيوعاً عند النساء.. ما هي أسباب مرض الوهم وعلاجه؟

Wednesday 07 April 2021 2:00 am
أكثر شيوعاً عند النساء.. ما هي أسباب مرض الوهم وعلاجه؟
----------
مرض الوهم أو الاضطراب الوهمي، الذي كان يُطلق عليه سابقاً اضطراب جنون العظمة، هو نوع من الأمراض العقلية الخطيرة، ويُسمى بالاضطراب الذهاني أيضاً، وفق ما عرفته الاختصاصية النفسية الدكتورة جنيفير كارمينا ساييلا، في مركز ميرينجن للطب النفسي في سويسرا، فالأشخاص المصابون به لا يمكنهم التفرقة بين ما هو حقيقي وما هو متخيل، وعادةً ما يعاني الأشخاص المرضى بهذا الاضطراب من أفكار أو تخيلات غريبة تنطوي على أحداث يمكن أن تحدث في الحياة الحقيقية، وغالباً ما تكون هذه الأفكار سلبية أو تحمل قدراً من السوء، وتنطوي على سوء تفسير التصورات أو الخبرات.
مرض الوهم أكثر شيوعاً في النساء
تؤكد الاختصاصية النفسية الدكتورة جنيفير أنَّ الأشخاص المصابين بالاضطراب الوهمي أو مرض الوهم والتخيلات يمكنهم أن يستمروا في الاختلاط الاجتماعي والعمل بشكل طبيعي، بصرف النظر عن مرضهم، بخلاف مرضى الاضطرابات الذهانية الأخرى، وهذا ما يجعل تشخيص هذا المرض صعباً إلى حد كبير. وعلى الرغم من أن الأوهام تعتبر من الأعراض الرئيسية، وقد تكون الوحيدة لهذا الاضطراب؛ فإنّها تتشارك مع العديد من الأمراض الأخرى؛ مثل الفصام وغيره.
وتجدر الإشارة إلى أنّ مرض الوهم والتخيلات أكثر شيوعاً عند النساء منه عند الرجال.
أنواع مرض الوهم ما بين الرجل والمرأة
أثبت العديد من الدراسات أن الأوهام ظواهر سريرية غير متجانسة، وقد وُجِد أنّ الأوهام تتفرّع إلى ثلاثة مستويات: أوهام التأثير، أوهام الدلالة الذاتية، وأوهام الاضطهاد.
أوهام تُصاب بها المرأة أكثر، وهي:
- هوس الحب: حيث تعتقد المصابة أن شخصاً ما يحبها وقد يحاول الاتصال بها، وغالباً ما يكون شخصاً مهماً أو مشهوراً. وقد يؤدي هذا الشعور إلى مطاردته في بعض الأحيان.
- هوس الغيرة: المصابة بهذا النوع ترى أن شريكها في الحياة غير مخلص.
- الهوس المختلط: المصابة قد تكون مصابة بنوعين أو أكثر من أنواع الأوهام السابقة الذكر.
أوهام أكثر شيوعاً عند الرجال
- هوس العظمة: المصاب لديه شعور مبالغ فيه بالقيمة أو القوة أو المعرفة أو الموهبة، و يمكن أن يتوهم أن لديه موهبة كبيرة أو قام باكتشاف مهم.
- هوس الاضطهاد: المصاب يعتقد أنه (أو شخص قريب منه) يتعرض لسوء المعاملة، أو أن هناك من يتجسس عليه أو يخطط لإيذائه، وقد يقوم بتقديم شكاوى متكررة للسلطات المحلية.
- الهوس الجسدي: المصاب يعتقد أن لديه عيباً جسدياً أو مشكلة طبية، وقد يتوهم أن لديه مرضاً ما.
أسباب مرض الوهم
يُرجع الخبراء مرض الوهم إلى العديد من الأسباب، ومنها:
- ترسبات من علاقة المريض بوالديه منذ أيام الطفولة، إذا ما كانا يعانيان من التوهم المرضي، حيث يلاحظ الطفل اهتمامهما الزائد بصحته وبصحة إخوته.
- الحساسية الزائدة لدى بعض الأشخاص؛ إذ يتوهمون إصابتهم بالمرض لمجرد سماعهم عنه، سواء من المرضى أنفسهم، أم من الأطباء، أم من وسائل الإعلام والإنترنت.
- شعور الإنسان بالعجز والفشل في حياته الأسرية والعلمية والاجتماعية.
- شعور بالنقص وعدم الثقة في النفس، حيث تكون الأعراض المرضية مخرجاً من المشاكل التي يواجهها.
وبالنسبة للمرأة، فإنَّ الإحساس المستمر بالعداء المكبوت والقلق النفسي وافتقاد الحنان والحب، والحرمان العاطفي، من أسباب مرض الوهم لديها.
أعراض مرض الوهم
تلخص الاختصاصية النفسية الدكتورة جنيفير الأعراض في اضطرابات جسدية في مختلف أنحاء الجسم؛ كالمعدة والرأس والقلب، والوسواس المستمر بالمرض، والتركيز على الفكرة المرضية، والشعور الكاذب بالمرض، ممّا يجعل الجسم ضعيفاً وهزيلاً، وتظهر على المريض علامات عدم الثقة بالنفس، واضطراب العلاقات الأسرية، والانشغال بالنفس، ممّا يؤدّي إلى العزلة عن الآخرين. ويُصاب المريض بضعف الذاكرة، وعدم التركيز العقلي، وقلة النوم، والأرق؛ بسبب الانشغال بالهواجس.
علاجات مرض الوهم
يوضح الدكتور أسعد نبيل حنين، الاختصاصي في الأمراض النفسية والعصبية في معهد البحوث الطبية بجامعة الإسكندرية لـ"سيدتي نت"، أبرز علاجات مرض الوهم في الآتي:
- العلاج بالأدوية الكميائية: يتم معالجة مريض الوهم بمضادات الذهان، التي تعمل على منع مستقبلات الدوبامين في الدماغ، والأدوية التي تعمل على منع الدوبامين والسيرتونين معاً، وهناك أيضاً المهدئات ومضادات الاكتئاب وغيرها من الأدوية.
- العلاج النفسي: من خلال جلسات الإرشاد النفسي والعلاج المعرفي السلوكي.
وينصح الدكتور حنين بأن يبدأ العلاج بكتابة قائمة بالأفكار السلبية التي تصاحب التوهّم المرضي، أو تسببه، أو تسبقه، أو ترتبط به، ثمّ إعادة البناء المعرفي للمريض. ومعرفة السمات الشخصية السلبية للمريض التي تزيد تفاقم الاضطراب، ثمّ محاولة الحدّ منها أو تغييرها. كذلك محاولة ضبط العلاقة بين المشاعر والأفكار والأفعال للمريض. كما ينصح بمحاولة تطبيق الأفكار البديلة، أو عكس الأفكار السلبية، ومساعدة المريض على التخيّل أثناء تمارين التنفس العميق والمصحوبة بالاسترخاء العضلي التدريجي.