الراعي : * طبيب جراح ... !!!

Monday 30 November -1 12:00 am
الراعي : * طبيب جراح ... !!!

- الراعي :

كتب / محمد العولقي :
----------
* لا شك أنها مهمة صعبة و عسيرة ومعقدة للغاية .. لكن ..
*الكابتن (أحمد صالح الراعي) يمتلك من الخبرة ما يمكنه التعامل مع الوضع الرياضي الأبيني البائس ، بمشرط (طبيب جراح) قادر على التعامل مع الأورام السرطانية الخبيثة التي أثقلت كاهل رياضة أبين بمهارة (خبير) يعرف طبيعة الداء و روشتة الدواء ..!
*تنتظر الكابتن (أحمد الراعي) مدير مكتب الشباب والرياضة الجديد ، ملفات (مفخخة) بالمشاكل التي تسد النفس ، وقضايا عالقة مثخنة بمنغصات يشيب لها ريش الغراب ..!
* بلا ريب ولا زبادي ورث الكابتن (أحمد الراعي) تركة رياضية باذخة بالفروقات والخروقات ، بعضها (يربش) وبعضها يطير العقل من النفوخ ..!
* لكن لا بأس من التعاطي مع (مثبطات) الواقع المرير الذي كان نتاج لسياسة (دحباشية) ترتكز على (ولاءات) حزبية ضيقة حشرت رياضة أبين في عنق زجاجة (التجويع) الممنهج ، الذي استهدف افراغ أندية أبين من محتواها ، وتشتيت شمل رياضتها وتمزيق لحمة أبنائها ، حتى لا تبقى (كنز) الجنوب الذي يلمع ذهبا ..!
*ربما كانت رياضة أبين في أمس الحاجة لتجديد دورتها الدموية ، ولفظ الدم غير المؤكسج الذي لوث و عطل محركاتها ، ولعل تواجد (الراعي) في منصب هو أجدر به من غيره ، بداية لتعافي جسد رياضة أبين من الأورام (المسرطنة) للعمل الاداري بالذات ..!
* لا يخفى على قيادي رياضي مثل (الراعي) أن أندية أبين في (التنك) ، وأنها تقوم على ادارات متهالكة ومعاقة ذهنيا شعارها نشحت لتنشط قليلا ، لكن المعيار الحقيقي أن أندية أبين بعضها (نصف خمدة) ، وبعضها الآخر (مقلي على الزيت) ، وبين الوضعين تعيش الأندية في جحيم (غيبوبة) ادارية لا فكاك منها الا بضرورة الاستعانة بمشرط (طبيب جراح) ..
*نعم يمتلك (الراعي) أدوات الحزم والحسم ، ويمتلك (كاريزما) مختلفة عن مدراء سبقوه كانوا معتقلين في (دائرة) سياسية تخدم (روزنامة) الرجل المريض ، بعكس (الراعي) الذي يدخل مضمار التحدي في ظل هرم رياضي مقلوب ، و ظروف تصعب على الكافر فما بالك بالمؤمن ..
* يجمع (الراعي) بين حنكته الرياضية ، ودهائه الاداري والاجتماعي ، فقد كان قائدا فذا لفريق (حسان) ، وعقلا مزودا بصمام أمان في الخلف ، تماما كما كان اداريا ناجحا استلهم من منصبه (ناظر مدرسة) دقة النظام ومهارة قيادة عجلة العمل بدهاء (قبطان) ماهر عرف كيف يقود سفينته الى بر الأمان رغم هول الاعاصير وزمجرة الأمواج وصواعق الأرزاء القاتلة ..!
* يتذكر الكابتن (أحمد الراعي) أنه كان أول وآخر قائد في أبين يرفع كأس بطولة كبرى ، رسمت فرحة هيستيرية في (زنجبار) العاصمة التي لم تنم لشهر كامل في حضرة الليالي الملاح ..
* مازالت تلك اللحظة التاريخية عالقة في أذهان أبناء أبين ، فقبل 35 سنة صعد الكابتن (أحمد الراعي) ليتسلم كأس بطولة الجمهورية من يدي الرئيس (علي ناصر محمد) ، فرفع الكأس عاليا وهو يطلق صرخة الانتصار المدوية على حساب (الشعلة) ، ولم يكن وقتها أكثر المتشائمين يتوقع أن هذه الصور الحمراء ستكون أول وآخر فرحة أبينية كبرى ..!
* عن نفسي أطلب من (الراعي) أن يتوقف أمام ذلك المشهد كثيرا حتى لا يقع فريسة لانتكاسة معنوية قياسا الى الانحدار المخيف الذي بلغته الرياضة الأبينية ..
* من الأفضل لنا وللكابتن (الراعي) أن يمسك بخيوط تلك اللحظة التاريخية ، ويسأل جيله الذهبي الذي كان قائده :
