مع اشتداد حدة العوز والفاقة لدى المواطنين آ اليمنيين في الداخل، تزداد حدة الدعوات من قيادات كثيرة في المليشيا وأنصار صالح بضرورة "الصمود" في هذا الظرف اليمني الاستثنائي، والتحلي بأقصى درجات "الصبر" حتى انتهاء ما يصفونه "بالحصار المفروض على اليمن".
كما أن خطابات قادة الانقلاب صالح وعبدالملك لا تكاد تخلو من الدعوة الى "شحذ الهمم" و"الربط على البطون" متعذرين بأن اليمن في أزمة خانقة، ما يدفع بالإنسان اليمني البسيط الى تصديق ادعاءاتهم، خصوصاً حين يرافقها حالة من التضخيم الإعلامي "بروباجاندا" تدفع به الى اليقين بواقعية ما يتحدثون عنه.
غير أن مظاهر البذخ لدى كثير من أصحاب السلطة سواءاً في الداخل أو في الخارج تجعل من صراخهم وادعاءاتهم مجرد أكذوبة كبيرة يخدعون بها البسطاء من الناس، ومن أمثلة تلك النماذج ما تظهره صورة الترف والثراء الفاحش والبذخ الكبير الذي يتحلى به يحيى محمد عبدالله صالح، قائد الأمن المركزي الأسبق وابن شقيق الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، والذي نشر مؤخراً صورة له مع ابنه في سيارته "الفارهة" في أحد شوارع لبنان.
ويقول ناشطون أن قيمة السيارة التي يقودها يحيى صالح تتعدى المائتي ألف دولار، متسائلين عن سر الرغد المالي الذي يتمتع به الرجل، ولماذا لا يرق قلبه لأصوات الجائعين في طول اليمن وعرضه ويتخلى عن جزء بسيط من ثروته لعشبه الذي يدعي شغفه الكبير به ونضاله من أجل حريته وأمنه واستقراره، في حين أن هذه التساؤلات قد تلقى أي اعتبار أو اهتمام لدى القائد الأمني السابق، كأمثاله ممن أتخمت الأموال أرصدتهم دون أن يكون لذلك أي مردود في إعانة اليمنيين والعمل على تفريج ضائقتهم.
كل ذلك يدفع باليمنيين للتساؤل عن طبيعة "الصمود" الذي يتحدث عنه قادة الانقلاب، وكيف يمكن للمرء أن يصير "صامداً وصابراً" في ظل هذه البحبوحة، هذا الهناء الطافح.
