الكمال لله وحده جل في علاه.. لكننا في هذا اللقاء الذي أجريناه مع اللاعب الشاب كميل طارق سنعرف أن لكل امرئ حظ من اسمه، وهو ما يتأكد لكل متابع للنجم الشعلاوي المتألق كميل طارق الذي نضج وأصبح يلامس درجات الكمال (الكروي) على بساط اللعبة الشعبية الأولى.. فهو الخلوق.. وهو الموهوب.. وهو الهداف.. وهو المهاري.. وهو صاحب التسديدات القوية.. كما أنه يجيد في صنع الأهداف وتسجيلها.. هذا بالإضافة إلى قوة بنيان جسمه التي تمنحه أفضلية واضحة على منافسيه.
هذا هو الكمال في كميل طارق اللاعب صاحب المواصفات التي قل أن تجد مثلها في لاعب الكرة اليمنية اليوم، وما يزيد كميل كمالا هو أخلاقه العالية وروحه الطيبة وتلقائيته التي تجعل محبوبا عند الجماهير، وهو القائد الميداني لفريق الشعلة الذي عاد من دوري المظاليم لينافس على صدارة دوري الأضواء.
ولأنه اللقاء الأول للنجم كميل طارق بقراء ملحق "أخبار اليوم الرياضي" فقد حرصنا أن يتناول محطات كثيرة في حياة اللاعب الذي وجد لنفسه مساحة في قلوب عشاق الأصفر (برازيل اليمن)، ومازال يحفر في صخر التألق ليضعه نفسه بين كبار لوحة شرف الشعلة عبر التاريخ.. فإلى تفاصيل اللقاء.
ـ أهلا وسهلا فيك أخي أصيل وبكل قراء صحيفة "أخبار اليوم الرياضي".
ـ لعبت مع كل الفئات العمرية في نادي الشعلة ابتداء بالبراعم، وثم الناشئين ومرورا بالشباب إلى أن وصلت إلى الفريق الأول، ولعبت معه عام 2006م كلاعب احتياطي.
ـ الوضع في النادي على ما يرام، وخصوصا بتكاتف جميع أبناء المنطقة، وأيضا الإدارة الرائعة التي تولي الفريق رعاية كريمة وأخص بالذكر الدكتور نجيب العوج رئيس النادي الذي يعود له الفضل في نادي الشعلة.
* أنتم الآن في الصدارة المشتركة مع وحدة عدن والهلال، فهل يمكن القول إنكم استفدتم من هبوطكم الموسم الماضي إلى الدرجة الثانية؟
ـ نعم.. استفدنا الكثير، وهذا جعلنا أكثر إصرا.. ووضعنا الطبيعي في الدرجة الأولى، ولأننا عانينا كثيرا في الدرجة الثانية التي ليست بالمستوى المطلوب عند جماهير النادي الرائعة.
* الهزيمة أمام اليرموك في الجولة قبل الأخيرة بنتيجة (5/0) هي السبب؟ ما رأيك؟
ـ نعم.. كانت هزيمة كبيرة، وأثرت على المعنويات، ولكن ليس السبب الرئيس، وإنما هو عدم توفر ملعب للتدريبات، لأن ملعبنا كان في فترة إصلاحات لبطولة خليجي 20، وكنا لا نستعد للمباريات بالشكل المطلوب نتمرن في الملاعب الطينية التي بجوار مقر النادي، وسببت في كثير من الإزعاج عند اللاعبين، وعانى الكثير من الإصابات والأرضية سيئة جدا سيئة جدا أو في ساحل البريقة رغم أنه لا يمثل مكان جيد للتدريب رغم ذلك كنا نتدرب ونذهب بعض الأحيان إلى ملعب الحبيشي، ونرجع منه خائبين لأنه لا يسمح لنا دائما بالتمرن فيه، ونتمرن فيه تارة، ويقال لنا أنه محجوز تارة أخرى.
ـ كما تعلم أن دوري الدرجة الثانية انتهى متأخرا جدا وبعده بدأ دوري الدرجة الأولى بعده بأيام قليلة، وكان ذلك في مصلحة نادينا الذي كان على أهبة الاستعداد للدخول بسرعة بجو المنافسة على بطولة الدوري هذا الموسم.
ـ الإدارة ممتازة في رعاية الفريق بكل المتطلبات الذي يحتاجها الفريق، وتوفر كل التسهيلات للاعبين والطاقم الفني، وأشكر مرة أخرى الأستاذ القدير نجيب العوج.