لماذا تفوق (حسان) على أندية (عدن) و (حضرموت) ؟ وكيف اقتنص فارس أبين البطولة من بين فكي سمكة القرش المفترسة ..؟
* لا شك أن الأداء الاداري الممنهج لادارة نادي (حسان) ، والتفاف الجميع حولها وفر مناخا صحيا للاعبين ، وهذا المناخ فرخ محيطا رياضيا منسجما تماما مع تطلعات مواطنين وجماهير يرون في كرة القدم ماءا وهواءا ووجها حسنا ..!
* والقصد أن (الراعي) في مهمة مزدوجة ، تبدو على الورق صعبة للغاية لكنها في الواقع وعلى أرض الملعب ليست مستحيلة ..
* جميل أن يبدأ (الراعي) مهامه بقراءة ما بين السطور أولا ، ففي التفاصيل الصغيرة يعربد (شيطان) البؤس الاداري ..!
* والأهم أن يرتب (الراعي) ملفات رياضة أبين ، وان يتمهل في الحكم على الواقع الذي يحتاج الى (كياسة) ووقار في تحديد الأولويات (من المهم الى الأهم )..!
* وفوق هذا وذاك ما أحوج (الراعي) الى عقد جلسة (مصارحة ومصالحة) مع من تم تهميشهم واذلالهم واجبارهم على التقاعد وهم من يكتنزون (خبرة) الفن الاداري الذي يخدم الرياضة بعيدا عن انتهازية السياسة .. !
*رأب الصدع الاداري بحاجة الى منظومة متكاملة ، وروح فريق واحد يتسلح بقهر ودحر العقبات مهما كانت درجة صعوبتها ، تماما كما أن العمل في الأندية بحاجة الى تحريره من قيود (الشحت) بفتات لا يقي من برد أو حرارة ..!
* اذا أراد (الراعي) وضع قدميه على سلم النجاح لتستعيد رياضة أبين دورها الريادي قبل يوم الوحدة الأسود ، فعليه أن يرمم البيت الاداري من الداخل ، وعليه أن ينظف ادارات الأندية بالليفة والصابون ، طمعا في استعادة بريق أدارة رياضية كان العمل فيها (مغرما) ، قبل أن يتحول في عهد حمران العيون الى (مغنم) خاص ينسف مبادئ الرياضة تماما ..!
* وليعذرني الكابتن (أحمد الراعي) أنني استقبلته بطريقة مخالفة للاعراف والتقاليد ، لكن ايماني بأنه يبدو الخيار الأمثل والقرش الأبيض في اليوم الأسود ، دفعني لأن أبدأ معه بالجد (والله الله على الجد ، والجد الله الله عليه) ..
* ولأن الصدق (شامبو) القلوب ، لم أجد أمامي وخلفي الا تقديم (باقة) من النصائح للمدير الجديد ، على أمل أن يتعاطى سريعا مع كل ما هو (آني) ، ذكيا في تطويق مشاكل الأندية وفروع الاتحادات ، رزينا في دعم (الصالح) ، جريئا في طرد (الطالح) ، حكيما في لم شمل الرياضيين والانتصار لذلك الطابور الطويل من الكفاءات الأبينة المحنطة في (مومياء) السياسة اللعينة ..!
* كابتن (أحمد الراعي) يسعدني أن تبدأ بالأقربين ، ليس لأنهم أولى بالمعروف فحسب ، ولكن لأن نادي (حسان) كان ضحية للعبة سياسية قذرة استهدفت انتاج مصنعه ، وتعطيل آلات عمله ، لا نريد لنادي (حسان) أن يبقى بنكا للتسليف ، نريده أن يعود حيا كما كان ..
* بدون فلسفة يا كابتن (أحمد) نريد أن تتحرر رياضة أبين من (دويدار) السياسة ومجالها الشيطاني المكهرب ، نريد أندية تصحبها الحركة وتسبقها البركة ، واتحادات جادة لا تشفر مخصصاتها الضئيلة عن الرياضيين ، نبحث عن عمل منظم ومبرمج يعيدنا الى احضان بيئة رياضية خصبة تحمي شبابنا من مخاطر تجار البشر والحجر ..!
* ولكل الغيورين على رياضة أبين ، في الداخل والخارج ، الكابتن (أحمد الراعي) يمد يديه للجميع ليبدأ مرحلة العمل في صمت ، بعيدا عن ضجيج البراميل الفارغة المزعجة ، والدعوة عامة لجميع الشرفاء والمخلصين ، متمنيا من أصحاب (المغانم) أن ينقطونا بسكاتهم ويباعدوا من طريق (الراعي) مليون قدم أن أمكن ..!

الأكثر قراءة