3 فروع.. 3 أندية.. ولا فعالية رياضية على أراضيها منذ عام الفيل
ليس من المنطق أن تتحدث في ريمة عن الرياضة، لأن الرياضة لا تزال هناك رجساً من عمل الشيطان، وبما أن الشيطان مطرود من رحمة الله فإن محافظ ريمة يتعامل مع الشباب والرياضيين وكأنهم أصدقاء للشيطان أعداء لله.. هكذا ضاعت أحلام الشباب ـ في محافظة يصل تعداد سكانها إلى قرابة سبعمائة ألف نسمة ـ بين سندان القبيلة ومطرقة السلطة المحلية التي لا تكلف نفسها عناء البحث عن أرضية مسطحة يمارس عليها الشباب جزءاً من حماقتهم المفترضة بالركض خلف الجلد المنفوخ «الكرة»..
في الزيارة الأخيرة التي قمت بها ضمن فريق مع هيئة التنسيق لحقوق الطفل إلى محافظة ريمة وتحديداً إلى ثلاث مديريات وفي زيارات مختلفة إلى أماكن متفرقة كانت الإجابة الموحدة من حقي أن أمارس الرياضة.. من حقي أن ألعب وهو الحق الذي يفتقده شباب وأطفال هذه المحافظة، وتم إعدامه بفعل فاعل أو بإهمال مسؤول أو نقص توعية..
وهنا يجب أن يطرح تساؤل على شخص محافظ المحافظة ومدراء عموم المديريات الست في ريمة من السلفية “المديرية الأكثر قبلية” الى الجعفرية “الأقرب الى المدنية” وبينهما المديريات الأربع: أين تذهب نسبة الـ30 % التي تورد تلقائياً الى حساب السلطة المحلية في المديريات حسب تصريح مسؤول في وزارة الشباب والرياضة؟ وبما أن الشيء بالشيء يذكر فان ما تم بناؤه من أشباه مراكز في بعض المديرات لا يمكن أن يتم إحتساه مركز شبابي لأنه ببساطة لم يكتمل أو مغلق في أحسن الأحوال في المديريات التي اكتمل فيها البناء ولم يتم تسليمه للسلطة المحلية في المديرية.. بمعنى انه لم يتم الاستفادة منه بأية طريقة وسط الحديث عن فساد مالي يتم استقطاعه سنوياً دون توريده بالطريقة المثلى التي يجب أن يستفاد منها في تنمية الشباب وتحصينهم من الذهاب الى أحضان التطرف والإرهاب.
- في ريمة ثلاثة أندية فقط بحسب خارطة وزارة الشباب والرياضة الإدارة العامة للاتحادات والأندية للعام 2013 أولهم نادي نصر ريمة والذي يمارس فقط كرة القدم منذ تأسيسه عام 1993 كان يمارس أكثر من لعبة ولكن مع مرور الوقت وعدم الاهتمام من قبل قيادة المحافظة إنحصر نشاطه في لعبة كرة القدم فقط.
النادي الثاني جبلان ريمة وهو من الأندية الحديثة وسبق تأسيسه إعلان المحافظة بعام واحد ويعود إنشاؤه الى العام 2003 ولكن هذا النادي لم يعد يمارس شيئا سوى لعبة كرة القدم في موسم من كل أربعة مواسم يتجمع اللاعبون قبل موعد التصفيات بأيام قبل أن يعود النادي للاغلاق من جديد .. والنادي الوهمي الثالث اسمه شباب الجبين ولكن لا يوجد هيئة إدارية ولا مقر ولا ملعب ولاهم يحزنون.. وكل ما في الأمر أن المحافظ يريد أن يكون هناك نادٍ في عاصمة المحافظة ومعه كل الحق ولكن هل يعرف المحافظ ما هي مقومات إنشاء نادٍ..؟!
