يمني سبورت-لقاء - عاصم الغريبي
يقول إن الإنسان اليمني وطيبته هو ما جذبه للسعيدة التي تربطه بها وبأهلها .. عُرف بحبه لـ«الجودو» قاد فنياً البطل علي خصروف في أولمبياد لندن حباً واحتراماً للنجم اليمني .. يؤكد أن اللاعب اليمني يمتاز بروحه القتالية العالية ويتجاوز بإصراره أشياء كثيرة تنقصه ولا ينسى أن يعترف أنه أخفق خارج الرياضة ، يفكر بالارتياح والابتعاد عمن شغلته .. عربي الهوية مصري الجنسية من النيل وأرض المعجزات والأساطير .. محمد سبيع استضفناه في حوار شيق في السطور التالية فإلى ماقاله:
>> من هو الكابتن محمد سبيع؟
مواطن عربي من مصر يحب الحياة والبساطة.
>> حدثنا أكثر عنك؟
متزوج ولدي أربع بنات ، أدرب المنتخب السعودي للجودو ، أحرزت العديد من الألقاب كلاعب ومدرب وأعشق اللعبة ، ولا أجد لنفسي مكاناً أخر بعيداً عن الرياضة.
>> هل حاولت؟
نعم
>> كيف؟
أكثر من مرة جربت حظي في أعمال غير الرياضة ولم أكن محظوظاً.
>> ماذا قصدت بالأعمال؟
التجارة..وفي كل مرة كان يكتب لي الفشل.
>> مانوعية تلك التجارب؟
كثيرة ومختلفة ومنها تربية الدواجن.
>> أتحلم أن تكون رجل أعمال في يوم ما؟
لا أبداً وتفكيري فقط بمستقبل أولادي.
>> هل أنت مرتاح في حياتك؟
راضي بما كتبه الله لي.
>> متى تكون سعيداً؟
حينما أكون مع أسرتي وعندما أحقق الانتصار مع اللاعبين.
هل تفتقدهم وأنت هنا في لندن؟
اشتاق لهم ولن أبقى إلى الاختتام..
>> ماذا تعني لك الأسرة؟
كل شيء.
>> ألهذا الحد؟
وفوق ماتتصور.
>> برأيك كيف ترى أولمبياد لندن؟
جميلة في أجوائها رغم تقلبها والمنافسة قوية فيها.
>> حدثت مفاجآت كثيرة وغيرت النتائج أسماء أبطال الجودو؟
صحيح .. فقد شهدت الأوزان انقلاباً كبيراً على إثره صعد إلى منصات التتويج أبطال جدد وتخلف المرشحون.
>> ماذا يعني ذلك؟
خارطة اللعبة ربما قد تتغير.
>> كابتن أين موقع العرب؟
عموماً العرب حاضرون بطموحاتهم ولدينا أبطال يشار إليهم بالبنان في بعض الألعاب وفرضوا أسماءهم عالمياً وتجاوزوا بإنجازاتهم حدود المنطقة ونتمنى أن نشهد في المستقبل قوة أكبر وعدد أكثر من النجوم العرب في مثل هذه التجمعات.
>> هل توقعت مشاركة عربية متواضعة لجودو العرب في الأولمبياد؟
بصراحة نعم فقد كنت أتوقع ذلك وعلى الرغم أنه لايجب أن أقول مثل هذا الكلام في هذا الوقت تحديداً كي لايحسب أنني أبرر خسارة عيسى المجرشي ووجدان شهرخاني ولا بد أن يحكّم الكثير عقله وأن لايقفز فوق الواقع عندما يتحدث عن التنافس الرياضي دون مراعاة الفوارق بالإمكانات والمستويات التي ترجح كفة الآخرين.
>> تتحدث بهذه الطريقة وأنت تدرب في مملكة (النفط)؟
الفوارق ليست محصورة في نقاط الدعم فقط وحتى إذا قارنا ذلك سنجد أن مايتم صرفه على اللاعب الأوروبي لا يزال أكثر بكثير من مما يصرف على اللاعب العربي واستطيع القول أننا في السعودية في الطريق الصحيح والمسئولون على قطاع الرياضة حقيقة يقدمون ماعليهم وهناك نوايا صادقة وجادة لإحداث التطور الرياضي وهو الأمر الذي سيحقق وفي نفس الوقت يحتاج إلى وقت لبلوغه.
>> كيف رأيت علي خصروف في الأولمبياد؟
جيد وقدم ما عليه وكان أداؤه قوياً لولا الأخطاء التي وقع فيها وعدلت من النتيجة ليخسر في الوقت بدل الضائع.
>> مرحلة إعداد اللاعب هل اطلعت عليها؟
كنت معه في الأيام الأولى من معسكر اليابان والملاحظ أن مستوى «علي» في تقدم مستمر كما أشرفت عليه في الصين ببطولة الجراند بركس وقتها هزم لاعب بريطانيا اشلي وانتقل إلى الدور الـ16 كما كنت معه في بطولة الجائزة الكبرى في أبو ظبي وتغلب يومها.
>> لماذا خسر إذاً في الأولمبياد؟
الخسارة واردة وموجودة في عالم الرياضة ولايمكن لأي رياضي أن يتوج مسيرته بالفوز فقط خصوصاً في الألعاب القتالية.
>> هل خسارته كانت بسبب عدم وجود مدرب معه في القرية الأولمبية؟
«أنا» دربته في القرية الأولمبية منذ وصوله إلى هنا فقد كنت أشرف على مرانه اليومي حتى موعد المنافسة وكنا نجري تمرينين في اليوم الواحد صباحي ومسائي.
