ـيمني سبورت- أجرى الحوار : عبد اللطيف مقحط :
الأستاذ معمر مطهر الارياني قبل أن يكون وزيرا للشباب والرياضة في حكومة الوفاق الوطني الحالية هو شخصية شبابية تمتاز بتاريخها الرياضي والاجتماعي والسياسي وهذا ماجعله صاحب رؤى وتجارب مستوعبه لطبيعة الأحداث وتعقيداتها على نحو مكنه من التعامل بفهم وإدراك معها ، ونظرا لما تشهده الساحة اليمنية من مستجدات وقضايا سياسية ...قامت مجلة دار البيان الإسلامية السعودية بزيارته وإجراء حوار ناقشت معه جملة من القضايا خاصة مايتعلق منها بأهمية دور الشباب في بناء المستقبل اليمني ، وكذلك مايتعلق في جانب العلاقات الإستراتيجية لليمن بدول الجوار ، وغير هذه من القضايا في شتى الجوانب وخاصة الجانب الرياضي ..فالي تفاصيل الحوار:
* يعرف المتابع الرياضي أنكم من الساحة الرياضية وتدرجتم لكرسي الوزارة بعد عدة نجاحات ، فماذا قدمتم إلى الآن للشباب والرياضة ؟
- أنا لا اعتبر نفسي أني قدمت شيء للرياضة ، الإنسان يستطيع أن يقول انه قدم شيء للرياضة عندما يشاهد النتائج ملموسة عند ارتفاع مستوى الرياضة اليمنية وتحقيق الانجازات ، ولا يمكن ان تقيم شخص خلال عدة أشهر منذ تولية الوزارة ، ويحتاج إلى وقت طويل وأعدكم ببذل قصارى جهدي في هذا الجانب .
* ماهي الصعوبات والعوائق التي تواجهكم في سير عمل الوزارة ؟
- قله الإمكانيات المرصودة لوزارة الشباب والرياضة ، حيث أن الموازنة منذ عام 1997 م هي نفس موازنة إلى يومنا هذا ، وبالتالي تعتبر ميزانية بسيطة جدا وضعيفة جدا ،ولا تحقق الأهداف المرجوة ولا تلبي متطلبات الأندية والاتحادات الرياضية ، وكذا لاتلبي متطلبات الشباب من البرامج والأنشطة الرياضية التي تخدم الشباب وتؤدي إلى تثقيفهم وتوعيتهم في القضايا التي يجب توعيتهم بها ، ولهذا نحتاج إلى دعم.
* ماتقييمكم لمستوى الرياضة اليمنية خلال الفترة الراهنة مقارنة بدول الجوار ؟
- الرياضة اليمنية في الفترة الأخيرة تراجعت تراجع كبير واهم الأسباب عدم توفر الإمكانات المناسبة في ظل ارتفاع الأسعار وبقاء الموازنة كما هي عليه مما أدى إلى ذلك التراجع ، وهذه إحدى القضايا ، وهناك قضايا أخرى تحتاج إلى عمل جاد ، وسنسعى جاهدين خلال الفترة القادمة من اجل عقد مؤتمر وطني للرياضة لمناقشة مختلف القضايا والصعوبات وكيفية تطوير الرياضة من خلال حضور مختصين وخبراء في القضايا الرياضية ، وكيف يمكننا النهوض بها.
* هل هناك علاقة تعاون بين وزارة الشباب والرياضة في اليمن مع مثيلاتها في دول الجوار وخاصة المملكة العربية السعودية الشقيقة؟
- يوجد علاقات سابقه ونسعى إلى تطويرها حيث تم اللقاء مع سمو الأمير نواف بن فيصل بن عبد العزيز وتم الاتفاق على تفعيل الجوانب الرياضية والثقافية والشبابية ، بين اليمن والمملكة العربية السعودية الشقيقة ، ونحن من خلالكم نتقدم له بأسمى الشكر والتقدير لتعاونه الشخصي وتعاون المملكة بشكل عام والوقوف مع قضايا اليمن ،ونقاشتنا مع سمو الأمير نواف كيفية إشراك اليمن في مختلف الألعاب الرياضية في دورة الخليج العربي ، واتفقنا أن المرحلة الأولى في أي بطولات أو أنشطة تقام في المملكة لدول الخليج يتم دعوة اليمن للمشاركة فيها وهذه تعتبر خطوة أولى نحو استكمال إجراءات انضمام اليمن للمنظومة الخليجية .
