الظاهرة والساحر والأعجوبة… كيف غيروا فلسفة الكرة الحديثة؟

Monday 30 November -1 12:00 am
الظاهرة والساحر والأعجوبة… كيف غيروا فلسفة الكرة الحديثة؟
----------

 


الظاهرة والساحر والأعجوبة، ألقاب أطلقت على أساطير برزت إعلامياً بقميص برشلونة، وهم رونالدو ورونالدينيو وميسي. فكيف غير هؤلاء الثلاثة فلسفة الكرة الحديثة؟

رونالدو: برز هذا الظاهرة مع برشلونة في خريف العام 1996، وتميز بالسرعة الفائقة والمهارة الخارقة إضافة إلى القدرة التهديفية الاستثنائية بالنسبة للاعب بموهبته. فقبل رونالدو كان تعريف المهاجم ذلك الذي يمتاز بأخذ موقع مثالي لانتظار تمريرة من صانع الألعاب المهاري ليسكنها مرمى الخصوم. فقد اعتدنا على رؤية اللاعب الذي يتمتع بمهارة رونالدو في خط الوسط لصنع الفارق وإمداد المهاجمين، حتى جاء رونالدو وجعل من أهم مطالب المهاجم السرعة وبعض المهارة إضافة إلى القنص. وفي تلك الفترة بدأت تبرز الخطط الدفاعية التكتيكية التي هدفت إلى الحد من خطورة هؤلاء، مما دفع المهاجمين إلى التطور أكثر لكسر الدفاعات التي ظلت تزداد قوة شيئاً فشيئاً منذ أجبرها رونالدو أمثاله على ذلك. باختصار، يمكننا القول أن هناك تعريفين للمهاجم، التعريف الكلاسيكي ما قبل رونالدو، والتعريف الحديث ما بعد رونالدو كما ورد أعلاه.

رونالدينيو: ذلك الساحر الذي كان يلعب بأسلوب الاستعراض الذي اعتدنا مشاهدته في الشوارع والأحياء لكنه لم يكن عملياً أو قابلاً للتطبيق في الملاعب العالمية التي طغى عليها طابع الجدية. وكثيرون قالوا أن البرازيل خسرت كأس العالم 1982 لان استعراضها كان مبالغاً فيه، لكن لا اعتقد أن أحداً من جيلنا شاهد ذلك المونديال ليؤكد مدى صدق هذه الرواية. لكن في ذروة كرة القدم الجدية والحديثة، ظهر الساحر بأسلوب استعراضي خارق للعادة ربما لم يسبقه إليه أحد، ومع ذلك فاز بأبرز الألقاب مثل دوري الأبطال وكأس العالم ناهيك عن الكرة الذهبية. ولا ننسى ان رونالدينيو قد ظهر في عصر لم يكن فيه برشلونة بأحسن حالاته، فنقله نقلة نوعية جعلت منه أقوى اندية العالم حالياً. باختصار، يمكننا القول أن رونالدينيو هو من أطلق شرارة البركان البرشلوني الثائر حالياً قبل حوالي عشر سنوات.

ميسي: أعجوبة هذا الزمان ومحطم الأرقام. سرعة نفاثة ومهارة لا مثيل لها في الماضي والحاضر وتسديدة قوية بل ومتقنة ودقيقة أيضاً. أسطورة حية بكل ما للكلمة من معنى، وسرعة بديهة عالية جداً أجبرت من حوله من زملائه على التطور إلى أقصى حد من أجل التطور إلى القدرة الكافية للتفاهم معه كروياً. يعتبر ميسي من اللاعبين الذين يسبقون أوانهم بسنوات، فكما كان رونالدو ظاهرة التسعينيات، ميسي هو ظاهرة العقد الحالي. ربما بعد عشر سنوات تصبح المهارة والعبقرية التي لدى ميسي الآن أمراً عادياً ولدى الكثيرين، مما سيؤدي إلى ظهور أساطير جدد لديهم أفضل من الذي لدى ميسي الآن ليتفوقوا على أولئك الذين سيكونون قريبين من ميسي الحالي، عندها سنسمي أولئك الأساطير سابقين لأوانهم، كما نسمي ميسي وكريستيانو رونالدو حالياً بانهم متقدمون فكرياً عن العام 2013. باختصار، يمكننا القول أن ميسي هو أعجوبة الدنيا الثامنة.