في ثاني ثلاثاء من شهر فبراير من كل عام يرتدي سكان قطر من مواطنين ومقيمين حلة الرياضة ويتلونون بكافة الألوان هم والطرقات التي يسيرون عليها أو يمرون بمحاذاتها، حيث يتشكل نهر من الرياضة ينساب عبر الأندية والحدائق والدروب التي تستضيف كل عام الاحتفالات باليوم الرياضي، الذي تحول مؤخرا إلى أحد أهم المهرجانات في قطر عامة والرياضية خاصة.
ويرجع تاريخ هذا الاحتفال إلى أربع سنوات مضت وتحديدا منذ أن أصدر حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، قرارا أميريا رقم (80) لسنة 2011 على أن يكون يوم الثلاثاء من الأسبوع الثاني من شهر فبراير من كل عام يوما رياضيا للدولة وعطلة رسمية.
وتعزز الاحتفالات باليوم الرياضي في نسخته الرابعة هذا العام، من أهداف الرؤية الوطنية لدولة قطر للعام 2030، بالإضافة إلى حرص الدولة والتزامها بتطبيق "البرنامج الأولمبي المدرسي"، الذي يشجع التلاميذ على ممارسة الرياضة كجزء أساسي من حياتهم اليومية.
ويعد الهدف الأساسي من قرار تخصيص يوم رياضي للدولة هو جعل الرياضة جزءا مهما في حياة كل إنسان يعيش على أرض قطر سواء من المواطنين أو المقيمين، حيث يمثل هذا المشروع تشجيعا للجميع على ممارسة الرياضة التي لا غنى عنها لأي إنسان يريد أن يكون في أفضل حال.كما يهدف القرار أيضا إلى بناء مجتمع نشط وصحي بدنيا ونفسيا يبني قدرات الفرد ويعزز التفاعل الاجتماعي، وتبني أفضل الممارسات والوسائل للترويج لممارسة الرياضة والنشاط البدني بين أفراد المجتمع.ويسعى اليوم الرياضي إلى،توسيع قاعدة مشاركة المجتمع في الرياضة والنشاط البدني وزيادة معدلات المشاركة الفاعلة، فضلا عن إتاحة الفرصة أمام جميع أفراد المجتمع القطري لممارسة أنشطة يسعدون بها، بالإضافة إلى نشر الثقافة الرياضية لزيادة وعي المجتمع بأهمية ممارسة الرياضة والنشاط البدني.
وباتت الاحتفالات باليوم الرياضي كل عام فرصة مناسبة للحصول على مؤشرات الممارسة الرياضية بالمجتمع ودرجة إقبال الأفراد عليها، علاوة على الترويج للأنشطة الرياضية والترفيهية والاستمتاع بالبرامج المقامة في اليوم الرياضي للدولة.
وتتفاعل جميع الوزارات والأجهزة الحكومية والهيئات العامة، والجهات والمؤسسات والكيانات التابعة لها، وكافة الجهات العاملة في الدولة بما في ذلك القطاع الخاص، مع الاحتفالات باليوم الرياضي بحيث تنظم فعاليات رياضية وحركية خلال اليوم أو خلال الاحتفالات، يشارك فيها العاملون والمنتسبون إليها، بما يتناسب مع أوضاعهم وأعمارهم، لتحقيق الوعي بأهمية الرياضة ودورها في حياة الأفراد والمجتمعات.وتفتح اللجنة الأولمبية القطرية كافة أبواب الأندية وملاعب الفرجان والصالات المغطاة لكافة أفراد المجتمع في اليوم الوطني للدولة لممارسة الرياضة، وبما يحقق الوعي بأهمية الرياضة، وذلك في تعميم وجهته اللجنة إلى الاتحادات والأندية الرياضية للتعاون مع كافة قطاعات الدولة ومؤسساتها في إنجاح هذا اليوم الاحتفالي الرياضي.