* سمعنا بأن هناك تهيئة عقد مؤتمر الحوار مع شباب الساحات تنظمها وزارة الشباب والرياضة بالتعاون مع مشروع استجابة الممول الوكالة الأمريكية ، إلى أين وصلتوا في الإعداد والتحضير لذلك ؟
- نحن بدأنا بخطوات مع مشروع استجابة في هذا الموضوع والآن الحكومة شكلت لجنة وزارية للتواصل مع الشباب برئاسة وزيرة حقوق الإنسان ، ومنها وزارة الشباب والرياضة والوزارات المعنية الأخرى ، ونحن بدأنا بالأعمال المناطه بنا في هذا الجانب وسنلتقي بالشباب في مختلف الساحات من اجل المناقشة معهم وكيف يمكن مشاركتهم في مؤتمر الحوار الوطني ، وكيف يمكننا أن نقف معهم في طرح القضايا التي يريدوا أن تكون موجودة في رؤيتهم في الدولة القادمة لليمن .
* ماهي مهام اللجنة الوزارية المكلفة بالتحاور مع الشباب ، وهل تتوقعون نجاحها ؟
- مهامها التواصل مع الشباب في مختلف الساحات ونؤكد لهم أن نستعرض معهم أهمية الحوار الوطني وأهمية دخولهم في الحوار والمشاركة في صناعة المستقبل لليمن ، ونتمنى أن تنجح لان نجاحها يساعد في تخفيف المشاكل والأعباء على الوطن ،فنجاح اللجنة يعني إننا ساهمنا جميعا في بناء الوطن ،بمعنى أن كل الناس ساهموا ودخلوا في الحوار وابدوا رائهم وملاحظاتهم وكيف يكون بناء اليمن الجديد بهذه الصورة تحقق مطالبهم وشروطهم .
* قامت وزارة الشباب والرياضة خلال الفترة الماضية بعدة لقاءات مع منظمات دولية تركزت على دور الوزارة في تقديم خدمات للشباب ، حدثنا عن نتائج هذه اللقاءات؟
- نحن التقينا مع المنظمات الدولية نطلب منهم أن يساعدونا ويقفوا معنا في دعم الأنشطة الشبابية والرياضية ، وقد أبدوا استعدادهم وتعاونهم ، ووعدوا بأنهم سيبلغوا الجهات المانحة ببلدانهم بأننا سنلتقي معها ونبدأ في عمل برامج وأنشطة تهدف إلى تطوير مهارات وقدرات الشباب من أجل مساهمة الشباب في بناء الوطن ، وبالتالي فهذا الموضوع يحتاج إلى جهد ووقت طويل جدا من أجل تظهر نتائجه وثماره ، ونحن بدأنا فعلا مع مشروع " سي – إل – بي " وهو مشروع ممول من وكالة التنمية الأمريكية وهو مشروع جيل السلام الذي يهدف إلى التقارب بين وجهات نظر شباب الساحات المختلفة لأجل إبعاد روح الاحتقان الموجود عند الشباب بينهم البين وإرشادهم وتعليمهم كيف يبنون الوطن في المستقبل .
* هل هناك برامج أو مشاريع مستقبلية ستقومون بها بتطوير الوزارة ، وماهي تلك البرامج والمشاريع ؟
- المشاريع كثيرة والطموح كبير جدا ، لكن هناك عوائق وصعوبات تحتاج إلى وقت كبير وأن تكون مهارات وقدرات الموظفين في الوزارة تبني مطالبهم وحقوقهم المشروعة في إطار الوزارة ، أيضا عمل هيكلة للوزارة سواء مع مواكبة العصر ومتطلبات الموجودة في العالم ، ولدينا قضايا متعلقة بالجانب الرياضي والشبابي وتطوير مهارات وقدرات الشباب وإلحاقهم بسوق العمل ومشاركتهم في بناء الوطن وغيرها من القضايا الأخرى . فعمل الشباب كبير جدا ويحتاج إلى جهد أكبر ونحن في وزارة الشباب والرياضة وكل الوزارات لدينا أمور أهم وهو الحوار الوطني ، فهناك توجيهات بالتركيز على الحوار الوطني ، ولكن لايعني ذلك بأننا سنهمل بقية القضايا الأخرى ، وطموحنا كبير ويحتاج إلى جهد غير عادي .
