مرحلة الرضاعة مهمّة للأم ووليدها في آن واحد، لذا من الواجب الحرص على التغذية الملائمة والسليمة لها وله، مع الأخذ في الاعتبار، بأنّ الجسم هو «مصنع الحليب» وليس مخزناً له، الأمر الذي يستدعي إيلاء المرضع عناية بالوجبات المتناولة، وبالسعرات الواردة، بعيداً من الفكرة الشائعة خطأ، ومفادها أنه على المرضع أن تتناول سعرات مضاعفة عمّا يحتاج جسمها إليه، حتى تغذي وليدها بالحليب!
ضرورة شرب المرضع 9 أكواب من الماء في اليوم، تشتمل الأطعمة التي تنصح اختصاصيّة التغذية نور محمد أمين، بتناولها، على:
• السمك، لغناه بأحماض «الأوميغا_3» التي يحتاج جسم المرأة المرضع إليها، ولكن لتلافي الزئبق المتوافر في السمك، يمكن تناوله لمرّتين حصراً، مع تلافي الأنواع العالية في محتواها من الزئبق، مثل: سمك أبو سيف والماكريل.
• الألبان والأجبان، لمحتواها من الكالسيوم، مع اختيار صنوفها منزوعة الدسم أو قليلة الدسم.
• البيض، الذي يُنصح بتناوله مرّتين في الأسبوع، لمكوّناته المغذّية للمرضع، والمتمثّلة في: الفيتامينات «د» و«ب 9» وحمض الفوليك، بالإضافة إلى أن البيض عالي بالبروتين والسيلينيوم.
• الخضروات والفواكه، بخاصّة الموسميّة منها لمحتوياتها من المُغذّيات والفيتامينات المهمّة لجسم المرأة المرضع.
• المُكسّرات النيئة، لأنّها تدرّ الحليب.
• القمح لأنّه صنف غذائي غني بالفوليك والفيتامينات.
لا للأطعمة الحارّة والبقدونس والنعناع
بالمقابل، تُنصح المرضع بالبعد عن تناول الأطعمة الحارّة، لأنّها قد تزعج الوليد، بالإضافة إلى البقدونس والنعناع لأنّهما قد يقلّلان من إدرار الحليب. إلى ذلك، قد تؤثّر المغالاة في استهلاك السكّر على الطفل، وتزيد من نسبة الإصابة بالسمنة ومرض السكّري مع التقدّم في العمر. كما تتسبّب مادة الكافيين المتوافرة في عدد كبير من المنتجات، ومنها القهوة والشاي، المشروبان المعتمدان من قبل عدد كبير من الناس في ساعات يومهم، بمشكلات للمرضع ووليدها، ومنها: عدم انتظام ساعات نوم الطفل مع صدور رائحة كريهة منه عند التبوّل. لذا، تنصح الاختصاصيّة بـ «شطب» الكافيين من النظام الغذائي، أو تخفيف شرب القهوة والشاي، مع الانتظار لساعتين قبل الإرضاع، تلافياً لأن يمتصّ جسم الصغير المادة.
إلى ذلك، تخصّ الاختصاصيّة المرضع التي كانت تتناول فيتامينات منوّعة خلال فترة الحمل، وتدعوها إلى أن تستمرّ في تعاطيها خلال فترة الرضاعة، علماً أن المرضع تحتاج إلى تناول الفيتامينات بأنواعها، لا سيّما حمض الفوليك والفيتامين «د» والحديد... وتجدر الإشارة إلى أنّ الجنين يخزّن الحديد في جسمه، حتى أربعة أو ستّة أشهر، ليحصّل جسمه العنصر المذكور من الأكل بعد ذلك.
500 سعرة «تشطبها» الرضاعة الطبيعيّة
على المرأة المرضع ألا تتناول أقل من 1500 سعرة حرارية خلال اليوم، وذلك للحفاظ على كمّية الطاقة الكافية لإدرار الحليب، مع التركيز على التغذية بالألياف التي تساعد في التخفيف من امتصاص الدهون والسكّر والفيتامين «د» والكالسيوم لبنية عظام أقوى لها ولطفلها وحمض الفوليك العنصر الأساسي لنموّ الطفل و«الأوميغا-3» لإدرار الحليب بشكل صحّي.
يترتّب أن توزّع المرضع السعرات المناسبة لجسمها، على صنوف غذائيّة صحّية، جنباً إلى جنب الرضاعة الطبيعيّة، فالأمران يساعدانها في خفض الوزن، مع الإشارة إلى أن الرضاعة الطبيعية
هي «وسيلة آمنة وطبيعيّة لإنقاص الوزن، لأنّها تساعد في إحراق سعرات حراريّة قد تصل إلى خمسمئة سعرة حراريّة في اليوم»، حسب الاختصاصيّة. وفي هذا السياق، من اللازم أن تستمرّ المرأة في تنظيم وجباتها وفق حاجة جسمها منذ الحمل وحتى بعد الولادة، مع متابعة من اخصاصي(ة) التغذية أي اتباع النظام الغذائي مضبوط السعرات، ومناسب في آن لحاجات الطفل الغذائيّة، بعيداً من الحميات الصارمة قليلة السعرات التي تؤثّر سلباً في نوعية الحليب عند المرضع. أمّا خفض الوزن فيتحقّق بصورة تدريجيّة، لأن مجموعةً من الدراسات تفيد بأن خسارة كيلوغرام واحد أو كيلوغرام ونصف الكيلوغرام بعد الشهر الثاني من الولادة يعدّ آمناً للمرضع وطفلها.
ساعة من المشي
تعود ممارسة الرياضة، باعتدال، بالفائدة على الأمّ من الناحيتين الجسديّة والنفسيّة، وتعزّز علاقتها بطفلها. وفي هذا الإطار، توضّح الاختصاصيّة أن «الرياضة المعتدلة لا تؤثّر سلباً في كمّية الحليب في ثديي الأم أو في تركيبة الحليب أو في نموّ الطفل، لكن الأساس هو في الاعتدال».
في شأن نوع الرياضة المفضّل للمرضع، فإنّ ذلك يعتمد على تفضيلات الأخيرة، وما إذا كانت مواظبة على ممارسة الرياضة قبل الوضع أم لا، لكن مهما كانت الحالة أو النشاط المعتمد، عليها أن تمارس الرياضة بصورة تدريجيّة بعد النفاس. وقد تفي الرياضات الهوائيّة بالغرض، خلال المرحلة المذكورة، ومنها: المشي والركض لساعة يوميّاً، وحتّى خمس مرّات أسبوعيّاً.
تشتمل وصايا الاختصاصيّة العامّة، في هذا الإطار: «إذا خضعت المرأة لولادة طبيعيّة لم تتخلّلها أي تعقيدات، فمن الآمن بشكل عام أن تشرع في ممارسة الرياضة حالما تشعر بأنّها مستعدّة لذلك، أمّا إذا كنت قد خضعت لولادة قيصرية أو ترميم مهبلي واسع النطاق أو ولادة معقدة، فعليها التحدّث مع الطبيب عن موعد بدء البرنامج الرياضي».