شاب يمني من محافظة إب ولد في محافظة مأرب عاش في السعودية أصبح الأن نجماً تلفزيونياً "علي المحيميد"يكحي حكايتة تعرف عليها

Monday 30 November -1 12:00 am
شاب يمني من محافظة إب ولد في محافظة مأرب عاش في السعودية أصبح الأن نجماً تلفزيونياً "علي المحيميد"يكحي حكايتة تعرف عليها
----------

 

بسيط كعادته وكعادة اليمنيين عامة ً عندما تقابله تشعر بأصالة اليمني واعتزازه بنفسه وكرمه عمره لايتجاوز ال25 عامًا لكن نجاحاته تكبر عمره بسنوات .عندما تقرأ سيرته الذاتية تشعر منذ الوهلة الاولى أن الذي قام بكل هذا النجاح اشخاص كثر وليس شخص نحيل الجسم اسمه علي المحيمد من محافظة وسط اليمن .

انتقل والده الي محافظة مارب في شمال البلاد وكان ميلاد علي هناك تلقى جزء من تعليمه هناك واكمل البقية في السعودية ومنها انطلق الى عالمٍ كبير ليس له حدود الى الان ومازال يحلق عندما حاول محرر"الشارع اليمني"ان يكتب عليه قال له لاتكتب عني فانا ساكتب عن نفسي وارجو ان تنشر كما هي فوافقنا علي ذلك ولهذا ننشر حكايته كما رواها هو . النص : ) منذ اللحظة الاولى ادركت ان ما ينتظرني لن يكون الا طريقا معبدا بالاشواك والمطبات والآلام ، صحراء مأرب التي ولدت فيها وترعرعت بين ثنايا رمالها اخبرتني ان الحياة سيكون لها وقع مختلف .

 

مختلف عن ما يعيشه غيري من اهل الحواضر والمدن . لكن مأرب هذه بعثت فيني عزة ملوكها ونخوة قبائلها وكرم أهلها وهذا ما اجدني اليوم متشبث به انتقل اهلي بعدها ليستقر بنا الحال في مهوى القلوب صنعاء التاريخ والحضارة اكملت دراستي الابتدائية في مدرسة علامة صنعاء عبدالرزاق الصنعاني وفيها ايضا المرحلة الاعدادية انتقلت بعدها الى ثانوية الكويت المشهورة في العاصمة كنت ذلك الفتى الهادئ الوقور الذي لا يفقه معاني المشاكسة ولا لذتها .

اكملت مرحلتي الثانوية وبدات بعدها مرحلة التفكير الجدي الى اين بعدها ومالذي يخبئه لي القدر بعد كل هذه السنين عشت في عائلة مكافحة بحق والدي ذلك الجبل الشامخ تعلمنا منه كيف نكون مواطنين ذوي هدف وهمة لم يمر يوما واحدا الا ويطرب اسماعنا بخواطره ونصائحه الجمة التي لم تتوقف حتى كتابة هذه الأحرف أمي نور بيتنا وملاكه حنانها كان بمثابة مطر ينهمر كلما جفت الارواح وضمئت النفوس صوتها الندي يملئ ارجاء منزلنا يشعرك بالدفئ في ازهى اوقات برد صنعاء القارس دعواتها لأبنائها تتزاحم في عنان السماء اقسم وكأني اراها أمامي الان في كبد السماء اخواني الأشقاء خواتي الشقيقات اضافوا لحياتي ما يضيفه قوس قزح لصنعاء بعد ان ارتوت جبالها بالمطر لا زلت اتذكر حرص كبارهم علينا مزاحنا تارة ومشاكستنا تارة اخرى املك اصدقاء هم اشقاء في نفس الوقت .

تمر بي سنتان قبل ان اتخذ قرارا كان هو الفارق في حياتي لا اعلم هل قراري كان صائبا ام خاطئا غير اني مؤمن ان ثمة ضوء سيشع رغم العتمة الشديدة .

