النقل التلفزيوني .. ورفع المخصصات المالية وفراغ المنتخب ..أهم مميزات دوري 2013
قبل يومين كان يبدو الخبر غير مصدق لدى القارئ وعدد من محرري الصفحات الرياضية لم يصدقوا حتى الآن أن الدوري العام لكرة القدم قد انطلق.
ولكن الحقيقة الدوري هذا الموسم بدأ قبل أربعة أشهر من حلول شهر رمضان المبارك أي قبل 18 أسبوعاً فقط من الشهر الفضيل .. ونحتاج إلى 26 جولة .. ورغم أن الجدول الزمني للمباريات قد تم ضغطه 2 × 1 ، أي أن كل فريق سيلعب مباراتين في الأسبوع الواحد وهو ما سيساعد الفرق على التخفيف من عناء السفر.
.. ماجد الطياشي
سبع مباريات بالتمام والكمال لعبت خلال اليومين الماضيين، ولم نشهد أي حالة تخلف أو اعتذار على عكس ما كان يتردد أن يتضامن فريق التلال مع الحراك وفريق شعب حضرموت مع جهة أخرى، ولكن الواقع جاء مغايراً تماماً والدوري انطلق وتم تسليم مخصصات المباريات السابقة.
وانتهت المباريات بأهداف أفضل مما هي عليه في العشرة المواسم الأخيرة بعد أن اقتربت الأهداف من عشرين هدفاً في أول جولة، وهو معدل رائع نتمنى استمراره في الجولات المقبلة. وإذا ما علمنا إن المنتخب تنتظره مباراة واحدة أمام المنتخب الماليزي فقط، فإن الدوري سيكون هذا الموسم أفضل بكثير من الموسم الماضي، على الأقل الذي شهد الكثير من الإيقافات والتأجيلات.
حظوظ كل الفرق ستكون متساوية في المنافسة على لقب الدوري فجميع الأندية تأكدت أن لاعبيها سيشاركون في صفوفها خلال الموسم الحالي دون توقف أو استدعاء للمنتخب الذي كان يشكل هاجساً مخيفاً أو كابوساً لا ينتهي بالنسبة لمدربي وإدارات الأندية.
فالخوف من الاستدعاء للمنتخب أو التعرض لإصابة قد تكلف المدرب والنادي معاً خسارة لاعب لعدة أسابيع، وربما لدور كامل، ولكن هذا الموسم ستكون الأندية معفية من تلبية نداء المنتخب الذي سيخوض مباراة وحيدة وعلى الأندية أن تستفيد من هذه الميزة.
الميزة الثانية أن المخصصات المالية للأندية قد ارتفعت بنسبة 500% وهي نسبة لم تكن تحلم بها أنديتنا من قبل أو في هذا الموسم على الأقل، فالمخصصات المالية ارتفعت من خمسة ملايين إلى خمسة وعشرين مليون ريال، أضف إليها أكثر من مليون ريال من ريع النقل التلفزيوني وأكثر من ثمانية ملايين ستتحصل عليها الأندية من عائد الرعاية الذي تُنتظر الموافقة عليه خلال الساعات المقبلة، وربما قد يحسم ذلك الأمر اليوم ويعلن غداً في مؤتمر صحافي عن قيمة العقد الذي ستتبناه إحدى الشركات العملاقة في بلادنا، الأمر الذي سيجعل الدوري أقوى بكثير عن الماضي.
الميزة الثالثة أننا لن نشهد تنافساً في المقدمة فحسب، بل التنافس الأسخن سيكون في القاع من أجل الهروب من الهبوط، وسيبذل كل فريق قصارى جهده من أجل البقاء في الأولى من أجل الأضواء والشهرة والنقل التلفزيوني والـ40 مليون ريال.
الموسم الحالي مميز كونه سيشهد نقل 60 مباراة على الهواء مباشرة وتسجيل أكثر من مائة مباراة وبثها بالإعادة وذلك سيتيح للاعبين والأندية مشاهدة مبارياتها كما أن النقل التلفزيوني سيفتح باب الاحتراف للاعب اليمني المظلوم طيلة السنوات الماضية.
الميزة الأخيرة .. تتمثل في أن دوري الدرجة الثانية سيكون قوياً وساخناً، وستبدأ أندية الثانية والريفية منها مشوار التحدي مع نفسها من أجل الوصول إلى النخبة من أجل تحسين دخلها وزيادة شهرتها من جهة، وتصدير لاعبيها من جهة أخرى.
هنا الخوف
من خلال معطيات ما سبق نجد أن الأحلام كبيرة وواقعياً يجب أن تتعامل الحكومة ووزارة الشباب والرياضة واتحاد الكرة وإدارات الأندية مع الموضوع بجدية، فكرة القدم أصبحت تجارة واحترافاً ولن تبحث أي إدارة عن دعم أو تدعم من جيبها بعد اليوم.
ولكن اتحاد الكرة التزم فقط بمخصصات الدور الأول بما يعني أن الدوري قد يتوقف في منتصف الطريق خاصة في حال أخلت الوزارة بتعهداتها المالية أو تأخرت قناة معين في دفع الأقساط المتفق عليها مقابل شرائها حقوق النقل التلفزيوني.
شخصياً أنا متفائل مرتين ..الأولى لحماس وزير الشباب الزائد ووعوده التي تجعلني متيقنا أنه سيتم الإيفاء بالوعد الحكومي، والثانية لأن رئيس الاتحاد العيسي حين أقدم على شراء الدوري كان ذكياً جداً ولم يعلن عن القيمة الحقيقية، مما يعني أن هناك تعاوناً بين العيسي كرئيس للاتحاد والعيسي رئيس مجلس إدارة قناة معين، وسيستمر النقل على الأقل حتى وإن لم يحصل على الإعلانات الكافية ليكون ذلك أبرز نقاط برنامجه الانتخابي للترشح لولاية ثالثة في فبراير 2014.
ختاماً
طريق الألف ميل تبدأ بخطوة، والاتجاه نحو الاحتراف بدأت بعض ملامحه تتشكل من خلال إلزام الأندية بمدربين حاصلين على شهادة "a".
وتدشين النقل التلفزيوني ورفع المخصصات وجلب راع للدوري .. وبذلك يبدأ عصر جديد للكرة اليمنية وهو ما نتمنى أن يتحقق بالفعل.