شهد موسم الانتقالات الصيفية الحالي بالكرة السعودية بعض الصفقات المميزة للأندية المتنافسة، في ظل سعي كل نادٍ لسد الثغرات التي كان يعاني منها على مدار الموسم الماضي أو لتقوية صفوفه بوجه عام.
ومنذ بداية الميركاتو الصيفي ارتبطت الأندية السعودية بأنباء المفاوضات مع العديد من اللاعبين خاصة الأسماء البارزة في الكرة الأوروبية وكذلك في أمريكا اللاتينية.
قواسم مشتركة
بدا واضحًا حاجة بعض الأندية للاعبين في نفس المركز، الأمر الذي يُفسر التقارير الصحفية العالمية التي تشير إلى سعي أكثر من نادٍ للتفاوض مع نفس اللاعب.
بعيدا عن دخول صندوق الاستثمار السعودي في المفاوضات مباشرة مع النجوم الكبار، ثم توزيع هؤلاء اللاعبين على الأندية بحسب الاحتياج فإن بعض الأندية نجحت في خطف صفقات كانت محل اهتمام من منافسين آخرين.
جحفلة الميركاتو
لعل نجاح أندية بعينها في حسم صفقات في اللحظة الأخيرة بعدما كان اللاعبون قريبين من أندية أخرى، يُمكن أن يرفع شعار "الجحفلة"، على هذا الميركاتو الصيفي الحالي، بالنظر إلى كون التعاقدات قد تمت بشكل خاطف، وبسيناريو صادم في الأمتار الأخيرة، على عكس التوقعات.
ويعد "الجحفلة" مصطلح سعودي يشير إلى "الريمونتادا" أو خطف الانتصار في اللحظات الأخيرة، وقد انتشر بعد هدف محمد جحفلي لاعب الهلال في مرمى النصر في ديربي نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين عام 2015، الذي حسمه الزعيم بركلات الترجيح.
ناتشو الأول
البداية جاءت مع مدافع إسبانيا وقائد ريال مدريد ناتشو فيرنانديز، الذي منذ أن أعلن رحيله عن النادي الملكي بنهاية الموسم الماضي، أضحى هدفًا بارزًا لأندية الدوري السعودي.
ناتشو صاحب الـ34 عامًا، ارتبط اسمه في الأساس بالانتقال إلى أحد فريقي النصر والاتحاد خلال الميركاتو الصيفي الحالي.
بدا واضحا رغبة النصر منذ بداية الموسم الماضي في ضم بديل للإسباني إيمريك لابورت، الذي لم يصنع الفارق بشكل كبير رغم تألقه مع مانشستر سيتي سابقا ومنتخب إسبانيا، أو حتى أن يكون ناتشو شريكا له في الدفاع.
أما الاتحاد فمنذ رحيل القائد المصري أحمد حجازي، يحتاج لدعم الخط الخلفي الذي عانى كثيرا في الموسم الماضي.
ومع طول أمد مفاوضات العميد والعالمي مع ناتشو، جاءت "الجحفلة" من جانب القادسية الذي ارتبط اسمه بالتعاقد مع المدافع الإسباني لفترة قصيرة مقارنة بالناديين الآخرين، قبل أن تُحسم المفاوضات بشكل أسرع.
انتقال ناتشو إلى القادسية لم يكن الحالة الوحيدة لـ "الجحفلة" في الميركاتو الصيفي السعودي، بل أن الحارس البرازيلي بينتو كان نموذجا لحالة مماثلة.
بينتو حارس مرمى أتلتيكو باراناينسي البرازيلي كان هو الآخر محل تفاوض من جانب الاتحاد ولطالما ارتبط اسمه بالانتقال إلى صفوف النمور على مدار الأسابيع الماضية.
لكن بين ليلة وضحاها كان النصر الطرف الأقوى في المفاوضات وباتت التقارير العالمية تتحدث عن قرب انتقال الحارس صاحب الـ25 عامًا إلى كتيبة كريستيانو رونالدو، ليتمم العالمي بالفعل الصفقة.
واستطاع أن يحسم النصر صفقة بينتو بفضل العرض المالي الأفضل، وسرعة حسم المفاوضات، ليصبح النصر هو المنتصر في الصفقة على حساب الاتحاد.
أوباميانج حالة جديدة
الجابوني بيير إيميريك أوباميانج المنضم حديثا للقادسية كان قد ارتبط اسمه أولا بالانتقال للشباب، لكن القادسية بات الطرف الأقوى في المفاوضات ونجح في حسم الأمور بشكل أسرع.
أوبا المنتقل من مارسيليا الفرنسي بات صفقة مميزة على مستوى الميركاتو الصيفي الحالي، أما الشباب الذي لا يزال يسعى للتخلص من مهاجمه السنغالي حبيب ديالو فقد يعض أصابع الندم بسبب عدم المضي قدما في هذه المفاوضات.
