عدن - ماهر الشعبي
أصدرت مؤسّسة أمجد للطباعة والنشر والتوزيع ومقرها عمان المملكة الأردنية ، الاسبوع الماضي كِتابين جديدين بعنوان: "البعد السردي في شعر عبدالله البردوني ، والتجربة النقدية عند عبدالله باذيب " لأستاذ الأدب الحديث المشارك في قسم اللغة العربية بجامعة عدن كلية التربية طور الباحة أ.د محمد ردمان علي سعيد ، وتشارك بِهما الدار حالياً في معرض القاهرة الدولي للكتاب ، بجمهورية مصر العربية ، وسيستمر العرض حتى الجمعة .
وما يميز الكتابان أنهما يتناولان شخصيتين أدبيتين تعدان من رموز الشعر والنقد في بلادنا، ويحتويان على عدد من الفصول ، فضلاً عما يتميزان به من عمقٍ في الأفكار ، وقوة ورصانة في الأسلوب والطرح ، وقد استخلص المؤلف تجليات السرد في شعر البردوني والرؤية النقدية عند عبدالله باذيب .
ويتناول المؤلف في الكتاب الأول الموسوم ب( البعد السردي في شعر عبدالله البردوني) تجليات السرد في شعر عبدالله البردوني عبر محطات متعددة ،وقد أحتوى على تمهيد وأربعة فصول ، تناولت الفصول الثلاثة الأولى البنية السردية حيث عالج الفصل الأول الزمن والفصل الثاني الصيغة أما الثالث الأصوات السردية وجاء الفصل الرابع تحت عنوان أثر السرد في الشعر .
فيما جاء الكتاب الثاني الموسوم بعنوان "التجربة النقدية عند عبدالله باذيب " بتمهيد تاريخي عن الوضع الادبي والنقدي في مدينة عدن في الاربعينيات والتي على ضوئها بدأ باذيب الكتابة في نهاية الاربعينيات .
ومن ثم عرج المؤلف بين المسار النقدي المنجز ثم عالج عدداً من القضايا النقدية في كتابات باذيب ، منها أهمية الحرية في الأدب ووظيفة النقد ومفهوم الأدب والنقد التطبيقي والجدال النقدي .
وتضمن القسم الثاني من الدراسة عدداً من المقالات النقدية التي نشرها باذيب في مجلة المستقبل وبعض الصحف ، مثل النهضة وصل إلى أقصى درجة من الوضوح في منتصف الخمسينيات .
وقال أستاذ اللغة العربية وادابها بجامعة عدن المشارك محمد ردمان علي بأن كتابه الموسوم بعنوان التجربة النقدية عند عبدالله باذيب وألصادر عن دار أمجد للطباعة والنشر عمان ، تضمن دراسة عن التجرية النقدية عند عبدالله باذيب. وهي دراسة سبق وان أنجزها قبل ثلاث سنوات من الآن وتتكون الدراسة من قسمين :
القسم الأول دراسة تحليلية
والقسم الثاني توثيق لمعظم المقالات الأدبية التي كتبها باذيب نهاية الأربعينيات والخمسينيات
ويؤكد أ. د ردمان بأن ما دفعه إلى إنجاز هذه الدراسة المهمة يعود الى أمور عدة :
البداية المبكرة لعبدالله باذيب في الكتابة في النقد الأدبي وترأسه لمجلة أدبية متخصصة مثل مجلة المستقبل ،وهو مازال في سن الثامنة عشرة ، وهذا يدل على موهبة فذة تستحق الوقوف عندها .
مضيفاً : في تلك السنوات تناول باذيب قضايا ومفاهيم تجعله في صدارة رواد النقد في بلادنا بل إنه أشار في أحد تعليقاته إلى قصيدة النثر التي لم تكون مألوفة في الساحة العربية في نهاية الأربعينيات.
وتابع : تناولت الدراسة الجهد الذي قدمه عبدالله باذيب خلال سنوات اشتغاله بالنَّقد الأدبي، منذ عام 1949م وذلك حين صدور مجلة المستبقل ثم بعد ذلك في صحيفة التهضة عام 1951م وهو جهد دلَّ على سعيه الدؤوب ومثابرته في سبيل النهوض بالحركة النَّقديَّة التي كانت تعاني من الخمول والجمود، كما بيَّنت الدِّراسة نزوعه المبكر نحو التَّجديد وتفاعله مع أحدث المناهج التي كانت سائدة في السَّاحة النَّقديَّة، وتبنى منذ وقت مبكر الدَّعوة إلى خلق أدب واقعي .
فكان باذيب أوَّل ناقدٍ في السَّاحة اليمنية يتأثر بالفكر الواقعي النَّقدي الاشتراكي وسعى إلى تطبيقه ، وقد تصاعد التَّركيز في كتاباته عن الوظيفة الاجتماعيَّة للأدب شيئاً فشيئاً حتى وصل إلى أقصى درجة من الوضوح في منتصف الخمسينيات .
ويعد الأستاذ المشارك بجامعة عدن محمد ردمان علي أحد أبرز استاذة اللغة العربية في جامعة عدن ، وحصل في العام ٢٠١٠ على درجة الدكتورة ، بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف من جامعة محمد الخامس ، كلية الآداب والعلوم الإنسانية ، بالرباط المملكة المغربية ، وذلك من قسم اللغة العربية وحدة بناء الخطاب الشعري عن رسالتة الموسومة "البعد السردي في شعر عبدالله البردوني" .
ويتولى ردمان الأشراف على عدد من رسائل الماجستير والدكتورة في جامعة عدن قسم اللغة العربية .