فرض البرتغالي روي فيتوريا، المدير الفني لمنتخب مصر، أفكاره الفنية في أول لقاء يقوده للفراعنة، وذلك أمام النيجر مساء أمس الجمعة بالإسكندرية، والتي حسمها أبناء النيل بثلاثية نظيفة.

واستشعرت الجماهير المصرية، بتغير في أداء المنتخب خصوصا بالنواحي الهجومية، حيث استطاع فيتوريا أن يحل معضلة واجهت مدربي الفراعنة في الفترة الأخيرة وهي الاستفادة من الثنائي المتألق محمد صلاح نجم ليفربول الإنجليزي، وأحمد مصطفى "زيزو"، نجم الزمالك.

ولم يكرر فيتوريا خطأ كيروش، ويحتفظ ب"زيزو" أفضل لاعب داخل مصر حاليا وهداف الدوري في الموسم المنصرم، على دكة البدلاء، لإتاحة مركز الجناح الأيمن أمام القائد محمد صلاح، أحد أفضل لاعبي العالم، بل نجح في استغلال الثنائي بنفس التشكيلة من خلال توظيف جديد لنجم الزمالك.

ويرصد  في التقرير التالي، مدى تأثير هذا التوظيف الجديد لزيزو على النواحي التهديفية لمنتخب مصر.

توظيف جديد

ظهر زيزو، الجناح الأيمن الأفضل في مصر، أمام النيجر بتوظيف جديد في طريقة 4-3-3 التي اعتمدها روي فيتوريا في لقائه الأول.

ويلعب فيتوريا بثلاثي في خط الوسط مكون من لاعب 6 بمهام دفاعية واضحة وثنائي في "مركز 8 "على يمين ويسار لاعب الارتكاز.

وحاول فيتوريا استغلال قدرات "زيزو" البدنية في شغل مركز اللاعب رقم 8، والذي مال جهة اليمين لخلق مثلث قوي مع الظهير عمر جابر والجناح محمد صلاح الذي يبقى العنصر الأخطر في تشكيلة الفراعنة.

تأثير سلبي



تبدو فكرة توظيف "زيزو" الجديد منطقية، خصوصا أنه لعب في هذا المركز مع الزمالك تحت قيادة جيسوالدو فيريرا ومن قبله كارتيرون، كما أنه كان مركزه الأصلي خلال رحلته الاحترافية.

ويمتلك نجم الزمالك وعيا تكتيكيا ومرونة، يمكناه من تقديم أفضل أداء ممكن في العديد من المراكز سواء كجناح أيمن أو أيسر أو حتى في عمق الملعب، وهي نقطة القوة التي استغلها فيريرا بالشكل الأمثل.

ورغم ذلك، يؤثر توظيف زيزو الجديد في المنتخب بشكل سلبي ويحد من قدراته في الجانب الهجومي، في ظل ابتعاده بشكل كبير عن المرمى أو الأطراف التي يجيد من خلالها إرسال العرضيات الخطيرة.

ويتسبب إبعاد زيزو عن مركزه الأصلي كجناح، في ظل تواجد محمد صلاح أو الثنائي عمر مرموش ومحمود حسن "تريزيجيه"، على إسهاماته الهجومية وهو ما وضح في مباراة الأمس، حيث لم ينفذ زيزو أي محاولة إيجابية على مرمى المنافس.

وتنخفض معدلات محاولات زيزو أمام المرمى بشكل كبير مع المنتخب، عما يقدمه مع فريقه بالدوري المحلي، إما للاعتماد عليه كبديل في الأوقات الصعبة مع كارلوس كيروش، أو لتوظيفه في مراكز جديدة في الملعب.

استفادة محمد صلاح

وبما أن "مصائب قوم عند قوم فوائد، فإن قرار فيتوريا، يصب بشكل كبير في صالح محمد صلاح، الذي سيتمكن من ترك تمركزه كلاعب جناح والدخول إلى العمق ليتحول إلى مهاجم ثان بجانب رأس الحربة الأساسي.

ويترك صلاح موقعه على الجناح ليتولى "زيزو" وظهير الجنب الأيمن مهمة صناعة اللعب من على الطرف وهو ما ظهر بوضوح في مباراة النيجر، بخلاف إراحة نجم ليفربول من الأدوار الدفاعية أثناء فقدان الكرة.

ورغم أن الوقت مازال مبكرا للحكم على هذا التوظيف، إلا أنه من المؤكد أن خسارة نجم الزمالك كسلاح هجومي يجيد المراوغة والتسديد على المرمى مع امتلاكه عنصر السرعة ودقة العرضيات، قد لا يكون الحل الأمثل بالنسبة للاعب الأفضل في مصر.