- هل وصلكم نبأ أن ريمة لا توجد فيها فروع للاتحادات العامة فقط اتحاد كرة القدم من يملك فرعا هناك وهو عبارة عن لجنة مؤقتة يرأسها الاستاذ القدير ومعلم الأجيال عبدالغني علي زيد وكذلك فرع آخر للرياضة للجميع ولا أعرف عنه أي شيء ولم يقم بأية فعالية منذ عام الفيل حتى اليوم.. وفرع آخر للكونغ فو وتم اعتماده بعد مشادات ومشاكل لا حصر لها وفي الأخير تم الاعتراف بالفرع ولكن بشرط من بعد الانتخابات حتى لا يصوت في الانتخابات الماضية وحتى لا يذهب صوته للنجم الاولمبي أكرم النور.. لأن رئيس الفرع المنتظر من أبناء اللعبة وتربطه علاقة باللاعب أكرم النور.
- بالصدفة كنت متواجدا في وزارة الشباب والرياضة يوم حضر محافظ ريمة
اللواء علي سالم الخضمي الى مبنى الوزارة بالعاصمة صنعاء يريد من الوزارة أن تعترف له بستة أندية جديدة.. هكذا وبدون مقدمات طلب من الوزير أن يعترف بستة أندية جديدة، لكن نبيل المهدي مدير عام الاتحاد والأندية رفض الاعتراف بأي ناد جديد ما لم يستوفِ شروط الإنشاء والمحددة بقانون ولائحة الاتحادات والأندية، ومع ذلك عاد المحافظ بوعد من الوزير بزيارة الى المحافظة مع اعتماد عدد من المشاريع ولكن بسبب الأحداث الأمنية واتفاق الشراكة والسلم وما الى ذلك من الأحداث التي مرت بها اليمن أجهضت فكرة الزيارة الى ريمة.
- وعودة للحديث عن زيارة المحافظ التي نعتبرها إيجابية في المنظور العام ولكن ما الذي قدمه المحافظ وقيادة السلطة المحلية في المحافظة أولاً وأي ملعب تم بناؤه وأي مبنى تم تشييده لنادٍ من الأندية الثلاثة ومن ثم كم المبالغ التي تورد الى أرصدة الأندية سنوياً..؟! يحدثني رئيس أحد الأندية أن مبلغ ثمانين ألف ريال فقط كل ما يتم توريده كل قسط ستة أشهر، ومع ذلك يتباهي المحافظ في كل خطاباته وأحاديثه المقيلية بأنه مع الشباب وداعم للشباب ومتبنٍّ لطموحاتهم وهو أبعد ما يكون عن الشباب بعد المشرق عن المغرب.. كنت ذات مرة حاضراً في ختام دورة تدرييبة وكان يتحدث فيها المحافظ عن إنجازاته وفعالياته مع الشباب ولأنني قريب من الشباب كنت أعرف أن كل أحاديثه قديمة ولا يمكن أن نبتلعها.. ليصل صديقي الى عبارته الشهيرة “ليته سكت”.
- قد يقول قائل لقد أسبهت في الحديث واللوم على محافظ المحافظة ولكن ما دور مدير مكتب الشباب والرياضة..؟ والحقيقة المرة أن المحافظة تعيش بدون مدير للشباب والرياضة بعد أن قدم طيب الذكر والمسيرة الأستاذ علي الوعيق استقالته الى محافظ المحافظة وكذلك الى وزير الشباب والرياضة بعد أن وصل الى قناعة بأن لا فائدة مع أعضاء السلطة المحلية بالتعاون معه في خدمة الشباب والرياضة وإنعاش سوق الرياضة ولم يكلف المحافظة نفسه حتى بالسؤال عن سبب الاستقالة كما وصف لي المشهد أحد العاملين في ديوان المحافظة.