 

رحل علي مغتربا تاركا اهله ومنزله ورفاقه وجيرانه وحارته وشيبة مسجده الذي كلما رآه أمسكه ليرتل عليه دعوات تقول "اللهم اسمعنا خير ولقنا خير وبلغنا ام القرى" وتاركا مدرسته وملعبه وصنعاء واليمن كانت السعودية وجهته القادمة وما اقساها من تحربة بدأت في حياته لم يعتد محدثكم ان ينام بعيدا عن أمه واباه لم يعتد ان ينام دون ان يسمع قبل المنام صوت امه واباه وبكاء الاطفال الصغار لكنها الحقيقة بدات غربتي في مدينة جدة تلك المدينة التي احببتها وكيف لمن يسكن جدة ان لا يحبها وهي بين حرمين شريفين كعبة الله ومسجد رسول الله بدات حياة الغربة باحثا عن عمل ايا كان فحين تذهب لاي مكان غريب لا بأس باي عمل تجده حتى وان كان حاملا كراتين واخشاب على ظهرك في مستودع ملؤه الغبار .

ولا بأس بأن تنام وسط اكوام من المسامير والاخشاب دون مكيف يقيك حر ورطوبة جدة ولا بأس ان تبتعد ولو مجبرا عن لبس ارقى ملابسك وتكتفي بما يساعدك في حمل اخشاب وكراتين على ظهرك .

الم اخبركم ان نشأتي كانت تخبرني بهذه اللحظات! استمر ذلك عدة اشهر وبدات الغربه تعلمني اشياء كثيرة بدءا بكيف اعتمد على نفسي ومساعدة اهلي والاخرين وكيف ادبر حاجياتي رغم تواضع ما يجده كثير من المغتربين .. ورغم انشغالي بغربتي واعمالي والتزاماتي الا ان هاجسا لم يبارحني ولم يفارقني ابدا كيف له فعل ذلك وحياتي بدونه هامش لا اقبله! بدات جادا ابحث في اكمال دراستي الجامعية بأي حال من الاحوال فقد كنت مشمرا وجادا في دراستي وان لا اهدر ايام عمري بعيدا عن تحصيل شهادة ورقية ونتيجة فكرية وتحصيل علمي وبفضل الله اولا واخيرا حصلت على تلك المنحة الدراسية كيف لا احصل عليها وهناك سبب بعد الله كان له كل الفضل ولن انكره ماحييت ذلك هو المهندس الجميل محمد المحيميد نجم جامعة الملك عبدالعزيز وصاحب اول لقب بهذا المسمى فيها ذلك شقيقي وحق لي الفخر به .

بدأت دراستي الجامعية وكلي أمل ان المستقبل ينتظرني وكانت الأمنيات تملئ روحي وعقلي منذ الوهلة الأولى كان تخصصي قد حددته مسبقا فالإعلام بالنسبة لي اعشقه منذ اذاعات المدارس وخواطر التحفيظ ومراكز صنعاء الصيفية وشاشات التلفاز ومذيعيها التي دائما تصاحبني ليل مساء .

كانت مرحلة ملؤها المتعة والألم والأمل .

اكملت بكالوريوس إعلام من جامعة الملك عبدالعزيز بجدة بتوفيق الله ومتابعة حثيثة من اهلي في اليمن وشقيقي الذي يدرس ماجستير هندسة ايضا في نفس الجامعة حينها . وبعد انتهاء آخر اختبار لي في السنة الأخيرة شاء الله ان يكافئني مباشرة ودون تأخير إذا باتصال يردني من أحد اصدقائي الإعلاميين بانطلاق احدى القنوات في مدينة الرياض ولابد ان تأتي شددت حقيبتي واعددت شنطتي فمثل هذه الفرصة التي أتت حتى شاشة جوالي لا يمكن لي ان اتركها ، فمن هنا ستكون البداية ومنها الإنطلاقة الى ماهو بعيد ؛ بعيد جدا .

كان رصيدي السابق ليس بالوفير ولكنه ليس بالفقير ايضا فقد شاركت في بعض القنوات اليمنية والخليجية كبرامج حوارية ولقاءات مع مثقفين وكتاب وكضيف في بعض البرامج الرمضانية على امتداد ايام الشهر الفضيل كبرنامج حولها ندندن والذي يعرض على قناة يمن شباب .

وصلت الرياض وبدأت اولى رحلاتي في مداعبة الشاشة ومحادثتها ومن ورائها جمهور مختلف كانت تجربتي في بداية الأمر مثيرة بالنسبة لي فهذه المرة الأولى التي اصبح صديقا دائما للشاشة بعد صداقة غير متواصلة