وتتوفر في دولة قطر أماكن كثيرة يمكن من خلالها ممارسة الرياضة سواء على كورنيش الدوحة أو في الحدائق العامة والأولمبية، أو في ملاعب الفرجان المنتشرة بين المجمعات السكنية بغرض خدمتها طوال فترات العام، بالإضافة إلى اكاديمية التفوق الرياضي "اسباير"، ومنطقة الحي الثقافي "كتارا"، ومتحف الفن الإسلامي، ومنطقة سوق واقف، وكذلك القرية الأولمبية التي تقيمها اللجنة الأولمبية بجوار مبني البريد لاستضافة الاحتفالات على مدار أسبوع كامل.وتكون الأنشطة والفعاليات الرياضية في اليوم الرياضي متاحة للجميع، الرجال والنساء والأطفال والأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة من أجل الحفاظ على نمط حياة صحي عملي للجميع بغض النظر عن الجنس أو العمر.وانطلقت الاحتفالات باليوم الرياضي رسميا منذ عدة أيام بعدما افتتحت اللجنة الأولمبية القطرية يوم الأربعاء الماضي القرية الرياضية الخاصة باليوم الرياضي للدولة بجوار مبنى البريد علي كورنيش الدوحة، التي تضم أماكن متعددة لمزاولة الرياضة في أكثر من مكان مخصص لكثير من الألعاب.وتفتح القرية أبوابها يوميا حتي يوم غد الثلاثاء موعد اليوم الرياضي بالتعاون مع الاتحادات الرياضية، حيث تقيم غالبية الاتحادات فاعليات بالقرية للزوار ، كما تم تخصيص منطقة للأطفال من أجل الاستمتاع بالأجواء الرياضية وممارسة الرياضة التي يمارسوها.
وأعلنت أكثر من هيئة ومؤسسة عن استعداداتها لليوم الرياضي، حيث كشفت منطقة أسباير زون أنها ستشهد العديد من المنافسات والمسابقات الرياضية التي تستقبل الآلاف من الجمهور والعائلات لقضاء يوم حافل بالمرح والنشاط والحركة في مهرجان وطني للحركة والنشاط والتحدي قلّما يوجد له مثيل في دول العالم.وسيحتفل مستشفى سبيتار، عضو مؤسسة أسباير زون، باليوم الرياضي للدولة من خلال "برنامج أنماط الحياة الصحية" حيث يقوم بتقديم الفرصة للجمهور ليكون أكثر نشاطا، كما سينظم "رحلة الـ5000 خطوة" غدا الثلاثاء مباشرة بعد سباق المرح في حديقة أسباير وذلك من خلال مبادرة "صحتك في خطوتك" الهادفة إلى تعزيز المشي كشكل من أشكال النشاط البدني لأسلوب حياة صحي أكثر.
وحددت اللجنة المشتركة للأشراف على اليوم الرياضي للدولة أماكن إقامة الفعاليات الخاصة بالوزارات والمؤسسات الحكومية المشاركة في اليوم الرياضي في نسخته الرابعة التي ستقام غدا بجميع مناطق الدولة.وقامت اللجنة المشكلة من الجهات المشرفة على المرافق والمنشآت الرياضية بالتنسيق مع كافة الأطراف ذات العلاقة بتحديد أماكن تنفيذ الفعاليات وتوزيعها على الجهات المشاركة لتشمل جميع مناطق الدولة، وذلك بهدف ضمان حسن سيرها وتنظيمها وتفادي الازدحام المروري وتعطيل حركة السير.ودعت اللجنة جميع الوزارات والأجهزة الحكومية ، وكافة الهيئات والمؤسسات العامة والجهات العاملة في الدولة، بما في ذلك القطاع الخاص، الالتزام بالمعايير والشروط المحددة من قبل اللجنة ، وذلك بهدف ضمان تحقيق الأهداف المنشودة من تنظيم اليوم الرياضي، وبخاصة نشر الوعي بأهمية ممارسة الرياضة لدى الفئات العمرية المختلفة .
وبلغ عدد الجهات المشاركة 208 من مختلف مؤسسات الدولة يشاركون في عدد متنوع من الفاعليات الرياضية بمختلف مناطق الدولة وشمل جدول الفاعليات 12 محاضرة توعوية ستقام في اسباير، والحي الثقافي ( كتارا )، نادي الوكرة، الخور، ولجنة رياضة المرأة.وشملت مواقع الفعاليات، الوزارات والهيئات الحكومية، الكورنيش، اسباير زون، مؤسسة قطر، اللؤلؤة، كتارا، حديقة متحف الفن الإسلامي، الأندية الرياضية، المراكز الشبابية، المرافق والمنشآت، الحدائق العامة.
