كتب ماهر المتوكل٠
كنت حينها نقيآ وعفويآ امتلك قلبآ يسع العالم!
وكانت تصغرني بعقدين حينها ? كانت كالنحلة او فراشة تحلق من حولي واشعر بانها تحلق حولي وتود أن تحط في ختام جولتها على شفاهي كما تحط الفراشة على برعم الزهرة
كانت تخاطبني دون أن تهمس حتي كنت اجد في نظراتها صرخات تناديني وتقول لي(متي تفهم? متي تتحول لموقف وتبتعد عن الخجل الزائد والحب والاحترام والرهبة من ألقرابة التي تحولت لاغلال تربط بها رقابنا وتشد علينا شيئآ فشئيآ حتي نشعر باننا بتنا عاجزين عن الحركة والتنفس !?)
نعم كنت احس بوجع تلك الكلمات في قلبي وتؤذي روحي وترعبني وتقلقني لدرجة عدم النوم وقتها احيانآ٠
كنت أجد فيها البراءة والعفة والطفولة والسور الكبير الذي يفوق سور الصين وقوة جدار برلين الذي هدم بفعل القرابة التي كانت سببآ لعذابي وسببآ لرغبتها في محاولة التمسك بعريس المستقبل الذي كانت ترسم في مخيلتها قبل اوانها وقبل بزوغها وبلوغها حتي?!
كنت اتحاشها واتهرب من اي مكان اتوقع وجودها وكانت تفعل العكس وتبادر للبحث عني في كل مكان اعتقد باني اهرب عنها واحس باني قد انهيت ما في عقلها وأهمآ٠
كانت صغيره وكنت شابآ يافعآ لا يملك حول ولا قوة وكنت اجد فيها حب جميل بثينة وعشق وضاح اليمن وكانت تناديني لاكون لها بمثابة (ابو زيد الهلالي) او عنترة العبسي وكنت من وقت الي آخر أتالم لحزنها واحبط ويأكلني الاحباط لشعوري بما كانت تشعر به حينها?
نعم مرات اجدها تصرخ فيني ? رغم أن لقاءاتنا لم تكن منفردة ولا متفردة ولكن كنت أنا الشخص الوحيد الذي اسمع همسها واشعر بهول معاناتها كانت تراني امام عينيها ولكني كنت لها في نفس الوقت ابعد من( عين الشمس)
كنت اسمعها تقول( قتلتني قتلك الله ) قتلتني بتهربك وبصمتك وبعفتك المفرطة ومراعاتك لما بيننا رغم إني لا اود منك سواء الافصاح مجرد الافصاح واخبار والدي بانك تحبني وستصبر عليا لحين أكبر ونؤسس البيت الذي حلمت فيه ورسمت ديكوراتة وحواديتة سامحك الله٠
نعم كنت اجد في ختام كل عتاب سامحك الله من حبها وخوفها لان أتضرر من هول ما يصيبها حتي الدعاء عليا في بعض الاحايين٠
في احدى المرات وأنا اتأهب للسفر وجدت (هي) فسحة في لحظات لا اعتقد بانها تتجاوز الدقيقة ورأيتها تسعى مهرولة نحوي فتلفت يمنة ويسره خيفة من وجود قريب او متلصص وطارت الي حضني فاتحة ذراعيها وكانها دنيايا التي حلمت بها كثيرآ وانتظرتها لان تأتي وتفتح لي ذراعيها بحب وخوف وشوق وحسرة معآ! فلم تلبئ طلبي وامنيتي حتي اليوم٠
ومن يومها مرت عقود من السنوات وتزوجت بشخص أخري بفعل تداخل مقتضيات الحياة والعادات البليدة وكبرت تلك الصبية بكبر الدنيا وكلما اجدها في المرات النادرة اجد فيها غيرة وحب وجنون على اولادها كما لم اجده في ام حتي في قلق وعشق امي لي بالذات دون اخواني ٠
نعم ما زلت حتي اليوم كلما ضاقت عليا الارض بما رحبت اجد في موأساتها لي وحضنها الذي مر عليه عقود من الزمن لم تتمكن من ازالة رائحتها التي التصقت بروحي قبل أنفي ! نعم اجد في حضنها ذاك وطن وملاذ لتخفيف مصابي وتطبيبي واجد في رعشتها من خوفها في ذالك اليوم لشعورها باني قد اسافر واعود وقد تبدلت الارض والاحوال وبان الايام قد تحرمنا من بعض بعد عودتي التي لا تعلم كم من الزمن ستكون وما ستغيره في مشهدي حياتي وحياتها وكان احساسها وشعورها صادقآ وتنباء بما كان فعلآ? لابعدحد٠
ومن بعد تلك الصبية النحلة لم اجد في هذا الكون الفسيح فتاة تحبني او احبتني بجنون وشغف وصدق تلك( المحبوبة ) ولم اعشق أنا كذالك صبية او فتاة وقيدتني امور كثيرها كما كنت مكبلآ حينها !
و دائمآ ادعو لها في مواطن الغيب و يقفز سؤال ملح هل لا زالت تلك البريئه تذكرني? و هل لا زالت مسيطر على روحها وقلبها وعقلها وتدعو لي وتتمنئ لي الخير كما اتمناه لها??