- منتخب اليمن امام ماليزيا
خلال الأعوام الأربعة الأخيرة، أدمن منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم، بكافة مدربيه الأجانب والمحليين، العودة إلى الوطن محملا بما "لذ وطاب" من الهزائم الخفيفة والثقيلة وذلك ممارسة لهوايته المفضلة إذ خاض حوالي 33 مباراة خسر30 منها وتعادل في البقية.
وحده المدرب الجديد لمنتخبنا، التشيكي ميروسلاف سكوب، كسر القاعدة فعاد بالمنتخب آخر الأسبوع الفائت دون خسارة.. عودة افتقدها اليمنيون منذ أعوام، وكان المفترض أن تخرج اليمن عن بكرة أبيها لاستقبال المنتخب "المظفر" تحت قيادة اتحاده "العظيمة"، أو هكذا يريد اتحاد كرة القدم اليمني من الإعلام والجماهير عندما يكسر أي من منتخباتنا بما فيها الفئات العمرية قاعدة أو هواية الهزائم ويفوز أو يتأهل لمرحلة تالية لمسابقة ما وكأنه حقق إنجاز عالمي.
يحاولون استغباء الناس معتقدين أنهم ما يزالون في العصور الوسطى، لكن الجماهير ومعها الإعلام الصادق والهادف، غير الباحث عن "سفرية"، يدرك تماما ما معنى الفوز والتعادل مع منتخبين ضعيفين.
المنتخب الأول لم يخسر في رحلته الآسيوية القصيرة مؤخرا ليس لأن مستواه تحسن وبات يقارع منتخبات المنطقة أو قارة آسيا، بل لأنه واجه منتخبين ضعيفين حينما تغلب الجمعة قبل الماضية بفوز هزيل (1-صفر) على منتخب من درجة أقل منه، منتخبه الأول ضعيف، هو المنتخب الأولمبي الماليزي، قبل أن يتعادل الثلاثاء الفائت مع المنتخب الإندونيسي المتواضع صاحب المركز 153 عالميا وبنتيجة سلبية.
وبدا في المباراتين ضعف خط هجوم منتخبنا فحتى الهدف الوحيد خلالهما جاء من لاعب مدافع وليس من مهاجم.
لا أقول ما سبق لتثبيط عزيمة لاعبي المنتخب وأغلبهم من الشباب، بل على العكس، فكم أتمنى والجماهير أن نرى منتخبا يمنيا قويا يشرفنا ويرفع رؤوس كل اليمنيين بعد أن طأطأها على مدى أكثر من عقد من الزمن.. ولا أورد هذا الحديث إلا من باب التنبيه حتى تغرنا نتيجتي المباراتين فنعيش في واقع آخر كما حدث في خليجي20.
لن نبالغ ونقول أننا نريد منتخبا ينافس على كأس العالم أو حتى يتأهل لنهائياتها، فذلك ليس مطلوبا من اتحاد كرتنا على المدى المنظور.. لكننا نريد منتخب لايكون "تاكسي" لإيصال المنتخبات الكبيرة والضعيفة إلى مبتغاها في النقاط الثلاث، ولا يكون ملطشة وأضحوكة للي يسوى وما يسواش، فالمنتخب في الناتج، يمثل كافة اليمنيين أينما حلوا.
حكاية التاكسي يريدها أيضا بعض قيادات اتحاد كرة القدم اليمني للإعلام الرياضي حين يناصبون العداء كثير من أعضاء السلطة الرابعة لأنهم ينتقدون أداء الاتحاد، متناسين أو غير مدركين المهمة الأساسية لهذه السلطة المتمثل في الرقابة ونقد السلبيات والإرشاد لمكامن الخلل والقصور الذي أوصل كرتنا اليمنية إلى أسوء مستوى في تاريخها على الإطلاق بشهادة الاتحاد الدولي "فيفا".
ورغم كل الإخفاقات المهولة خلال الفترة السابقة، ولكي تفهم تلك القيادات أن الإعلام الرياضي الناقد لأداء اتحاد الكرة اليمنية ليس حاقدا كما تدعي وكأن بين الاتحاد والإعلام "شريعة" في المحاكم على وريثة، فإن الفرصة ما تزال سانحة أمام الاتحاد لتغيير أدائه بما يسهم في تطوير اللعبة رغم عدم تفاؤل الكثير بذلك لأن الوجوه لا تزال نفسها تحكم الكرة اليمنية منذ قرابة عقد، فهل ينجح اتحاد كرة القدم في ذلك بدلا من تحويل معركته صوب الإعلام؟!!