متلازمة الحب والنجاح

Monday 30 November -1 12:00 am
متلازمة الحب والنجاح

أميرة القاضي

أميرة القاضي
----------

عن الحب بمعناه الشامل اتحدث، الحب كدافع ومحرك لا نزوة ورغبة فقط، ولعلي اجزم أننا حين نحب فإننا نعشق الحياة ويشرق في عيوننا الأمل، ونتحدى به الصعاب.

برأيي فإن الحب فطرة، والتورط فيه قدر، والحياة به سعادة، والسهر لأجله متعة، والمحافظة عليه واجب، والتضحية في سبيله مبدأ.

هو هبة الله على قلوب عباده، نبني به الحياة ونصنع به المعجزات وبه تصبح للقلوب خفقات وُد، ونفحات الهام، وشرود في البعيد، حيث الإحساس يتجلي في التقاء العقل بالروح، على أرض غير أرضنا، وعالم بلا قيود، وبلا أناس ينازعونك لذة أنت تمخُـر فيها عباب بحـر بعيد الأفق.

ظلم مجتمعنا عاطفة الحب حين كون عنه في أذهاننا صورة مشوهة، فنحن غالباً ما نحصره في صورة واحده، علاقة رجل بامرأة، وبذلك ضيقنا سعة الله فيه، وتجاهلنا فيه مشاعر كثيرة :

 طفل وأم.. 

غريب ووطن .

هاوٍ وهواية.

باتت الحياة العصرية في روتين جامد، أثرت على صحتنا النفسية والجسدية، ولذلك تحتاج إلى إضافة جانب عقائدي في احتساب الأجر لتخف الضغوط حين نستشعر الثواب، وجانب آخـر عاطفي يتمثل في حب العمل الذي نقوم به، وما أجمل الحياة إذا كنا نعمل فيها ما نحب ونكسب به المال .

هذه دعوة تأمل لما لدينا من طاقات وقدرات ومواهب وطموحات، لنستكشفها ونحبها ونعمل لها ولنكن على يقين أنه “لا يوجد إنسان ضعيف ولكن يوجد إنسان يجهل في نفسه مواطن القوة”، قالها توفيق الحكيم.

إن الأسماء اللامعة اليوم لم يبلغ اصحابها هذا المستوى إلا بجد، والجد يحركه دافع الحب، ومثل ذلك الطبيب الذي أحب مرضاه، والإنسان الذي أحب الناس، والعبد الذي أحب الله.

لنجعل الحب هو ديدننا ومحركنا لنعمل، وننتج، ونتغير، ونبدع، ونحقق الأمنيات.