
مخطئ من يظن أن حسن حمدي رئيس النادي الأهلي، خسر الكثير من سطوته و"هيبته " داخل القلعة الحمراء بعد التحقيق معه قبل عدة أيام في جهاز الكسب غير المشروع، فالمُتابع لمجريات الأمور في النادي العريق يعلم جيدا أن حمدي خسر كثيرا من هيمنته على الأمور داخل القلعة الحمراء قبل عدة شهور وتحديدا بعد أحداث بورسعيد التي لم يُحسن التصرف في إدارة هذه الأزمة، وكان حريصا على مصالحه الخاصة وأهمل مصلحة الأهلي والشهداء وأهاليهم".
عدم قدرة حمدي على إدارة الأمور بحنكة شديدة كان سببا في اعتراض أكثر من مسئول بالنادي على سياسته، وهو ما يؤكده استقالة ثلاثة مسؤولين لهم ثقلهم في القلعة الحمراء وهم: محمود الخطيب وصفوان ثابت وخالد مرتجي وإن كان الأول الثاني قد تراجعا عن استقالتهما بعد ذلك.
حمدي لم يعد قويا ولم يعد الرجل الفولاذي في القلعة الحمراء بعد مذبحة بورسعيد، فقد أختلف معه الكثيرون داخل النادي وخارجه بسبب قراراته المتضاربة بشأن المذبحة، بشكل جعل أهالي الشهداء والإلتراس يفتحون النار عليه مرة تلو الأخرى، وطالبوا في أكثر من مناسبة برحيله، وقالوا في بيان قبل عدة أيام: من يبيع جمهوره سيأتي يوماُ ويبيع أعضاء ناديه !
المسمار الأخير بنعش حمدي
الألتراس دق المسمار الأخير في نعش حمدي مع الأهلي عندما اقتحموا النادي الأربعاء وهتفوا كثيرا ضد رئيس النادي ، وراحوا يرددون: حسن حمدي حرامي، أرحل يعني أمشي وإلا أنت مبتفهمشي، وهو الهتاف الشهير الذي كان سببا في الرئيس السابق مبارك.
استدعاء حمدي لجهاز الكسب غير المشروع بات يُعجّل برحيل رئيس القلعة الحمراء المُلقب بوزير الدفاع الأهلاوي، فالأمور داخل النادي باتت مثيرة للغاية والجميع يسأل: متى يرحل وزير الدفاع ويلحق برموز الفساد في "طره"؟!
حسن حمدي الذي كان قادرا على الإطاحة بأي مُعارض له في "غمضة عين" لم يعد قادراً على استعادة سيطرته على مجريات الأمور في القلعة الحمراء، بل إنه بات يخشى مواجهة أعضاء الجمعية العمومية في النادي ربما بسبب قراراته التي لم تعد في صالح النادي، وربما لأنه لم يدافع عن حقوق الشهداء، وربما لأنه أصبح مُدانا في قضية كبرى ويواجه تهمة الحبس على غرار رموز النظام السابق.
"التنكيل بالمعارضين" كانت من أبرز السمات التي لازمت تواجد حسن حمدي، رئيس الأهلي على سدة الحكم، فلم يتوانى في الإطاحة بمعارضيه بشتى الطرق، وكان على رأسها تشويه صورتهم أمام الرأي العام من خلال امتلاك سلاحا فتاكا في يده وهي وجود قنوات إعلامية موالية له وتحت سطوته، ومن أكثر معارضيه شهرة طاهر أبو زيد، نجم الأهلي الأسبق عندما كان عضوا في مجلس إدارة النادي واختلف مع سياسية رئيس النادي بشدة ليتم إخراجهم من إدارة النادي في صورة العضو المنشق الراغب في إثارة الفتنة في القلعة الحمراء وهدم استقرارها الذي يميزها عن غيرها من باق أندية القارة الأفريقية.
وعلى منوال أبو زيد سار العديد من النماذج داخل القلعة الحمراء منهم اللواء سفير نور الذي كان يختلف مع سياسية حمدي بشدة إلا أن التعامل معه كان مختلف عن أبو زيد الذي كان يحتمي في نجوميته، لذا فالحل في التنكيل بنور لم يكن مهاجمته بل إرساله إلى دوامة النسيان وإبعاده عن دائرة الضوء حتى يختفي بريقه تماما، ويصبح الحديث عنه مجرد ذكريات.
سطوة إعلام حمدي
سطوة إعلام حمدي كانت قوية للغاية لمرحلة وصلت إلى تكميم أفواه أعضاء مجلس إدارة وليس مجرد لاعبين أو مديرين فنيين والمثل الحي القريب العامري فاروق، وزير الرياضة الذي خاض انتخابات النادي الأخيرة منفردًا ضد قائمة رئيس الأهلي الحالي والنجاح بمفرده ليتم اضطهاده طوال فترة تواجده دون أن يتحدث شخصا عما يمارس ضده إلى أن يُكرم بعد هذا الظلم بتولي وزارة الرياضة في حكومة هشام قنديل الأخيرة.
ولم يكن التنكيل بمعارضي حمدي يقتصر على إبعادهم عن طريقه فقط إنما يمتد إلى محاولة إطفاء نورهم إذا كانوا نجوما يشار إليهم بالبنان عن طريق رصد مساوئهم الدائمة، وفي هذا المضمار كان العديد من النجوم أبرزهم على الإطلاق التوأم حسام وإبراهيم حسن الذي يتم تشويههم بشتى الصور من القنوات وسائل الإعلام الحمراء.
الواقع يقول أن حسن حمدي أصبح الرئيس الذي "هوى" وسقط من فوق "جواده" ليبدأ دفع ضريبة قراراته الخاطئة، فهل يرحل إلى طرة قريبا أم تأتيه عدالة السماء ويبقى في منصبه في حالة براءته من التهم المنسوبة إليه مؤخرا؟!
من محمد علي
Eurosport