محمد عواد
لم يصدمني في أمم أفريقيا وصول بوركينا فاسو إلى النهائي الأفريقي، ولم يصدمني – بالتأكيد – خروج المنتخبات العربية مبكرا من الدور الأول، ولكن الشيء الوحيد الذي صدمني تصريح جوزيف بلاتر على هامش المباراة النهائية بأنه يريد تحول الفترة الرئاسية إلى 8 سنوات بدلاً من 4، وبنفس الوقت أنه ينوي الترشح في عام 2015، أي على قانونه الجديد الذي سيجعله يحكم لثمانية أعوام.
وصل بلاتر إلى رئاسة الفيفا عام 1998، ومنذ ذلك اليوم تحولت كرة القدم إلى صناعة وتجارة رابحة للأفراد والمؤسسات، ولا يمكن القول أن كل ما فعله سيء بل للرجل حسنات كثيرة يشكر عليها، لكن مع مضي الزمن ووصولنا إلى 15 عاماً من رئاسته انتشر الفساد في الفيفا، وبات واضحاً أن المنظمة غير معنية بمحاربة المنشطات والرشاوى وحتى التلاعب بالنتائج، وإنما هدفها الوحيد جعل كل شيء يبدو جميلاً أمام الشركات الراعية وإن بقي السوس ينخر في عظم كرة القدم وأدى إلى انهيار المنظومة في النهاية.
الفساد هو النقطة الأولى التي تجعلني مرعوباً من استمرار رجل على رأس الهرم الكروي لمدة 8 سنوات أخرى، وهو الذي يقال عنه أنه يرعاه أو على الأقل لا يجد فيه مشكلة تستوجب المكافحة، والمتراخي في محاولة كشف المنشطات معتمداً فقط على طريقة فحص واحدة أثبت لاعبو الدراجات الهوائية سهولة التلاعب فيها.
النقطة الثانية : ماذا لديه أيضاً؟
ماذا لدى بلاتر أيضاً ليفكر بالاستمرار 8 سنوات أخرى، 15 سنة كانت كافية لتصنع دولة تسيطر على العالم وليس تنظم لعبة فقط، فهل ما زال لديه أفكار يريد تطبيقها؟… هل ما زال لديه جوانب يتوقع تطويرها؟… إن كان كذلك، فليخبرنا عنها ونرى إن كان بالمقدور تطبيقها في السنوات الماضية بدلاً من استخدامها كحجة للاستمرار.
النقطة الثالثة : التكنولوجيا والتحكيم
مما لا شك فيه أن مستوى التحكيم في كرة القدم يتراجع بشكل كارثي، ومن المعلوم أن بلاتر عدو استخدام التكنولوجيا في كرة القدم، وبالتالي فاستمراره 8 أعوام أخرى يعني أن جيل كرة القدم الحالي قد يعتزل كله قبل أن ترى التكنولوجيا النور.
رابعاً: ديناصور!
لم أسمع عن شخص استمر أكثر من 15 عاماً في حكم عدد كبير من البشر أو منظومة عالمية في العصر الحديث ويحبه الناس إلا شخص واحد.. الديناصور، فهو على الأغلب حكم الأرض قبل انقراضه لألاف السنين ولكن كثيرون يحبونه… فهل يريد بلاتر أن يصبح ديناصورا؟..كل ما أخشاه أنه كذلك ولكن لا ينقرض.