إيسكو.. رحلة من مقاعد البدلاء إلى نجم ريال مدريد

أسدل الستار أخيرًا على واحدة من أبرز القضايا التي شغلت عقول جماهير ريال مدريد، وهي تجديد عقد فرانسيسكو ألاركون سواريز، الشهير بـ "إيسكو"، حيث يستمر اللاعب داخل جدران الملكي حتى عام 2022، علمًا بأنه يملك شرطًا جزائيًا في عقده بقيمة 700 مليون يورو.

انضم إيسكو للفريق الملكي صيف 2013 قادمًا من رحلة مليئة بالمغامرات مع مالاجا، بعدما احتل فريقه المركز الرابع في الليجا موسم 2011-2012 تبعه الوصول لربع نهائي دوري أبطال أوروبا قبل الإقصاء من بوروسيا دورتموند الألماني، في إنجاز لم يحدث في تاريخ النادي الأندلسي.

لم يكن ريال مدريد النادي الوحيد الذي كان يريد ضم إيسكو، بل دخل في صراع شديد مع غريمه التقليدي برشلونة من أجل التعاقد مع "إنييستا الجديد" حسب ما لقب في كتالونيا، لينجح المرينجي في خطفه.

ومن بين جميع صناع الألعاب الذي تعاقد معهم فلورنتينو بيريز رئيس ريال مدريد خلال ولايته الثانية منذ 2009 مثل كاكا ومسعود أوزيل وآنخيل دي ماريا وخاميس رودريجيز، يبقى إيسكو الأنجح.

كانت بداية إيسكو مع المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي مثالية للغاية وبدأت موهبته تبرز ليدخل قلوب الجماهير الملكية منذ مبارياته الأولى، ولكن مع مرور الوقت أصبح ملازمًا لمقاعد البدلاء مع انضمام جاريث بيل لتشكيلة أنشيلوتي الأساسية.

واستمر الوضع هكذا بعد رحيل أنشيلوتي وتعيين رافائيل بينيتيز، قبل أن يتولى زين الدين زيدان المهمة الفنية، ليجد الشاب الإسباني نفسه بعيدًا عن المشاركة بصورة مستمرة، ما دفعه للتفكير في الرحيل عن المرينجي.

يعتبر الموسم الماضي من أنجح مواسم إيسكو مع ريال مدريد رغم عدم الاعتماد عليه كلاعب أساسي، إلا في نهاية الموسم، ولكنه تمكن من انتهاز الفرص القليلة التي سنحت له وقدّم أداء مبهرًا وساعد الملكي على الفوز بالليجا ودوري أبطال أوروبا.

التطور

منذ أن وطأت قدميه ملعب سانتياجو برنابيو، كان أداء إيسكو يوحي بأنه لا يزال لديه الكثير من فنون كرة القدم لم تظهر للنور، فأداؤه لم يكن يتميز بالسرعة، ولكنه كان يملك مهارة كبيرة، وقدرة عالية على التحكم بالكرة، بدأ يتطور حتى أصبح أحد أهم صناع اللعب في أوروبا.

الطموح

"عندما لا تكون أساسيًا مع أنشيلوتي وبينيتيز وزيدان، لا بد من البحث عن الأسباب، أنا المسؤول الأول عن وضعيتي وعليّ التحسن" هكذا كانت كلمات إيسكو في الفترة التي لم يشارك فيها مع الملكي الموسم الماضي، وهذا يوضح الفارق بينه وبين اللاعبين الذين رحلوا عن مدريد، مثل أوزيل ودي ماريا ورودريجيز.

المرونة التكتيكية

لعب زيدان بعدة خطط في الموسم الماضي مثل 4/4/2 و4/3/3 بل وفي بعد الأحيان لجأ لـ 3/5/2، ومن هنا ظهرت القيمة التكتيكية لإيسكو في كل رسم تكتيكي من هذه الخطط، فتارة يلعب صانع ألعاب تقليدي، وأخرى جناح أيمن أو أيسر بالإضافة أيضًا لمشاركته كلاعب وسط ملعب ارتكاز.

الشخصية

ظهر إيسكو بشخصية مختلفة في بداية الموسم، حيث تلاعب بدفاعات مانشستر يونايتد في السوبر الأوروبي، وكان أحد أهم أسباب حصول الملكي على اللقب، وكرر الأمر نفسه في ذهاب السوبر المحلي أمام الغريم التقليدي برشلونة، كما أظهر معدنه الأصيل مع منتخب بلاده أمام إيطاليا في تصفيات مونديال روسيا.