مجلة أمريكية تكشف بعض بنود خطة غريفيث للسلام في اليمن وتحذر من رفضها

Monday 30 November -1 12:00 am
مجلة أمريكية تكشف بعض بنود خطة غريفيث للسلام في اليمن وتحذر من رفضها
----------
حذرت مجلة "ذا اتلانتيك" الأمريكية من رفض أي من أطراف النزاع في اليمن خطة مبعوث الأمم المتحدة، مارتن غريفيث، الخاصة بالسلام في البلد الذي يعيش صراعاً دموياً منذ زهاء ثلاثة أعوام ونصف بين قوات الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً مدعومة بالتحالف العربي بقيادة السعودة، وقوات جماعة الحوثيين (أنصار الله).
 
 وقالت المجلة الأمريكية في عددها الأخير، إنه "إذا ما رفض أي من هذه الأطراف خطة غريفيث، أو إذا أخفقت القوى الغربية في ممارسة الضغط الكافي على حلفائها في الخليج لقبولها، فإنها ستكون متواطئة في المأساة التي ستعقب ذلك وفي إدامة الحرب التي تسببت بأزمة إنسانية باهظة في العالم".
 
  كما حذرت المجلة من وقوع كارثة ومأساة إنسانية في مدينة الحديدة الساحلية غربي اليمن في حال فشلت مساعي غريفيث في تجنيب المدينة الواقعة على البحر الأحمر قتال وشيك بين قوات يمنية بدعم وإسناد من التحالف العربي وقوات الحوثيين.
 
  وقالت المجلة الأمريكية في تقرير أعده بيتر ساليسبري و روبرت مولي: "إن الأولويات حاليا واضحة وتتمثل بإقناع الأطراف بقبول حل وسط في الحديدة في البداية، ومن ثم استئناف المفاوضات لإنهاء الصراع الأوسع حيث توجد هنالك فرصة حقيقية، وان كانت ضعيفة، لتحقيق كليهما، حيث سيشكل ذلك فرصة ضائعة وفشل أخلاقي في حال تم تبديدها".
 
  وأكد التقرير أن هناك فرص للتوصل إلى تسوية سياسية تنهي الأزمة في اليمن، على ضوء مقترحات المبعوث الاممي، إذا ما تم الضغط على الأطراف المعنية في الصراع خصوصاً أن مقترحات غريفيث تستحق منحها الفرصة، حتى وإن كانت الأمم المتحدة تفتقر إلى القدرة على تنفيذها.
 
  وأوضح التقرير، أن غريفيث يحتاج إلى مساعدة للحفاظ على أن تظل صفقة السلام هذه على المسار الصحيح و يحتاج إلى ما يفوق الدعم الخطابي الذي كان في معظمه خاليا وحذرا والذي حظي به من العواصم الغربية وأعضاء مجلس الأمن الدولي حتى الآن.
 
  وأشارت إلى أنه لن يتم التوصل إلى اتفاق لوقف القتال الدامي حول الحديدة دون دعم كامل من الغرب والتحالف الذي تقوده السعودية.
 
  وأضافت المجلة الأمريكية في تقريرها: "قد تكون إمكانية تحقيق انفراج في حرب اليمن التي تمر الآن بعامها الرابع، أمرا في متناول اليد حيث في الأسبوع الماضي، قدم مارتن غريفيث مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، مقترحا من شأنه أن يجنب نشوب القتال في الحديدة، المدينة التي وصل عدد سكانها إلى 600 ألف شخص والتي يوفر ميناءها شريان الحياة الاقتصادي لملايين اليمنيين".
 
 ولفتت إلى أن "الأمر حالياً متروك للحوثيين وهي جماعة المتمردين التي تحتل الحديدة, ولحكومة عبدربه منصور هادي المعترف بها دوليا والتحالف الذي تقوده السعودية التي تدعمه وذلك لتقديم ردودهم على مقترح غريفيث".
 
    ونوهت بأنه في الوقت الذي ترابط فيه القوات المدعومة من الإمارات العربية المتحدة على مشارف الحديدة في حين يقوم الحوثيين بحفر الخنادق استعدادا لنشوب معركة طويلة ومستعرة متوقعة، فإن تلك الإجابات لا يمكن أن تأتي بالسرعة الكافية.
 
 
 
تسريبات عن خطة غريفيث
 
  وكشفت المجلة عن بعض بنود خطة المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، من أجل إيقاف المعارك الدامية واستئناف المفاوضات وصولاً إلى اتفاق السلام.
 
