شاكيرا: كرة القدم استولت على قلبي

Monday 30 November -1 12:00 am
شاكيرا: كرة القدم استولت على قلبي
----------
(FIFA.com)
لو أُنجز استطلاع رأي عالمي حول الشخصيات الأكثر شهرة في كل أرجاء المعمورة لكان اسم شاكيرا على رأس قائمة المشاهير من دون أدنى شك. ذلك أن الفنانة الكولومبية باتت تُعتبر ظاهرة حقيقية في عالم موسيقى البوب، علماً أن أغانيها باللغتين الإنجليزية والأسبانية أصبحت معروفة لدى الخاص والعام في مشارق الأرض ومغاربها، حيث بات عشاقها يحصون بالملايين عبر العالم.

وعلاوة على ذلك، تربط هذه المطربة الرشيقة علاقةٌ خاصةٌ جداً بكرة القدم. كيف لا وهي التي أدت أغانيها أمام الجمهور قبيل موقعة النهائي في نسختي كأس العالم ألمانيا 2006 وجنوب أفريقيا 2010، ناهيك عن مشاريعها الإجتماعية المرتبطة مباشرة بالرياضة الأكثر شعبية في العالم، كما أن شريك حياتها هو مدافع نادي برشلونة جيرار بيكيه.

وقد أجرى موقع FIFA.com حواراً حصرياً مع شاكيرا، حيث سلطت الضوء على سر علاقتها الوطيدة بالساحرة المستديرة.

FIFA.com: كيف بدأت صلتك بكرة القدم؟
شاكيرا: في سنة 2006، تلقيت الدعوة للغناء في كأس العالم بألمانيا، وقد كنت محظوظة في عام 2010 كذلك، حيث وُجهت لي الدعوة مرة أخرى. هناك عشت لحظة من اللحظات التي لن أنساها ما حييت، فقد أثرت فيَّ بطولة جنوب أفريقيا كثيراً، سواء على المستوى الشخصي أو المهني. هكذا بدأت علاقتي بكرة القدم. فمن خلال تلك النسختين من نهائيات كأس العالم، أصبحت أدرك أهمية هذه الرياضة ومدى تأثيرها في حياة مئات الملايين من الناس بشكل يومي، فهي حاضرة بقوة في أحلام الشباب والأطفال الذين يخصصون ساعات وساعات من أوقاتهم لمداعبة الكرة. كما أدهشني مدى الشغف الذي تملأ به قلوب عديد من الناس في مختلف أنحاء العالم.

ما الذي أدهشك أكثر خلال هذه الفترة؟
التبادل الثقافي الذي يتحقق بفضل أحداث مثل كأس العالم، حيث يتقاسم الناس أشياء كثيرة فيما بينهم ويقتربون من بعضهم البعض ويتحدون فيما بينهم. إن هذه الظاهرة الإجتماعية تثير اهتمامي بشكل كبير، وزد على ذلك أني أُعجبت كثيراً بالعمل الإجتماعي الذي يقوم به FIFA، من خلال ‘حملة هدف واحد’ التي كنت جزءاً منها. لقد توفرت جميع العوامل لكي أعيش تجربة غنية، لأن تلك المبادرة تشجع التعليم وتدعمه، وهذا يستأثر كثيراً باهتمامي الشخصي. أما الآن، فقد أصبحت كرة القدم جزءاً لا يتجزأ من حياتي اليومية داخل البيت كذلك (تضحك). أشعر وكأن كرة القدم تطاردني في كل مكان بشكل لا يدع لي مجالاً للهروب.

تحظى كرة القدم بشعبية كبيرة في كولومبيا، هل يوجد عشاق لهذه الرياضة في عائلتك؟
نعم، إخواني معجبون بها كثيراً. لكن أبي لم تكن تستهويه أبداً في السابق. أما الآن، بعدما صار له صهر يحترف كرة القدم، فقد بات يتابعها باهتمام أكثر من أي وقت مضى، بل أعتقد أنه صار يعرف معنى التسلل أيضاً! لقد كان أبي يميل كثيراً إلى قراءة الكتب، إذ كانت له اهتمامات ثقافية، لكن لا أحد يمكنه أن يسلم من حمى كرة القدم التي أصابت العديد من الناس الذين لم يكونوا يبدون اهتماماً بها في السابق.