ـ من أفضل الأجهزة الفنية التي لعبنا معها فهم ليسوا مدربين لنا فقط بل وآباء، فدائما يرشدوننا وينصحونا كما ولو كنا أبناءهم وخصوصا أننا نمتلك جهاز فني يوجد به المخضرمين الأستاذ أحمد الراعي الذي سبقا وأن تولى تدريب فرق عريقة وكبيرة مثل حسان والوحدة وغيرهم، والأستاذ أبو علاء.
ـ نعم.. هذا ما نأمل به هذا الموسم، وخصوصا كما سبق وأن أسلفت بأن كل الأمور ميسرة من إدارتنا التي تشكر على كل شيء وأيضا مطالبون بالحصول على اللقب الغائب منذ عام 1990م.
ـ إلى الآن لا يوجد فريق ظهر بشكل قوي لأن الموسم في بدايته ومستوى كل الفرق متقاربة ولا نستطيع الحكم عليه حاليا، ونأمل بالمنافسة على اللقب حتى نرد قليل من الجميل للإدارة والجماهير التي بذلت كل ما لديها للرفع من معنويات اللاعبين.
* حسنا لو خيرت من هو الفريق الذي تحب أن تلعب فيه بعد الشعلة فأي الفرق ستختار؟
ـ بصراحة لا أتمنى أن أغادر نادي الشعلة الذي ترعرعت فيه، وكبرت وتعلمت فيه الكثير، وهذا شيء من الصعب نسيانه، ولكن إذا قدر الله وغادرت فستكون وجهتي التلال أو الصقر.
ـ ارتداء قميص المنتخب حلم كبير لكل لاعب، وأنا ثابرت واجتهدت لكي انضم إلى صفوف المنتخب الذي طالما حلمت باللعب فيه، والحمد لله على تحقيق الحلم الذي اعتقد بأني مازلت في بداية مشواري فيه.
ـ لعل ما يميز تجربتي هو أن تدرجت بكل الفئات العمرية من الناشئين والشباب وأيضا الأولمبي والمنتخب الأول وشاركت بالعديد من المباريات الودية مع المنتخب، وذلك منحني خبرة جيدة أتمنى أن أوظفها لصالح فريقي الشعلة والمنتخب الوطني.
* من وجهة نظرك ما هو الشيء الذي ينقص منتخبنا ليتخلص من المشاركات المشرفة فقط؟
ـ والله هناك العديد من اللاعبين أتمنى أن العب معهم في نادي الشعلة، ولكن في الوقت الحالي أتمنى اللعب بجانب صديقي الغالي خالد بلعيد (أبو علي).
ـ رد ضاحكا (أنا لا أشاهد مباريات كرة القدم كثيرا، ولكن معجب بطريقة لعب برشلونة والاتحاد السعودي).
ـ أنا أحد المعجبين بطريقة لعب الأرجنتيني ليونيل ميسي وخصوصا عندما تكون الكرة تحت قدميه، فإنه يداعبها بشكل رائع.. وأيضا طارق التائب الذي يمتعني شخصيا بمراوغاته وتمريراته الساحرة.
ـ التي تحققت هي وصولي للمنتخب الوطني وتمثيلي لبلدي فهي أيضا أمنية للكثير من اللاعبين، وأيضا احترام الناس لي وكذلك رضا الوالدين، فهذا هو أهم شيء، والتي لم تتحقق هي أن أتمنى من الله أن يكرمنا بوظيفة محترمة أستطيع أن أعيل بها أسرتي.
ـ أنا لا أمارس رياضة أخرى غير كرة القدم، ولكن استمتع بهواية الاصطياد التي أقضي كثير من وقتي بممارستها مع أصدقائي.
ـ كثر الله خيرهم, فنحن نشاهد تابع تغطية بالراديو والتلفاز رغم الظروف العصيبة التي تمر فيها بلادنا، وهذا شيء يحسب للإعلام الرياضي في بلادنا سواء كان المقروء أم المسموع أم المشاهد الذي نسأل من الله تعالى أن يفرج همنا ويرفع الغم عنا.
ـ أوجه الشكر الجزيل لكل زملائي الذين ساعدوني ومازالوا يساعدوني وإلى الجمهور الأصفر الرائع الذي يساندنا في كل جولة والشكر موجه إلى كل أبناء منطقة البريقة وإدارتنا الرائعة برئاسة الأستاذ نجيب العوج الذي له الفضل في التقدم بمستوانا هذا الموسم والشكر لك أخي أصيل.
كميل طارق في احدى المباريات