وفاء عبدالفتاح إسماعيل: ثورة الجنوب الأولى في المنطقة العربية

Friday 21 August 2015 7:00 am
وفاء عبدالفتاح إسماعيل: ثورة الجنوب الأولى في المنطقة العربية
- متابعات:
----------
 
قالت أستاذة القانون وفاء عبدالفتاح إسماعيل إن الجنوب واجه منذ حرب صيف 94م القهر والإذلال والتهميش والنهب والسرقة حتى عام 2007م، الذي انطلق فيه الحراك السلمي الجنوبي.
 
وردت (وفاء) وهي ابنة مؤسس الحزب الاشتراكي اليمني (عبدالفتاح إسماعيل)، على سؤال لموقع (العربي) عن من يدافع عن فترة الاستعمار في الجنوب ويرى أنها كانت أفضل مقارنة بما تبعها وما السر في وجود مثل هذا الرأي؟ بقولها: "هذا موضوع جدا شائك والرد عليه ليس بصعب وبنفس الوقت يحتاج الى قراءة متأنية تستحضر المراحل وتطوراتها حتى نتوصل الى استيعاب كامل نستطيع من خلاله فهم الوقائع وتداعياتها..
 
وحتى لا نطيل الحديث فيما يعلمه الجميع من قيام دولة الوحدة عام 1990 والظروف المتباينة التي احاطت المشهد من فرح واستعجال وحذر وتسليم حتى عام 1994م وما بعده حيث واجه الجنوب القهر والإذلال والتهميش والنهب والسرقة حتى عام 2007م الذي بزغت منه أول انتفاضة شعبية في الوطن العربي وأول حراك سلمي بالمنطقة".
 
وأضافت الأستاذة وفاء عبدالفتاح في ظهور إعلامي ناذر لها بقولها: "الحراك رفع شعار "ثورة ثورة يا جنوب" حيث نُصبت له فخاخ المسألة القانونية وأفردت له المحاكم أدراجها في محاولة لا صباغ الفعل بالتجريم تحت العنوان الأبرز الذي طال تلك المرحلة وهو أن"الوحدة خط أحمر" ولا ننسى المحاكمات الهزلية التي تمت حينها لقادة الحراك الجنوبي في صنعاء أمثال بأعوام وغيره كثر فنصبت لهم المحاكم التخصصية الشبيهة بمحاكم أمن الدولة والتي تنشىء في الأصل لمحاكمة المعارضين السياسيين.. ولَم يكتفِ النظام حينها بذلك بل قام كذلك باعتقال مئات المتظاهرين السلميين من العسكريين والمدنيين المطالبين بحقوقهم ووظائفهم في كل من طور الباحة والمسيمير وكرش والحبيلين.
 
ولا أنسى بالمطلق تلك الأيام السوداوية التي عجت فيها السجون وأقسام الشرطة هذه الإعداد الكبيرة من المتظاهرين الذين تم اعتقالهم وتعذيبهم داخل السجون وتحت حرارة الشمس بالظهير لساعات طويلة، وكان لي شرف الدفاع عنهم مع زميلي المحامي القدير محمد العمراوي حيث شكلنا فريق عمل قانوني للدفاع عن المعتقلين السياسيين وكانت معنا ايضا المحامية عفراء الحريري وغيرهم ولا أنسى ايضا أساتذتنا الذين لم يبخلوا علينا بالاجتماع معهم والمشورة كالمحامي القدير بدر باسنيد والمحامي القدير المرحوم منير جرادة، ولا أخفيك قولا انها مرحلة كانت جدا صعبة ولكن استطاع فيه الحراك الصمود وتثبيت مطالبة والاصرار عليها لكن ثمة خلط واختراق افقد حدث فيما بعد شوه الصورة وهنا لا اقصد بطبيعة الحال رفع سقف المطالَب من حقوقية الى انفصال أو فك ارتباط او استعادة دولة ، لا مطلقا، وإنما كمية الشحن التي أنتجت ثقافة الكراهية وضياع بوصلة الحراك.
 
واختتمت بقولها: "الشعوب تتوق الى الأفضل مرت على الجنوب مرحلة ترحم فيها على الحزب الاشتراكي والايام التي حكم فيها الجنوب وكان ذلك في أوج اشتعال الحراك انطلاقا، ومع خيبات الأمل المتكررة ومحاولات إيصال رسالة الحراك للمجتمع الدولي دائمة التعثر ، علت أصوات تهاجم الحزب مذكرة بتراجع دور في الجنوب خصوصا مابعد حرب 94م واتهام بعض قادته ورموزه بأنهم كانوا السبب في كارثية الدخول بوحدة التهمت الجنوب وأن الاستعمار البريطاني هو الذي صنع كل جميل للجنوب وأسباب اخرى ربما يضيق المقام لذكرها الان، كل ذلك أنتج حالة من القطيعة مع الارث السياسي للجنوب وما انجزته ثورة اكتوبر وأصبح المزاج العام الصارخ وليس الصامت طاردا فاقدا للبوصلة حيث أصبح الجنوب العربي هوية يسعى لها الحراك الجنوبي، وحتى نكون اكثر دقه، فصيل من الحراك تسيد الساحة".