 وأشارت إلى أن خطة غريفيث لم يتم نشرها بعد، ولكن تم تسريب مسودة عريضة تشمل تفاصيل انسحاب الحوثيين على مراحل من ميناء ومدينة الحديدة إلى جانب ميناءين آخرين قريبين كما ستساعد الأمم المتحدة الموظفين اليمنيين على إدارة مرافق الميناء وستساعد الحكومة المحلية والشرطة في إدارة المدينة.
 
  وقالت المجلة الأمريكية: "ولأن هؤلاء الموظفين المحليين ظلوا محايدين إلى حد كبير أثناء الحرب في اليمن، فإنهم يجب أن يكونوا مقبولين لدى كافة الأطراف، وفي المقابل ستنسحب القوات المدعومة من الإمارات من المدينة تدريجياً، وسيكون الاتفاق متعلقا بوقف إطلاق نار أوسع على الصعيد المحلي وبالعودة إلى محادثات السلام بعد توقف دام عامين".
 
 وتابعت: "حتى الآن تتحفظ كافة الأطراف وقد أظهر الحوثيون بعض المرونة حيث وافقوا على تسليم الميناء حتى وهم يتحكّمون في السيطرة على المدينة، بينما كانت حكومة هادي إيجابية إلى حد ما بشأن مقترح الأمم المتحدة، وإن كان ذلك لأنها تعتقد بالأساس أن الحوثيين سيرفضونها، وليس لأنها تشعر بالحاجة إلى التوسط في تسوية معهم".
 
  وأردفت: "بلا شك فحتى في حال ثقة حكومة هادي والتحالف بضغوطهم العسكرية مع استعداد الحوثيين الجديد للتوصل إلى حل وسط، فإن كل من الحكومة والتحالف يتحدث عن أن المتمردين الحوثيين لا يفاوضون بحسن نية ويؤكدون أن أعداءهم لا يزالون يعدون الدفاعات حول الحديدة مستشهدين بحالات سابقة عندما كان المتمردون يتراجعون عن كلمتهم".
 
 واعتبرت المجلة الأمريكية تلك مخاوف مشروعة لكن مقترح الأمم المتحدة يستحق منحه الفرصة.
 
 وقالت مجلة ذا اتلانتيك: "ولطالما جادل المسئولون الإماراتيون مراراً وتكراراً بأن التهديد بالاستيلاء بالقوة على الحديدة كان يهدف إلى زيادة مرونة الحوثي وإذا لم يكن بمقدور التحالف الموافقة الآن، فما هو الهدف من ذلك التهديد؟، بالإضافة إلى ذلك ألمح التحالف إلى أنه حتى لو تم إقرار أفكار غريفيث من قبل الجميع، فإن الأمم المتحدة تفتقر إلى القدرة على تنفيذها".
 
 
 
تجنب إزهاق آلاف الأرواح
 
  وأردفت المجلة الأمريكية في تقريرها: "من المؤكد أن ذلك لا ينبغي أن يقف في طريق التوصل إلى اتفاق يمكن أن يجنب إزهاق آلاف الأرواح حيث هنالك حل مباشر وهو أنه إذا احتاجت الأمم المتحدة إلى أي دعم فمن المنطقي أن تقدم الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ذلك الدعم".
 
 وأوضحت: "في بعض الأحيان تتصرف الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية كما لو كان يجب مكافأتهما بصفقة أفضل لمجرد كبح نفسيهما عن تنفيذ هجومهما، لكن تجنب معركة للميناء لا يسدي معروفا للعالم، بل إنه يعد وفاء بالتزام أخلاقي وسياسي ومنح أنفسهم مخرجا يحفظ ماء وجوههم ويضمن تحقيق أهدافهم دون شن معركة قد لا يتم تحقيق النصر فيها".
 
  وأكدت أن مارتن غريفيث يحتاج إلى مساعدة للحفاظ على أن تظل صفقة السلام هذه على المسار الصحيح و يحتاج إلى ما يفوق الدعم الخطابي الذي كان في معظمه خاليا وحذرا والذي حظي به من العواصم الغربية وأعضاء مجلس الأمن الدولي حتى الآن.
 
 وبيّنت المجلة أن "البلدان ذات النفوذ على الأطراف المتحاربة تواجه خيارا يتمثل في التمسك بالألاعيب البهلوانية الكلامية التي استخدمتها حتى الآن ومن ثم التعرض للتواطؤ في عواقب عجزها، وإما توفير نفوذ سياسي وراء دعوتهم للتوصل إلى تسوية تفاوضية حيث في حالة إيران التي تزعم باستمرار أنها يمكن أن تساعد في حل النزاع، يعني ذلك إلقاء أقدام الحوثيين في النار في الوقت الذي تضغط عليهم لقبول مقترحات الأمم المتحدة لإدارة المدينة وليس الميناء فقط".
 
