كيف تغيّر الطائرات الإماراتية دون طيار الحرب في اليمن؟

Monday 30 November -1 12:00 am
كيف تغيّر الطائرات الإماراتية دون طيار الحرب في اليمن؟
----------
مساء الاثنين الماضي، تم تداول مقطع فيديو على الإنترنت لطائرة دون طيار تراقب قافلة مكونة من سيارتين تسيران باتجاه الشمال، شرق الحديدة، في اليمن. ينحرف هدف الطائرة، وهي سيارة تويوتا لاند كروزر زرقاء، على جانب الطريق. وبعد ثوان، يتم ضرب السيارة بصاروخ “بلو أرو 7” الصيني الصنع.
 
يكبح سائق السيارة الثانية فرامل سيارته بعنف، ثم يهرع هو ورفاقه إلى السيارة المنكوبة التي تحولت إلى لهيب من النيران. يأتي أمر الضابط من غرفة العمليات للطائرة بأن “تحدد الهدف”. يسرع الناجون بالابتعاد عن حطام السيارة، ولكن يأتي أمر الضابط إلى الطائرة “اقتلهم! اقتل هؤلاء الناجين أيضا”.
 
في تمام الساعة الثانية والدقيقة الثانية ظهرا، يُسمع صوت الضربة الثانية. ضجت غرفة القيادة تصفيقا لنجاح العملية “ضربة جيدة! لقد أصبنا سيارته”.
 
كان مقتل صالح الصماد، رئيس المجلس السياسي الأعلى للحوثيين، في غارة بطائرة دون طيار نفذتها قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، بمثابة انعكاس لدقة وتطور القدرات العسكرية للتحالف.
 
لا يزال تاريخ الضربة غير واضح حتى الآن. فقد أعلن الحوثيون وفاة الصماد الاثنين، بينما أفادت العديد من وكالات الأنباء الغربية أنه قُتل الخميس الذي يسبقه. لكن جنازة الصماد أقيمت السبت الماضي، ما يدل على أن الضربة التي قتلته وقعت على الأرجح الأحد 22 أبريل.
 
حزم إماراتي
تأتي وفاة الصماد في الوقت الذي يدخل فيه اليمن عامه الرابع من الحرب الأهلية. ففي عام 2014، سيطر الحوثيون على شمال غرب البلاد، بما في ذلك العاصمة صنعاء. وفي العام التالي، بدأ تحالف بقيادة السعودية، يضم الإمارات العربية المتحدة، عمليات عسكرية لإسقاط الحوثيين في نزاع أسفر عن مقتل أكثر من 10 آلاف شخص في اليمن.
 
وتسلط هذه الضربة، التي تعد أول اغتيال ناجح لأحد الشخصيات البارزة في ميليشيا الحوثيين المتمردة، الضوء على الحزم العسكري المتزايد لقوات التحالف، وفي القلب منها القوات الإماراتية.
 
فمنذ عام 2016، تحاول الإمارات إثبات نفسها كشريك رئيسي للغرب في حملته لمكافحة الإرهاب في المنطقة، في الوقت الذي تدعم فيه قدراتها العسكرية من خلال عقد صفقات الأسلحة مع بكين. ويقول فارع المسلمي، الزميل المشارك في مركز الأبحاث الملكي “تشاتام هاوس” في لندن “الإماراتيون يعملون بجد حتى يصبحوا اللاعب الجديد في المنطقة، سياسيا وعسكريا. لم يعودوا يريدون البقاء للعب نفس الدور. في اليمن واحدة من المعارك التي يعتقدون أنها يمكن أن تحسن من أدائهم وقدراتهم”.