- أما رؤساء الأندية فإنهم يتحملون جزءاً من الوضع المتردي للرياضة في محافظتهم بسبب الكسل المفرط الذي يتمتعون به.. أعرف حجم مشاغلهم ولكني أهمس في آذانهم أن وجودهم في مثل هكذا مكان يتطلب السعي والبحث والتحرك في كل اتجاة لتعزيز الموارد المالية وتكثيف عدد الألعاب في النادي ومن شأنه سيتحسن المردود المالي السنوي من الاتحادات العامة.
- في العام الماضي كان بطل المحافظة في لعبة كرة القدم فريق النصر وبعد القرعة توجه الفريق الى محافظة ذمار واضطر للسكن في بيت الشباب، يومها تواصل مع الصديق العزيز الشيخ شاجع المقدشي رئيس اتحاد ألعاب القوى وهو بالمناسبة مدير مكتب الشباب بمحافظة ذمار، وكان الاتصال من أجل تأمين السكن للفريق الذي وصل على لحم بطنه بسبب عدم وجود المخصص المالي سواء
المعتمد من الاتحاد أو المفترض من النادي ولأن اتحاد الكرة لا يصرف المال إلا بعد لعب أول مباراة على الأقل فقد اضطر الفريق أن ينام على لحم بطنه قبل خوض المباراة الأولى التي خسرها بالأربعة وبعدها بدأ الفريق بالتعافي.. وبشهامته المعهودة عمل المقدشي على تأمين السكن وتوفير المياه
المنقطعة عن بيت الشباب، وفي اليوم التالي للوصول حضر وكيل المحافظة محمود الجبين الى مقر إقامة الفريق في بيت الشباب وتواصل مع محافظ المحافظ ووكلائه والأمين العام من أجل دعم الفريق وتحويله من السكن الى مكان محترم وانتشالهم من قسوة برد الشتاء في محافظة ذمار.. ولكن لا فائدة ترجى منهم.. تركوا الفريق لوحده يقاوم قسوة البرد وعدم وجود مدرب.
- لا أريد أن أتحدث أكثر عن محافظ آخر اهتماماته كيف يمدد لنفسه لسنة أخرى في كرسي يحسبه من ذهب.. وعن وكلاء مسلوبي الصلاحية وأمين عام تابع لا مبتدع يسمع ويطيع وينفذ.. وعن مدير مكتب شباب ورياضة ابن ناس ترك المنصب بعد أن وجد نفسه غير قادر على خدمة الشباب والرياضة..!!
- إذا كان هذا التهميش من أبنائها ومن ذوي القربى فإن التهميش والظلم من الوزارة أشد وأنكأ وأقوى وأبكى ولكم أن تتخيلوا أنه لم يتم صرف فانيلة رياضية أو قطعة أرض أو حتى ملعب ترابي ناهيك عن صرف باصات تنقلات لأي نادٍ من أندية المحافظة، أما السبب فاسألوا الوزارة ذات التسعه الوكلاء..
شخصياً لا أعرف السبب ولكن الحقيقه المرة أن الوزارة بحاجة الى متابع ومشارع على أبوابها وهو ما يفتقده مكتب الشباب في ريمة الذي يفتقر الى إيجار المكتب ناهيك عن إقامة شخص في صنعاء.
- ختاماً هي رساله من متابع للرياضة ومحب للمحافظة وأبنائها الى السيد المحافظ الذي اتخذ من مدينة الحديدة سكناً ونسي أو تناسى واجبه في خدمة الشباب أن الطريق الى الأندية هي أقرب من الطريق الى القاعدة.. ولكن بسبب تجاهلكم وتقاعسكم عن أداء واجبكم يجعل أسهل الطرق الى القاعدة يا صديقي.
- أخيراً أعتبر هذه المادة بلاغاً الى الهيئة العليا لمكافحة الفساد والجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة بالتحقيق في موارد صندوق رعاية النشء والشباب ودراسة نسبة الـ30 % لمدة عشر سنوات مضت منذ العام 2004 ـ 2014 وماذا استفاد منه الشباب والرياضة وأين ذهبت وبأي وجه صرفت..؟!