الله على زمن مضى أيها الطاهر !!!

Wednesday 20 May 2020 4:42 pm
الله على زمن مضى أيها الطاهر  !!!

طاهر باسعد

يمني سبورت
----------
فؤاد باضاوي
       أتيت في زمن ليس زمانك ورحلت في زمن كنا فيه نحتاجك ، تركت فراغا في القلوب وفي النفوس وفي العقول ، رحيلك كان صدمة وفاجعة كبرى في ميادين الحياة ، أحييت فينا الحياة وزرعت فينا الأمل والطهارة ، نسيم عليل مر على طيف المدينة الهادئة ، فحرك في دواخلنا العشق والمتعة ، وصنع في حياتنا روح مكلاوية  جديدة وشيئا جديدا سكننا وعاش معنا أوقات وسنوات لم نعشها ، سألت ذات يوم في لقاء صحفي لصحيفة شبام الرياضي مع رمانة الميزان الموهوب نجم خط الوسط / سعيد عبدالرحمن الناخبي  أسئلة كثيرة وجاء الحديث عن الفقيد / طاهر باسعيد / فأستشعرت دمعة في عينيه وهو يتحدث عن طاهر وإختتم حديثه بأن طاهر هو النجم الذي إفتقدناه قبل الآوان  ..
    إفتقدناك أيها الطاهر الجميل وإفتقدنا عطاؤك في ملاعبنا الكسيحة وإفتقدنا روحك المرحة داخل الملاعب وخارجها ، جئتنا في زمن كنا نجهل فيه سر إبداعك وموهبتك الكبيرة ، وحدهم التلاليون عرفوا من أنت ومن تكون ، دكتورهم الجميل / عزام خليفة / كان مبهورا بموهبتك وعارف قدرها ، أتذكر قدومه الى المكلا ومعه الرائع / عباس غلام / رحمه الله ، وأتذكر حديثهم عن الرائع الراحل / طاهر باسعد/ وإن عليه ألا يترك المنتخب الوطني ويترك الكرة ، وقالها الدكتور / عزام : حرام أن يكون مثلك بعيدا عن المنتخب وعن كرة القدم ، وكان متحسرا على قرار طاهر بعدم اللعب للمنتخب ، إلتقيت دكتور التلال في العاصمة أبوظبي فكم كان مفتونا بك ياطائر الكناري ...
        عشقت المكلا وبحرها وشوارعها وأزقتها وبادلتك العشق والغرام ، كنت ذو قلب حانيا ، وتطعم القطط يوميا الأسماك في بايكات الميناء القديم وكانت تنتظرك ظهيرة كل يوم ، تنتظر القلب الطاهر والروح الجميلة ، تعانق الفرح بقدومك فمن لها غيرك أيها الفتى المكلاوي الغزير العطاء ، بكتك تلك القطط مؤكدا ، كما بكتك المكلا وسيف حميد والبلاد ، وكربلاء المكلاوية وحي الشهيد والسلام والشرج وديس المكلا ، ومازالت تتذكرك وتذكر روائعك ولم تغب عن الذاكرة لحظة ، أطلقت المكلا أسمك على ملاعبها المطلة على سيف حميد الذي تفتحت فيه مواهبك وكان شاهدا على وجودك وقدومك الى عالم المستديرة ، وأضنه قليلا بحقك ، فأنت تستحق أن يشيد لك تمثالا في وسط المدينة وفي حي الشهيد تحديدا يحكي قصة هواك وعشقك وفنك البديع ، لم تنجب المكلا ولاحضرموت ولاالوطن موهبة بمستوى موهبتك وأراهن على ذلك ، أنت إستثنائي ومثالي في لعبك وإسطورة سيحكي عنها التاريخ مهما طال الزمن ، أنت سر المتعة وسحابة ماطرة غسلت القلوب والوجدان وجعلت في قلوبنا لك حب وعشق لاينتهي ...
     لن ننساك يابوحاج وسنذكرك كل مامر طيفك في سمانا وتجددت قصة هوانا ورحلت أحزاننا وسنناديك بصوت مجروح مبحوح كلما شاهدنا / سيف حميد/ أو مررنا بحي الشهيد ، أو شاهدنا لوحة ناديك المكلا تتوسد المبنى القديم في سكة يعقوب ، سنقول هنا كنت طاهرا ماهرا قاهرا ذات يوم ، هنا وزعت المتعة والفرح وهنا زرعت الصفاء في القلوب العامرة ..
    لن نقول وداعا بعد مرور كل تلك السنين على رحيلك بل سنقول أهلا بك في قلوبنا لتسكنها وتعيش فيه طول الدهر ، يكتبني الحديث عنك ويبكيني وفاك وسلوكك الرائع وموهبتك الفذة ، تذكرني بماض جميل مر وأيام إنقضت في دنيانا وأحكمت قبضتها على قدرنا ومصيرنا المحتوم . اللهم لاإعتراض على قدرتك وعزتك ياقوي ياعزيز ياجبار ..
    سنذكرك كلما جاء ذكر كرة القدم وسنذكر ألعابك الساحرة ونظراتك وصوتك وأنت تنادي على رفيق دربك إمامنا الطيب / أحمد بلعلا/ من بعيد وأنت ترسل إليه تمريرة متقنة في أحد تمارين نادي المكلا التي تحولت ذات يوم بوجودك الى ساحة فرح ومرح وحضور كبير كأنما يتابع العشاق مباراة في ملعب الفقيد بارادم وليس تدريب مكلاوي يتوسطه الفتى الأسمر / طاهر باسعد / ..
        اليوم يقترب الزمن من يوم رحيلك في يوم عيد الفطر المبارك ، حتى وأنت تودعنا إختار لك القدر يوم العيد ليسرق الفرحة من القلوب .. ويجعلنا نغوص في ذكراك الساكنة فينا وذكرياتك مع منتخباتنا الوطنية في المحافل الدولية وأنت تتلقى عبارات الإعجاب والتقدير من مدربين وخبراء وجماهير لاتعرف من أنت كما حدث مع جماهير المغرب التي أصرت أن تتبضع من متاجرها مجانا ، عندما سأل التاجر عن صاحب الرقم ٥ في صفوف منتخبنا فأشار زملاءه اليه فقال يأخذ مايريد مجانا ، وهناك إشارة الكهل البرازيلي / زاجالو/ حامل كأس العالم لاعبا ومدربامدرب المنتخب السعودي حينذاك الذي أشاد بمستواه . وإختيار العميد لك أيها الطاهر للمشاركة معه عربيا في دورة رباعية في قطر
  