>> ألست مدرباً للمنتخب السعودي؟
نعم هذا صحيح.
>> كيف إذاً كنت تدرب خصروف؟
أنا أعرف علي خصروف جيداً وعلاقتي الشخصية أكثر من رائعة مع الأخ نعمان شاهر رئيس الاتحادين اليمني والعربي للجودو وتواصل معي نعمان من أجل الإشراف على لاعب المنتخب اليمني في الأولمبياد فجاء ردي دون تردد:(أتشرف في ذلك).
>> معنى ذلك أنك كنت متواجداً معه وشاركته العرس الرياضي؟
كنت معه أوجهه وانصحه ولمن لايعرف أن البعثات حالما تصل إلى القرية الأولمبية ترفع أجهزتها الفنية ببرنامجها التدريبي كل لعبة على حدة وذلك قبل بدء المنافسات لتحدد اللجان المنظمة مواعيد إجراء التمارين وفي أي صالة وقد قمت بإعداد برنامج تدريبي لعلي قدمته للمنظمين وعشت معه أجواء المنافسة.
>> كيف استطعت أن توفق بين علي ومنتخبك؟
من خلال البرنامج استطعت أن أقوم بواجبي عل أكمل وجه مع الأخضر وأن أشارك علي لحظات استعداداته الأخيرة.
>> كم عدد بعثة المنتخب السعودي للجودو؟
لاعب ولاعبة.
>> هل توجد ضوابط أو موانع قانونية تمنعك أن تكون برفقة بطل اليمن في الأولمبياد؟
لا أبداً لا يحضر قانون اللعبة ذلك وكنت من على مقعد المدرب أوجه علي في مباراته أمام لاعب موناكو وهنا أشير أن لاعبي موناكو يمارسون رياضة الجودو في فرنسا وتعد هذه الأخيرة إحدى الدول العظمى في اللعبة بعد اليابان.
>> سمعتك في إحدى المرات تقول إنك معجب باللاعب اليمني؟
اللاعب اليمني يمتاز بروحه القتالية العالية ويتجاوز بإصراره أشياء كثيرة تنقصه وهذا الشيء إن تم استغلاله بالشكل الصحيح ستكونون أفضل حالاً.
>> كيف برأيك نستغلها؟
بالإدارة الجيدة،وإذا نظرنا إلى المهندس نعمان شاهر فمن وجهة نظري الشخصية فهو نموذج ناجح للنجاح وعلاقته مع أسرة الجودو تتجاوز منصبه بكثير ولديه شبكة علاقات كبيرة ومتشعبة مع قيادات الاتحادات العالمية للعبة..ضف إلى ذلك أنه قريب جداً من اللاعب سواء اليمني أو لاعبي الدول الأخرى وتعامله الراقي والأخوي الصادق مع الجميع جعله قريباً من القلوب وسمعته الطيبة تسبق اسمه ولن أبالغ أو أنافق عندما أصرح أن جودو اليمن محظوظ بشخص كنعمان الذي أحدث نقلة نوعية في اللعبة حتى صار للسعيدة أبطال أمثال حسين حزام وعلي خصروف وكثيرون لا يحضرني ذكر أسماءهم في الوقت الراهن ولأني متابع جيد لأخبار اللعبة يمكنني القول أن جودو اليمن وبفضل مهندسها في احتكاك دائم ومعسكراتهم يراعى فيها أن تكون في الدول الأقوى وفيها أبطال عالميين.
>> إذا عدنا وتحدثنا عن علي فماذا يمكنك قوله؟
علي ممتاز وما حققه غني عن التعريف ويجعلنا كمدربين نحترم عطاءه في ميدان المنافسة.
>> ما هي نوعية الأخطاء التي يوقع فيها اللاعب؟
بساطته في تناول الأمور والتصرف والتوكل دون الالتفات إلى العواقب.
>> إذا أطلقنا وصف عليه في المباريات؟
الفهد.
>> هل نتيجته في الأولمبياد مقياس لمستواه؟
إطلاق الأحكام على اللاعب في أي لعبة من مباراة واحدة ظلم سافر ونجوم عالميين لا يقدمون مستوياتهم في بعض المباريات ولكل لقاء ظروفه التي تنعكس على الأداء العام للرياضي.
>> سيصبح ذلك شماعة وأي رياضي يفشل سيقول الظروف؟
نحن لا نلقي اللوم دوماً على الظروف ولا توجد مبررات ولكن لا بد أن نكون منطقيين في تعاملنا ورؤيتنا واضحة مبنية على أساس واقع الحال.
>> هل سبق وزرت اليمن؟
كثير.
>> ما يجذبك فيها؟
الإنسان اليمني وطيبته.
>> ماذا تشتاق فيها؟
إلى الطعام في مطعم الشيباني.
>> أية طبخة تفضل ؟
كل ما يقدمه شهياً وأكلاتكم الشعبية يعجبني.
>> هل تطبخ؟
أحب كثيراً أن أتخيل وجبات وأترجمها إلى واقع.
>> من يأكل من يديك؟
أسرتي وكثيراً أدعوهم إلى أكلات أحضرها أنا.
>> هل صحيح أنك ستعتزل التدريب؟
أفكر بالارتياح والابتعاد عن التدريب وللعلم فقد طرحت فكرتي شفهياً على الإخوة في السعودية وقوبلت بضرورة التريث وحالما أعود إلى المملكة سأتخذ القرار النهائي .
>> كلمة أخيرة؟
أشكركم على هذا اللقاء..وأتمنى الخير لليمن وشعبها الطيب.