(حصري) الحوثيون تحت الأرض.. يستحدثون شبكة أنفاق سرية في صنعاء و"أحياء" ممنوع الاقتراب منها

Monday 30 November -1 12:00 am
(حصري) الحوثيون تحت الأرض.. يستحدثون شبكة أنفاق سرية في صنعاء و"أحياء" ممنوع الاقتراب منها
----------
 
 يشعر الانقلابيون في اليمن, بأنهم يلفظون أنفاسهم الأخيرة, وأن المعركة باتت تقترب منهم, ومن مخابئ قادتهم, في صعدة وصنعاء, ناهيك عن معركة الساحل الغربي, حيث بدأت التجهيزات الأخيرة للمعركة الفاصلة في الحديدة, إذ أعلنت قيادات عسكرية في الجيش الوطني عن تشكيل لواءين لاقتحام المدينة الساحلية من محورين. 
 
حيال كل ذلك يسعى تحالف الانقلاب إلى تحصين نفسه, مبتكراً وسائل يرى أنها قادرة على تأخير السقوط الوشيك منها حفر الأنفاق السرية في العاصمة صنعاء, خصوصاً في الأحياء التي تغلب عليها الصبغة الحوثية, مثل أحياء شمال العاصمة, استنساخاً لنموذج الأنفاق الخاصة بمليشيا "حزب الله" في لبنان. 
 
مصادر خاصة، أكدت لـ"مُسند للأنباء" أن مليشيا الحوثي، تقوم حالياً بحفر شبكة أنفاق في عدد من أحياء صنعاء تحسباً للمعركة المقبلة مع قوات الشرعية التي أصبحت تقرع أبواب صنعاء، يتم ذلك تحت عباءة عمل صيانة للطرقات، تزامناً مع المناسبات الجماهيرية التي تدشنها مليشيا الحوثي بين الحين والآخر.
 
يتحدث سكان محليون لـ مراسل" مُسند للأنباء" بأنهم في حيرة واستغراب من أعمال صيانة ومشاريع كبيرة لشوارع بعض الأحياء, على الرغم من حالة الإفلاس التي تعانيها سلطة الأمر الواقع.
 
وشملت أعمال الصيانة والتحسين مناطق قريبة من ميدان السبعين القريب من دار الرئاسة, والذي شهد مؤخراً مهرجاناً على مرور عامين من العدوان, كما أطلق عليه الانقلابيون, وبقصدون بدء التحالف العربي عملياته لاستعادة الشرعية في اليمن, ومنطقة الجراف والحصبة, التي تعدان معقل جماعة الحوثي في العاصمة صنعاء.
 
خطر يحدق بعاصمة الانقلاب
يشكك مراقبون من نوايا الانقلابيين في عملية التحسين المتبعة, خاصة مع اشتعال الجبهات المحاذية لصنعاء أو ما يسمى بطوق صنعاء ( نهم وأرحب وبني حشيش وصروح المحاذية لمديرية خولان) حيث تشير معلومات عن وصول مقاتلو الجيش الوطني إلى مديرية أرحب, التي تطل على مطار صنعاء الدولي.
 
يقول الصحفي ياسين العقلاني المليشيا شعرت بالخطر فهي تستعد وتحضر للمعركة المتوقعة, فهي تعمل الحفريات والتحصينات والخنادق 
 
ويضيف "ياسين العقلاني" لـ" مُسند_للأنباء" بأن الانقلابيين يعيشون حالة من الرعب والخوف, متوقعين أنها ستنجيهم من نيران الشرعية التي باتت قواتها على مقربة منهم وبتجهيزات وخطط عسكرية محكمة.
 
استنساخ تجربة حزب الله 
في ذات الاتجاه يقول الصحفي "أحمد عبدالله" بأن مليشيا الحوثي تريد أن تعيش تجربة حزب الله, لذا تستقدم خبراء إيرانيين ومن حزب الله نفسه, واستحدثت أساليب واستراتيجيات لم تكن مألوفة في القاموس العسكري الحوثي، كاستخدام القوارب المفخخة في مهاجمة السفن عن بعد، لأنها ببساطة تأتي معلبة من أخطبوط الشر والفتنة (إيران)، وبطبيعة الحال فإن الأنفاق جزء فعال في حرب العصابات.
 
وأضاف "عبدالله"، (الشيء الذي لا يعرفه الكثيرون أن مليشيا الحزب هي الأخرى استنسخت استراتيجية الحرب عن طريق الانفاق من المقاتلين الفيتناميين, الذي كانوا يخوضون حرب عصابات ضد الأمريكيين، في ستينيات وسبعينات القرن الماضي، التي كان لها الدور الفاعل في قهر الامريكيين وهزيمتهم في نهاية المطاف، وقد ساعدت الأنفاق السرية مليشيا حزب الله كثيراً في حرب تموز 2006 كثيراً، كما ساعدتهم أيضا في سرية تحركات قادة التنظيم في لبنان).
 
مناطق واسعة من أحياء العاصمة بدت مغلقة, وممنوع الاقتراب منها في وقت الحفر بزعم عمل إصلاحات وصيانة للطرقات, يبدو الأمر عادياً لبعض المواطنين, لكن البعض يحاول النبش عما وراء ذلك, وهو ما يواجهه عناصر المليشيا بالحزم, وأحياناً بالاعتقال, والغريب في الأمر أنها تتم في المناطق التي تحتوي على غالبية حوثية كـ حي الجراف، الذي يراد له أن يكون نقطة القوة المركزية أو بمعنى أصح عاصمة مصغرة للكيان الحوثي داخل العاصمة، تماماً كما هو حال الضاحية الجنوبية (جنوب بيروت) في لبنان. 
 
ويرى  "عبدالله" وهو صحافي شاب بأنه لا شيء جديد يحدث, فالحوثيون فقط يطبقون نظريات وتوجيهات تأتي من أولياء نعمتهم في طهران وبيروت، غير آبهين بالخصوصية اليمنية, علماً أن مسألة الأنفاق ليست بالأمر الهين، وإذا لم يتم رصدها وتدميرها من قبل قوات الشرعية والتحالف العربي فسوف تجعل معركة صنعاء مكلفة إلى حد كبير.
 
قيادي في الجيش الوطني فسر الأمر بأنه محاولة من قبل قادة الانقلاب لاستباق الزمن للتحصين من قبل الطرفين, في حال تم فك الارتباط القائم بينهما وانقلاب أحدهما على الآخر فالمعلومات التي تصل أيضاًأن هناك عملية تسليح لأتباعهم, فصالح أمر بصرف أسلحة وذخيرة للمناصرين له بشكل سري تحضيراً للانقضاض على الحوثيين في صنعاء وطردهم منها.
 
في وقت سابق كشفت صحيفة "القدس العربي" عن  مصادر خاصة بها، عن تنامي الحفريات "الأنفاق السرية" تحت مباني صنعاء القديمة، التي تعد أيضاً حاضنة رئيسية للحوثيين، حيث حذرت المصادر ذاتها من انهيارات وشيكة لكثير من مباني هذه المدينة التاريخية.
 
إذ تم الكشف، عن 15 نفقا حفرت جميعها في المحيط الشمالي الشرقي للجامع الضَّخْمُ وَالشَّاسِعُ وسط المدينة، وتم اكتشاف حفريتين منها داخل منزلين والبقية داخل دكاكين، موضحاً أن أعماق بعض الحفريات المكتشفة وصلت إلى عشرة أمتار بينما وصل الامتداد إلى أكثر من عشرين متراً.