     هججت أشجاني وأشواقي صديقي العزيز/ أبوسعيد الدموني / العالق بمصر ربنا يجيبك بالسلامة في هذه الأيام المباركة .. بحديثه عن أيام الفقيد الرمضانية وإفطاره معا في مسجد واحد . وأحسست حبه الكبير لهذا الطاهر الرائع 
   وأتذكر هنا إن أحد أبنا حي السلام كلما مر طاهر وهو يلعب الكوتشينة في أحد القهاوي يقف له ويحيه حتى يضمي إعجابا به .. يالهذا العشق وكم كنت كبيرا وعملاقا يافتى والأن عرفت  إحساس هذا الرجل وإننا أمام رجل عظيم وذو حظوة ومكانة عالية ..
 
      أجد نفسي مرغما بالتوقف عن الكتابة عنك في هذه العجالة ، وتتوقف أناملي عن الوصف والتفصيل لطائر الكناري الطاهر ، الذي كان لي فرصة لقاءه في السوق الرمضاني بالدلة بحي الشهيدفي الثامن والعشرين من رمضان ، وكنت موعودا برؤياه في اليوم التاسع والعشرين ليسلمني صور له في لقاء صحفي لم يتم لتأخري في اليوم الثاني عن الموعد وليتني أتيت..
  رحمك الله أيها الطاهر الطائر في سمانا طيفا باسما ، وغفر لك وأسكنك جنان الخلد ياحبيب الملايين وعشيقهم ياأخضر القلب يامكلاوي الهوى والهوية  ..
   إنا لله وإنا إليه راجعون !!!