الأردن- حوار: فوزي حسونة
يعتبر المدرب محمد اليماني من أبرز مدربي كرة القدم الأردنية الذين ساهموا في صناعة العديد من النجوم، حيث يحمل سيرة تدريبية حافلة بالعطاء ، وهو الذي أمضى (37) عاما بين لاعب ومدرب في النادي الفيصلي، قبل أن يخوض الموسم الماضي أول تجربة تدريبية خارجية حينما تسلم مهمة المدير الفني والمسؤول عن الفئات العمرية في نادي أهلي صنعاء اليمني.
موقع التقى اليماني، وتوقف معه كثيرا عند محطات تدريبية مهمة، واستطلع رأيه حول تجربته الأخيرة في اليمن ورأيه في الدوري الأردني عبر الحوار التالي:
* بداية .. كيف تقييم تجربتك التدريبية مع أهلي صنعاء اليمني؟
بدون مبالغة، كانت تجربة ناجحة وغنية بالفوائد وبمختلف المقاييس، وأنا أفتخر بأنني تسلمت مهمة تدريب فريق كبير بحجم أهلي صنعاء اليمني الذي يمتلك إدارة متفهمة ومحترفة كان لها الدور الكبير فيما وصل له النادي من انجازات على صعيد الكرة اليمنية.
وهنا اسمحوا لي التوجه بالشكر لجماهير أهلي صنعاء التي وقفت خلف الفريق في كافة لقاءاته، مثلما أشكر مجلس الإدارة وأخص بالذكر نائب الرئيس محمود العلفي وأمين السر عبدالله الجابري وإداري الفريق، مثلما أشكر كافة اللاعبين الذين لم يقصروا في مختلف اللقاءات التي خاضها أهلي صنعاء وساهمت في قيادته لصدارة الفرق في بعض المراحل.
* وما الأسباب التي دفعتك للعودة ؟
بمنتهي الصراحة أقول بأنني تسلمت الفريق من منتصف الطريق، وقدته في ثماني مباريات، لكن فريق أهلي صنعاء كان يتأثر كثيرا وبخاصة مع انخراط خمسة لاعبين في المنتخب اليمني الذي شارك في بطولة كأس العرب في السعودية فضلا عن وجود لاعبين اثنين بالمنتخب الأولمبي وأربعة لاعبين بمنتخب الشباب، وهذه الأمورمجتمعة كان لها انعكاس سلبي على أداء الفريق.
وفي ظل تلك المعطيات، ومن باب وفائي وتقديري لهذا النادي، قلت لهم بأن المنافسة في ظل هذه الظروف تعد صعبة للغاية، وأنا أريد أن أوفر عليكم تكاليف عقدي وأرحل، هم رفضوا في البداية، ولكن إلحاحي لترك الفريق والعودة للأردن دفعهم في النهاية للأخذ برغبتي وتفهم موقفي، وقامت إدارة النادي مشكورة بتوجيه كتاب شكرا تقديرا على الجهود التي بذلتها طيلة فترة تواجدي في اليمن.
* وكيف تقييم مستوى الدوري اليمني؟
الدوري اليمني ذو مستوى فني متميز، فلكم أن تتخيلوا بأن إحدى مراحل الدوري كانت تشير إلى وجود ستة فرق بنفس الرصيد، وهو عائد للمستوى الفني المتقارب بين كافة الفرق المتنافسة ، وهذا المستوى المتقارب سيسهم في تطوير الكرة اليمنية في قادم السنوات.
وعطفا على كل ذلك، فإن الكرة اليمنية تزخر بالمواهب التي أجدها من أفضل المواهب على مستوى الوطن العربي.
* مادام الدوري اليمني قوي.. أين لاعبيه من الإحتراف الخارجي؟
اللاعب اليمني "موهوب بالفطرة".. وما ينقصه هو التسويق حتى يخوض تجارب احترافية على مستوى الوطن العربي، وأنا كمدرب أردني لو كتب لي تسلم مهمة أي فريق في الأردن فإنني سأتعاقد مع لاعبين يمنيين لما يتمتعون به من مواهب تستحق أن تتواجد في أقوى الدوريات العربية، مثل علاء الصافي، وعبد العزيز ووحيد الخياط .