عندما تبدأ في استيعاب جوهر كرة القدم، فإنك تدرك أن الأمر لا يتعلق فقط بالجانب البدني والركض خلف الكرة. إنها رياضة تنطوي على كثير من التكتيك والاستراتيجية، مما يتطلب ذكاءاً كبيراً. إنها رياضة ذهنية.

تماماً كما حصل معك أنت أيضاً، أليس كذلك؟
عندما تبدأ في استيعاب جوهر كرة القدم، فإنك تدرك أن الأمر لا يتعلق فقط بالجانب البدني والركض خلف الكرة. إنها رياضة تنطوي على كثير من التكتيك والاستراتيجية، مما يتطلب ذكاءاً كبيراً. إنها رياضة ذهنية.

هل بإمكانك أن تتابعي مباراة كاملة في كرة القدم؟
نعم، بطبيعة الحال!

حتى تلك التي لا يلعب فيها بيكيه؟
(تضحك)... نعم، نعم. لقد شاهدت بعض المباريات من باب الإستفادة ومن باب الفضول كذلك، إذ أهتم بمعرفة أوضاع الفرق الأخرى. بيد أن المباريات التي لا أضيعها هي تلك التي يخوضها [جيرار].

هل من الصعب أن تكون سيدةٌ شريكةَ حياة لاعب يحترف كرة القدم، بالنظر إلى كثرة التدريبات والمباريات والترحال؟
ليس من السهل على رجل أن يكون شريك حياة فنانة أيضاً! (تضحك). أدرك أن الأمر يتعلق بمسيرة مهنية صعبة تتطلب الكثير من الإلتزام والتفاني والإنضباط والعمل الجماعي، مما يجعلها مختلفة عن المهنة التي أحترفها أنا. فأنا لا أتحمل مسؤوليتي سوى أمام نفسي، بينما يكون لاعب كرة القدم بمثابة الجندي، إذ يحمل على عاتقه مسؤوليات كبيرة داخل الملعب وخارجه. لقد استوعبت ذلك جيداً وأنا أساند جيرار وأدعمه قدر المستطاع.

هل حاولتِ مرة تغيير منصة الغناء بأرضية الميدان؟
أنا أؤدي بشكل أفضل عندما أنشد الأغاني التي تذكي حماس المشجعين. لقد داعبت الكرة مع جيرار في بعض المناسبات، لكن لا يمكنني القول إنني لاعبة جيدة جداً! (تضحك)

سبق لك أن شاركت في نسختين من كأس العالم FIFA. هل تستهويك نهائيات البرازيل 2014، علماً أنها ستقام في أمريكا الجنوبية؟
بطبيعة الحال. إن البرازيل بلد عزيز على قلبي، إذ لدي جمهور غفير هناك وقد تواصلت معه عبر سنوات، كما تُعد إيفيت سانجالو من صديقاتي، أضف إلى ذلك أن البرازيل هو بلد بيليه. أتمنى الذهاب إلى تلك البطولة. لست أدري نوع الدور الذي يمكنني أن أضطلع به حينها، لكني سأكون هناك حتماً. أعرف أن الجميع يحلم بتلك الفرصة، وأنا لا أريد أن أضيعها بأي حال من الأحوال.

ختاماً، هل لك أن تحدثينا عن مشاريعك الإجتماعية المرتبطة بكرة القدم؟
أنا على يقين من أن تشجيع هذه الرياضة يُمثل طريقة ذكية لتربية أطفالنا. وفي واقع الأمر، عملت مؤسستي "أقدام حافية" بالتعاون مع نادي برشلونة على بلورة بعض البرامج الهادفة إلى جلب الرياضة إلى المدارس أكثر فأكثر، علماً أننا قمنا ببناء بعض دور التعليم في المناطق الأكثر هشاشة، حيث يعيش الأطفال في ظروف يطغى عليها الفقر المدقع. ومع FIFA، شاركنا أيضاً في حملة ‘هدف واحد’، إذ من خلال مبيعات ‘واكا واكا’ قمنا بجمع المال اللازم للمراكز التابعة لهذه المبادرة. إنني متحمسة حيال المشاركة في الأحداث الكروية من خلال لعب دور اجتماعي، لأني أعتقد أن ترسيخ الرياضة في أذهان الأطفال يساهم في الحفاظ على سلامة عقولهم وأجسامهم، كما يطور مستوى ذكائهم ويحسن قدراتهم على التواصل مع الغير.