 
 
دور الدول العظمى
 
  لكن المجلة الأمريكية أشارت إلى أن المسؤولية عن التوصل إلى نهاية تفاوضية للحرب تقع بشكل رئيس على عاتق الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا بما لديهم جميعهم من نفوذ ملموس على التحالف ناجم عن مبيعاتهم للأسلحة للسعوديين والإماراتيين إذ انه لا أحد على استعداد لاستخدام ذلك حتى الآن.
 
  وتابعت: "في باطن الأمر بمقدور الجميع أن يستخدم لغة شديدة اللهجة في القلق إزاء الهجوم على الحديدة، لكنهم في العلن أكثر خفوتاً بكثير حيث يتحدث المسئولون الأميركيون وراء الأبواب المغلقة ويخشون من أن القتال للسيطرة على الميناء والمدينة قد يكون كارثياً، في المقابل تعهدت تصريحات وزير الخارجية الأمريكي مايك بومببيو العلنية فقط بأن الولايات المتحدة تراقب الوضع في الحديدة، يجب أن يتغير ذلك وضغط الكونغرس على الإدارة يمكن أن يجعل ذلك يحدث".
 
  ولفتت إلى أن "هناك بالتأكيد أسباب تجعل التحالف المناهض للحوثيين يرفض وقف حملته للسيطرة على الحديدة حيث حقق تقدما عسكريا لا يمكن إنكاره في الأشهر الأخيرة ما يمنحه حافزا أقل لقبول خطة غريفيث".
 
  وأكدت المجلة أن "التحالف واجه مقاومة غير متوقعة في مساعيه الرامية للاستيلاء على الميناء وصارع للحفاظ على خطوط الإمداد، وبينما يدعي أن الوقف الحالي لحملته العسكرية يهدف إلى تسهيل الجهود الدبلوماسية، فمن الواضح أنه يواجه مشاكل عملياتية على الأرض".
 
 
 
  وخلصت مجلة "ذا اتلانتيك" الأمريكية في تقريرها إلى أنه: "لا يمكن أن يكون هناك نصر عسكري صريح بمجرد وصول المعركة إلى مدينة الحديدة، وحتى لو نجحت قوات التحالف هناك، فمن غير المحتمل أن يتلاشى الحوثيون. حاليا تعتبر الأولويات واضحة وتتمثل بإقناع الأطراف بقبول حل وسط في الحديدة في البداية ومن ثم استئناف المفاوضات لإنهاء الصراع الأوسع حيث توجد هنالك فرصة حقيقية، وإن كانت ضعيفة، لتحقيق كليهما حيث سيشكل ذلك فرصة ضائعة وفشل أخلاقي في حال تم تبديدها".
 
 ويعد ميناء الحديدة بوابة رئيسية لدخول المساعدات إلى اليمن، حيث تقدر الإحصائيات أن ما حوالي 70% من واردات البلاد تمر عبر الميناء الذي يسيطر عليه الحوثيون منذ أواخر عام 2014.
 
وتحذر الأمم المتحدة من كارثة إنسانية إن توسعت المعارك ووصلت إلى ميناء الحديدة الاستراتيجي بما يمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين لها في اليمن.
 
 وتعهد التحالف العربي في وقت سابق بأن تكون العملية العسكرية في الحديدة سريعة للسيطرة على المطار والميناء دون دخول وسط مدينة الحديدة لتقليص الخسائر بين المدنيين وللحفاظ على تدفق السلع، لكنه دخلت اليوم السبت الأسبوع السادس ولم تحكم بعد السيطرة الكاملة على المطار في أطراف المدينة.
 
 وبدأت قوات يمنية مشتركة والتحالف العربي في 13 يونيو المنصرم ، عملية عسكرية واسعة هي الأكبر لها في اليمن بهدف السيطرة على مدينة الحديدة الإستراتيجية ومينائها الخاضع لسيطرة الحوثيين منذ أواخر عام 2014.
 
 وتتهم الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً والتحالف العربي، جماعة الحوثيين باستخدام ميناء الحديدة لتهريب الأسلحة والصواريخ الباليستية التي تأتيهم من إيران وتطلقها على السعودية، وهو ما تنفيه الجماعة وطهران.
 
وتسبب الصراع الدائر في اليمن منذ أكثر من ثلاث سنوات في مقتل نحو 11 ألف مدني يمني، وجرح مئات الآلاف، وتشريد ثلاثة ملايين داخل اليمن وفرار الآلاف خارج البلاد ، فيما تشير الأمم المتحدة إلى حاجة أكثر من 22 مليون يمني أي أكثر من ثلثي السكان لمساعدات عاجلة.