* هل نعتبر السنتين القادمتين كافية لتحقيق طموحاتكم على أرض الواقع وخاصة أنها فترة قصيرة ؟
- صعب جدا ، خصوصا أن موازنة الوزارة لهذا العام هي نفس موازنة العام الماضي ، وبالتالي فالموازنة ضعيفة جدا أقل من الطبيعي ولا نستطيع أن تتحرك فيها بطريقة طبيعية وتحقق إنجازات ولكي تظهر الانجازات فهي تحتاج إلى وقت ، ولكن في إطار العمل المؤسسي هو المساهمة في بناء الوطن .
* ماردكم على من يقول بأن الرياضة في السبعينات والثمانينات كانت أنجح مماهي عليه الآن رغم محدودية الجانب المادي ؟
- العالم الآن أصبح قرية كونية وأصبحت الأمور واضحة جدا وتستطيع أن تعرف نتائج العالم كله وأنت في مكانك عكس ماكان في الماضي ، إضافة إلى وجود الجانب التطوعي وكذا حبهم للرياضة وظروف الناس الاقتصادية في تلك الفترة جيدة ، وبالتالي لن تكون هناك عوائق بينما الآن الشخص لو أراد التفرغ للرياضة فلن يجد إمكانية للعيش فلازم يحتاج إلى مال حتى يستطيع العيش .
* هل هناك موازنة للاعبين بعد اعتزالهم الرياضة ؟
- نحن عملنا مبادرة وطلبنا من قدامى الرياضيين أن يشكلوا لجنة تحضيرية وعمل انتخابات ولكن إلى الآن لم يأتي أي احد يطالب بهذه اللجنة ، ولم يتقدم احد باعتبارهم معنيين بحقوقهم وغير مهتمين بهذا، ونحن حاولنا مع اللاعبين الذين اعتزلوا وتوفير جمعية لهم تعبرعن حقوقهم ويتحمل الصندوق صرف مبلغ 8 مليون ريال سنويا لمعالجة مشاكل اللاعبين القدامى.
* بالنسبة للتظاهرات الحاصلة في الوزارة ، هل تم معالجة تلك التظاهرات ؟
- نحن مع أي مطالب حقوقية للموظفين ومعالجة المشاكل لأنهم أمانة في رقابنا ،فقد تم تشكيل لجان لحل هذه المشاكل التي نقدر على حلها ،والتي استطعنا حلها تم معالجتها في وقتها ،وأي شيء أخر نستطيع أن نعمله لن نعلوا جهدا في ذلك باعتباره واجب علينا .
* ماهي رسالتكم للإعلام والإعلام الرياضي ، وهل سيتم تشكيل اتحاد للإعلام الرياضي ؟
- نحن رمينا الكرة في مرمى الإعلام الرياضي وقلنا لهم شكلوا إعلام رياضي واتفقوا بينكم البين وشكلوا لجنة تحضيرية وأعطونا أسماء اللجنة التحضيرية ، واعدوا للانتخابات ونحن مستعدين على تمويل لانتخابات ودعم وتوفير الإمكانيات اللازمة لاتحاد الإعلام الرياضي .
* بحكم انك احد وزراء حكومة الوفاق الوطني ، هل ترى إن بإمكان الحكومة أن تخرج اليمن من دائرة الصراعات والحروب إلى بر الأمان ؟
- إنشاء الله وبتعاون الجميع تحقق الحكومة الأمن والاستقرار والتنمية الاقتصادية ، فالحكومة تبذل قصار جهدها في إخراج اليمن إلى بر الأمان ، وهناك انسجام وتوافق بين أعضاء الحكومة للعمل على ذلك .
* ونحن ألان مقبلين على الإجازة الصيفية ،ما الذي ستقدمه الوزارة للشباب خلال فترة الإجازة ؟
- الإجازة الصيفية ستبدأ مع قرب رمضان وهناك أنشطة سيتم تنفيذها بعد رمضان وهي المخيمات الصيفية أما بالنسبة للمراكز الصيفية لم تحقق أي نتائج ايجابية ونحن سنحاول كيف سيتم تحويل هذه المراكز الصيفية إلى مراكز دائمة للشباب يتعلم فيها الشباب الحاسوب واللغات ، وغيرها من المهارات وذلك لتطوير مهاراتهم وقدراتهم ، وسيكون هذا على مدار العام ، فالمرحلة الأولى سنعمل خلال هذا العام 100 مركز على مستوى المديريات والعام الثاني نعمل 100 مركز لمديريات أخرى ، والسنة التالية كذلك حتى نستكمل بقية مديريات الجمهورية حسب الميزانية المرصودة لنا.
* كلمة أخيرة يريد معالي الوزير قولها ؟
- نشكركم على أتاحه هذه الفرصة للحديث حول النشاط الرياضي في وزارة الشباب والرياضة .