----------
منذ نعومة أظافري، والعبد لله أهلاوي حتى النخاع، على الرغم من وجود أندية أخرى اشجعها بعنفوان عربيا وعالميا، ومع هذا يبقى النادي الأهلي المصري رقم واحد، وأحبه واشجعه بتعصب، وحتى وأن صادفته قرعة المسابقات المختلفة، ليلاقي تلك الأندية المحبوبة لدي، أبقى أهلاوي بلا فخر، لأن هذا النادي العريق يجري حبه في مجرى الدم!.
حب النادي الأهلي، لم يأت من فراغ، بل لأن هذا الكيان مدرسة وقيمة ونبل وأخلاق ونجومية، وهي من المرات القليلة التي نشاهدها في نادي رياضي يجمع كل تلك الصفات في كينونته وبنيانه، فهو ليس نادي رياضي وحسب، بل دولة ضمن إطار الدولة المصرية طوال تاريخه.
فالنادي الأهلي لا يمكن تجاوزه، ولا يمكن تجاهله، لإنه اختصارا هو الكبير، ويبقى الكبير كبيرا..!.
كنت في القاهرة، ومررت بجانب إحدى المحلات التجارية، ودائما يصادف مروري مشاهدتي لصاحب المحل، وهو شديد الحرص على متابعة مباريات الدوري المصري لكرة القدم.
وفي تلك الأثناء كانت هنالك مباراة للنادي الأهلي، وعندما دخلت المحل تفاجأت أن (الحاج) لم يتابع المباراة، والشاشة (مقفولة)!!!
وبعد السلام، سألته عن سر إطفاء الشاشة، وعدم متابعته المباراة، ورد علي برد بارد، اكتشفت من خلاله إنه (زملكاوي)، وأخذ (تقطيع) في نادي العظمة والقرن، وصاحب التاريخ المرصع بالبطولات والانجازات المحلية والعربية والأفريقية والعالمية.
وسألني:
مين أفضل رئيس نادي في مصر؟!
قلت بسرعة كابتن محمود الخطيب! ورد علي لا، ده كان مرتضى منصور، الذي تأمروا عليه، وابعدوه..!
ثم قال عاوز أسألك سؤال:
"مين النادي المصري الأكثر شعبية في الدول العربية"؟!
رديت عليه بسرعة قياسية:
النادي الأهلي!!!!.
امتعض، وقال:
" حضرتك منيين"؟!
قلت: " من اليمن"!!!.
قال: "كمان من اليمن، بلد علي محسن، وتشجع النادي الغريم"!!.
متأكد إنك رياضي، قلت آه!!!.
لم يستطع إقناعي بوجهة نظره، ولم استطع إيصال فكرتي إن الأهلي يبقى النادي الأول عربيا وإفريقيا، رغم تأكيدي عليه في جل حديثي، لإنه متعصب بدرجة كبيرة، وإن كان سنه قد تجاوز الستة عقود، وربما أكثر..!
وعندما هممت بالخروج، ابتسمت في وجهه، وأستاذنته، ومشيت، وقبيل وصولي ناحية باب المحل، ناداني، وقال:
" يابني.. راجع إسلامك، واعرف الحق واتبعه، الزمالك النادي الأول، والمظلوم، ورئيسه ظلموه، وافتروا عليه"!
ابتسمت وتعجبت وتساءلت في آن:
إلى هذه الدرجة بلغ التعصب الكروي؟!!
واحتراما له لم اباغته وتأكيدي أن النادي الأهلي وحبه بالنسبة لي فرض واجب، وحياة..!!!.