* ولو عرض عليك العودة لأهلي صنعاء.. هل تعود؟
أنا في اليمن لم أشعر بالغربة مطلقا، في ظل النخوة والكرم الذي يتمتع به الشعب اليمني وجماهير أهلي صنعاء فضلا عن إدارة النادي التي وفرت لي كافة سبل النجاح والتفوق.
اتصل معي قبل أيام أحد المعنيين بالكرة اليمنية، وأخبرني بأن الصحف اليمنية أكدت بأن إدارة أهلي صنعاء اليمني تدرس بجدية التعاقد مجددا معي.
* هل ستعود ؟
ربما أعود لسبب بسيط، وهو أنني كنت أرغب في استلام الفريق قبل بداية الموسم حتى يخضع لفترة إعداد مناسبة، والمدرب الذي يستلم الفريق قبل بدء الموسم أفضل من المدرب الذي يتسلم الفريق في منتصف الموسم.
*وماذا ينقص الكرة اليمنية لتنافس على الألقاب الخارجية؟
ينقصها عدة أمور، فمثلا لا يوجد في اليمن بطولات خاصة للفئات العمرية رغم اهتمام الأندية بهذه الفئة وتقديمها للمنتخبات اليمنية، ولو كان هنالك بطولات على صعيد الأندية للفئات العمرية فذلك سيؤدي لإحداث التطوير المنشود.
ومن حيث البنية التحتية تبدو الأمور جيدة في اليمن ، فغالبية الفرق تمتلك الملاعب، وأهلي صنعاء اليمني على وجه التحديد يمتلك بنية تحتية مثالية وهي قريبة للبنتية التحتية التي يمتلكها فريق شباب الأردن، لكن "المشكلة" هي أن غالبية الملاعب اليمنية تكون إما ترتان أو ترابية ولا يوجد لديهم ملاعب معشبة بالصورة المطلوبة.
وأنا شخصيا أجد أن الكرة اليمنية قادرة على إحداث التطوير المنشود وبما ينعكس على نتائج فرقها ومنتخباتها في البطولات الخارجية، وبخاصة أن الإتحاد اليمني ينفق كثيرا على الأندية، كما أن الأندية تمتلك مصادر دخل ثابتة مما يجعلها مهيأة لملامسة التطوير المنشود .
* وماذا عن الكرة الأردنية هناك ؟
يدركون جيدا بأن اهتمام الملك عبدالله الثاني والأمير علي بن الحسين بكرة القدم الأردنية ودعمها بشتى الوسائل أدى لتطور الكرة الأردنية في السنوات الماضية بصورة مذهلة.
وهم يعرفون جيدا أبرز لاعبي الكرة الأردنية وفرقها، بحكم أنهم خاضوا لقاءات عديدة مع فرق الفيصلي الوحدات وشباب الأردن من خلال المشاركة في بطولة كأس الإتحاد الآسيوي.
* الدوري الأردني انطلق .. كيف تتوقع أن يكون المستوى؟
أعتقد بأن فترة اعداد الفرق التي اقتصرت على خوض لقاءات ودية مع بعضها البعض، ربما سيجعل المستوى المتوقع لا يلبي الطموح، وهنالك كثير من الفرق كانت تتمتع بمستوى فني أفضل مما تتمتع به اليوم.
بطولة كأس الأردن التي انطلقت لا يمكن اعتبارها محطة اعداد جيدة للدوري الأردني وبخاصة أن بطولة كأس الأردن شهدت نتائج متقلبة ومستويات فنية متذبذبة ولم ترتق للمستوى المطلوب.
* كيف ترى حظوظ منتخب الأردن في تصفيات المونديال؟
أعتقد بأن مستوى المنتخب الأردني في تصفيات آسيا ونهائيات كأس آسيا كان أفضل من الوقت الحالي، ولكن ذلك لا يمنع بأنه قادر على المنافسة واستعادة مستواه المعهود، وبخاصة أن الفوز على استراليا في المباراة المقبلة لن يكون مستحيلا حيث سنخوض المباراة على أرضنا وبين جماهيرنا وبما أن أهم ما يميز لاعبينا هو عشقهم للتحدي وتمتعهم بالحماس، فإن تحقيق الفوز على استراليا سيكون واردا، وفي حال تحقق الفوز فإن آمال منتخب الأردن في بلوغ مونديال البرازيل ستكون سانحة بقوة.
حقوق الطبع والنشر محفوظة لأصحابها -- جميع المواد غير قابلة لإعادة النشر دون إذن مسبق