البحسني يهدّد بوقف تصدير النفط: إيران هي السبب

Monday 30 November -1 12:00 am
البحسني يهدّد بوقف تصدير النفط: إيران هي السبب
-يمني سبورت : ( متابعات)
----------
) العربي - أحمد باعباد:
 

في خطوة ليست جديدة لدى الشارع الحضرمي والرأي العام، إذ كان المحافظ المُقال أحمد سعيد بن بريك، يطلق التصريحات تلو التصريحات لامتصاص غضب المواطنين دون التنفيذ، لوّح محافظ حضرموت المعيّن خلفاً له من قبل حكمة هادي والموالي للإمارات، اللواء فرج سالمين البحسني، باللجوء إلى ورقة النفط وإيقاف التصدير من المسيلة في حال عدم وجود إجراءات عملية جادة لوضع حدّ لتدهور العملة الوطنية وارتفاع الأسعار، من قبل حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي المقيمة في الرياض.

تصريحات محافظ حضرموت تزامنت بعد وصول شرارة الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت في مدينة عدن المنددة بالانهيار الاقتصادي وسقوط الريال اليمني أمام العملات الأجنبية إلى مدينة المكلا، وسيئون، التي شهدت احتجاجات شعبية وعصياناً مدنياً، تحولت إلى ترديد شعارات مناوئة لدول «التحالف» وتمزيق صور قادة هذا «التحالف» الذي تقوده السعودية، مما جعل السلطات تتدخل وتقمع الاحتجاجات، سقط على إثرها ثمانية جرحى من المتظاهرين.

 

شمّاعة إيران

وعن تطور الأحداث في حضرموت ضد «التحالف»، اتهم المحافظ البحسني المخابرات الإيرانية بالوقوف خلف الأحداث التي شهدتها مدينة المكلا. وتوعّد بـ«محاسبة من مزّق شعارات التحالف والقبض عليهم وتقديمهم للمحاكمة لينالوا جزاءهم».

بدوره، أعتبر الناشط، محمد علي جابر، أن «ما شهدته وتشهده مدينة المكلا هو نتيجة حتمية لما وصلت إليه الأوضاع من سوء في مجال الخدمات، والسلطة المحلية وقفت عاجزة عن إيجاد الحلول، ما انعكس على الشارع وجعل الناس يخرجون في احتجاجات عفوية».

واستبعد جابر، خلال حديثة لـ«العربي»، تدخل قطر وإيران، في الاحتجاجات الشعبية التي تشهدها حضرموت والمحافظات الجنوبية، فـ«السلطة وجدت نفسها عاجزة ورأت شماعة إيران هي المناسبة لتعلق عليها فشلها».

أما عن التهديدات التي أطلقها المحافظ بخصوص إيقاف صادرات النفط، فيعتبرها جبر «مجرد تصريحات لامتصاص غضب المواطن، كما كان يهدد بتلك الورقة المحافظ المقال أحمد سعيد بن بريك».

 

خطوة للتاريخ

من جهته، أكد الكاتب فرج طاحس، أن «ما تشهده المحافظات الجنوبية من غضب شعبي متمثل في تلك الاحتجاجات الشعبية التي انطلقت شرارتها الأولى من عدن، شيئا طبيعيا ومتوقعا جداً، نتيجة للمعاناة الشديدة التي يعانيها المواطنون في المحافظات معيشياً وخدماتياً وأمنياً، وقد زادت هذه المعاناة، بسبب الانهيار المستمر للريال اليمني، ومن الطبيعي أن يتفاعل أبناء حضرموت مع احتجاجات الغضب المنددة بالغلاء والمطالبة بإسقاط الحكومة».

ولم يستبعد طاحس، خلال حديثة لـ«العربي» «تدخل إيران في خط الأزمة الأخيرة، التي تشهدها حضرموت ومحافظات الجنوب الأخرى ضد الانهيار الاقتصادي الذي تشهده البلاد». 

أما من ناحية إيقاف تصدير النفط قال طاحس «لو فعلها المحافظ فسيدخل التاريخ من أوسع أبوابه وهو رد عملي لما يعانيه أبناء حضرموت»، موضحاً أن «الإقدام على مثل هكذا خطوة يحتاج إلى اصطفاف الجميع؛ لأن هناك داخل حضرموت من يعمل على شق الصف لخدمة أجندات خارجية، بالإضافة إلى ذلك أن مثل هذا الإجراء قد يفقد المحافظ منصبه كما حدث مع بن بريك».

 

تناقض الاتهامات

اتهام المواطنين الغاضبين بالعمالة لجهات خارجية اتهام اعتدنا على سماعه من كافة السلطات المتعاقبة في حضرموت، وفي ذلك تحدث الناشط عمر باعوم لـ«العربي» معتبراً أن «ما يثير السخرية اليوم هو اتهام المحتجين بالعمالة لإيران فيما كانت التهمة في العام 2012م العمالة للسعودية! فمن كان يتهم المواطنين بالعمالة بالأمس ومن يتهمهم اليوم بذات التهمة يجمعهم الفشل والفساد المالي والإداري وتلك سمات استوجب على كل الشرفاء إسقاط من تطبعوا بها».

وعن تهديدات إيقاف تصدير النفط قال باعوم إن «التصريحات الأخيرة، تثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن حالة الفساد المالي والإداري الذي يعانيه المواطن من هذه السلطات قد بلغ مداه».

وأضاف «الأجدر بتلك السلطات العمل على فتح باب للإيرادات من خلال فتح مطار الريان الدولي الذي يحتله ما يسمى التحالف ممثل بالاحتلال السعودي، الإماراتي الذي يحرم المسافرين من المرضى وغيرهم من السفر وتحويله لمعتقل، أضف إلى ذلك السيطرة على إيرادات المسيلة وتصدير النفط لصالح أبناء حضرموت ولكن للأسف الشديد فساد مالي وإداري أضف عليه غباء مركباً».

 

مناورة

بدوره، قال الكاتب سالم علي الجرو، إن «المحافظ أعلن موقفه الشخصي من الاحتجاجات الشعبية بوقوفه إلى جانب المحتجين، وقمع المتظاهرين، وهدد كمحافظ بإيقاف تدفق النفط وتوعد المخالفين من المحتجين، واتهم إيران بأنها تقف خلف أحداث المكلا».

وتساءل الجرو خلال حديثه لـ«العربي»، «لماذا قمع المتظاهرين كما تقولون، هل لأن خلفهم إيران كما صرح، أو لأنهم حملوا شعارات لا تتفق، وقناعاته أو لمسار سياسي من اختصاص الكبار؟».

وأكد أن «إيقاف تدفق النفط لن يجرؤ عليه لأنه ليس من شأنه إلا أن يكون بضوء أخضر في لعبة الكبار»، وبيّن «أن إيران تدعم صنعاء كما يشاع من الأول، فهل سأل أحد من يدعم عدن ومن في عدن الملتهبة دائما؟ أليس عدن قريبة من المكلا في الهم؟ لم لا يكون خلف أحداث المكلا من هو خلف أحداث عدن المتجددة؟»، مشيراً إلى أن «ما يظهر على السطح يختلف عما في الباطن، ما في الباطن حقيقة وما يظهر على السطح مناورة».