يعيش المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي، وضعا غير مسبوق في ريال مدريد مؤخرا، إذ بات في موقف حرج في ظل كثرة الإصابات في الخط الخلفي، وتذبذب مستوى الميرنجي من مباراة لأخرى.
وجاءت الخسارة في الكلاسيكو من برشلونة 4-0 بالليجا، ثم 3-1 أمام ميلان في دوري الأبطال، لتضاعف معاناة أنشيلوتي، والانتقادات الموجهة له بسبب سوء التخطيط للموسم الجاري، في ظل النقص الذي يعانيه الفريق في مراكز عدة، مع رحيل بعض اللاعبين، واعتزال توني كروس.
ومع طوفان الإصابات التي ضربت الفريق، بدأت الأزمة الحقيقية للريال تتكشف شيئا فشيئا في وقت مبكر من الموسم الجاري.
بداية خاطئة
خلال سوق الانتقالات الصيفية الماضي، قرر قائد الفريق ناتشو فيرنانديز الرحيل لصفوف القادسية السعودي مجانا، حيث انتهى عقده مع ريال مدريد ورفض التجديد.
أيضا وافقت إدارة النادي، على رحيل الشاب رافا مارين المدافع الواعد لصفوف نابولي الإيطالي، رغم أنه كان من أهم المواهب في خط الدفاع مع فريق "كاستيا".
ومع رحيل الثنائي، كان على الفريق تعزيز الدفاع، لا سيما في ظل غياب دافيد ألابا منذ ديسمبر/كانون الأول 2023، لكن الإدارة رفضت بعد فشل التعاقد مع الفرنسي ليني يورو الذي فضل الانتقال لمانشستر يونايتد.
واستعاد ريال مدريد خدمات المدافع خيسوس فاييخو الذي لا يقتنع به أنشيلوتي من الأساس ولم يمنحه سوى 10 دقائق فقط حتى الآن.
ورطة حقيقية
يعيش أنشيلوتي ورطة حقيقية حاليا، فبخلاف النقص العددي الذي يواجهه في الخط الدفاعي، امتدت لعنة الإصابات لتنال من لاعبين آخرين.
البداية كانت بإصابة داني كارفاخال بتمزق في الرباط الصليبي الأمامي والرباط الجانبي الخارجي، وتمزق في الوتر الخلفي لركبة الساق اليمنى، وذلك خلال مواجهة فياريال في الجولة التاسعة من الليجا، وبالتالي نهاية موسمه.
وواصل الصليبي مطاردة المدافعين، إذ أصيب البرازيلي إيدير ميليتاو، خلال الانتصار على أوساسونا برباعية نظيفة، وتأكد غيابه لنهاية الموسم.
ولم يعد قلب دفاع الريال يضم سوى روديجر وفاييخو والشاب راؤول أسينسيو القادم من "كاستيا" إذ استعان به أنشيلوتي مؤخرا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
أما في مركز الظهير الأيمن فتعرض لوكاس فاسكيز لإصابة أمام أوساسونا ومتوقع عودته في 2 ديسمبر/كانون الأول المقبل، ولا بديل له.
وفي مركز الظهير الأيسر، يتواجد فيرلاند ميندي وفران جارسيا فقط.
عناد بيريز
يرفض فلورينتينو بيريز في السنوات القليلة الماضية فكرة دخول سوق الانتقالات الشتوية، ويعول دائما على قدرة أنشيلوتي على إيجاد حلول مؤقتة حتى نهاية الموسم.
في الموسم الماضي، نجح أنشيلوتي في اجتياز تلك الأزمة، ورغم لعنة الإصابات التي ضربت الفريق، نجح الميرنجي في التتويج بدوري الأبطال، والليجا وكأس السوبر الإسباني.
ورغم الحديث عن صفقات محتملة بحجم ألفونسو ديفيز (بايرن ميونخ) وترينت ألكسندر أرنولد (ليفربول)، يبدو أن بيريز لن يتراجع عن فكرته وسيبقى الريال خارج سوق الشتاء، معولا على قدرات أنشيلوتي، التي لا يبدو حتى الآن أنها تحقق النجاح نفسه.
وقال إيميليو بوتراجينيو مدير العلاقات المؤسسية لريال مدريد، عقب الخسارة ضد ميلان بدوري أبطال أوروبا، عند سؤاله عن إمكانية دخول الميركاتو الشتوي: "نثق في لاعبينا، فمنذ أشهر قليلة فزنا بالدوري ودوري الأبطال".
ومع هذه السياسة سيكون أنشيلوتي في أزمة حقيقية، لأنه سيُترك وحيدا في مواجهة الانتقادات وغضب الجماهير، حال فشلت محاولاته لإيجاد حلول مؤقتة تساعده على استعادة التوازن محليا وقاريا.
لقد بدأ سيل التكهنات في ملاحقة المدرب الإيطالي ومع كل عثرة جديدة تظهر فكرة استبداله بآخرين وفي مقدمتهم زين الدين زيدان. فهل ينجو هذه المرة أيضا؟.