التحالف العربي ينفي فرض اي “حصار” على اليمن

Monday 30 November -1 12:00 am
التحالف العربي ينفي فرض اي “حصار” على اليمن
- وكالات :
----------
فرض التحالف منذ بدء عملياته، حصارا بحريا وجويا على المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون. الا ان الحركة في مطار صنعاء تواصلت بشكل محدود، واقتصرت على رحلات لمنظمات انسانية وللامم المتحدة، واخرى لشركة الخطوط اليمنية (إلى عمان والأردن ونيروبي)، علما ان طائرات  الشركة كانت تخضع للتفتيش في السعودية.
واوقف التحالف حركة الملاحة المدنية من المطار واليه بشكل كامل منذ آب/ اغسطس، مع استئنافه الغارات الجوية على صنعاء ومحيطها اثر تعليق مشاورات سلام بين اطراف النزاع أقيمت في الكويت برعاية الامم المتحدة.
وتقتصر الملاحة حاليا على رحلات انسانية بشرط نيلها موافقة مسبقة. ويقول المدير العام للمطار خالد الشايف “المطار مغلق منذ شهرين (…) أبلغت دول العدوان ان المطار مغلق لـ72 ساعة. تجددت الفترة 72 ساعة اخرى وأغلق المطار من يومها حتى هذه اللحظة”. ويضيف لفرانس برس “هناك حالات إنسانية بالآلاف: مرضى وطلاب ومغتربون” لا يستطيعون السفر، و”حالات إنسانية كثيرة جدا عانت من هذا الاجراء سواء من العالقين في مطارات أخرى او الحالات المرضية والانسانية الموجودة في الداخل”.
ويتحدث المدير العام للنقل الجوي مازن الصوفي عن “اضرار كبيرة جدا” جراء وقف حركة المطار. ويوضح “هناك الآن العديد من العالقين. تجاوز العدد 20 الف يمني خارج البلاد يريدون العودة الى اليمن. هؤلاء لا يستطيعون الآن مواجهة نفقات المعيشة” في الدول التي يتواجدون فيها. ويضيف “هناك أيضا العديد من الحالات المرضية المستعصية التي تحدث يوميا بسبب الحصار على مطار صنعاء الدولي”، و”هناك العديد من الطلاب الذين فقدوا مدارسهم ولم يلتحقوا بجامعاتهم”.
وكان منسق الامم المتحدة للشؤون الانسانية في اليمن جايمي ماكغولدريك دعا اخيرا “كل الاطراف الى السماح للرحلات باستئناف نشاطها الى صنعاء ليتمكن الناس من نيل راحة يحتاجونها بشدة”.
التحالف العربي ينفي فرض اي “حصار” على اليمن
ونفى اللواء احمد عسيري، المتحدث باسم التحالف الذي تقوده السعودية دعما للحكومة اليمنية ضد الحوثيين، فرض “حصار” على اليمن، معتبرا ان ما يجري هو “منع″ و”مراقبة” للحؤول دون تهريب السلاح.
وقال عسيري في تصريحات لوكالة فرانس برس الثلاثاء “لا، لا يوجد حصار”، مضيفا “ثمة مراقبة بحسب القانون الدولي، القانون البحري، القانون الجوي. المراقبة تختلف عن الحصار الذي يعني ان ايا كان ليس بامكانه الدخول او الخروج”.
واضاف الضابط السعودي الذي تحدث بالفرنسية، “لكل مفردة معنى”.
واوضح ان “المنع هو حرية حركة مع مراقبة، ما يعني انه اذا انطلقت سفينة من جيبوتي باتجاه ميناء الحديدة (الواقع تحت سيطرة المتمردين في غرب اليمن)، قواتنا تصعد على متنها للتأكد من ان ما تنقله شرعي ولا يتعارض مع قرار مجلس الامن 2216″ الصادر العام الماضي، والذي “يمنع تهريب اي اداة حرب الى اليمن”، بحسب عسيري.
وانتقد اللواء اعطاء “انطباع خاطئ بان اليمن مغلق منذ 26 آذار/مارس 2015″، تاريخ بدء التحالف عملياته دعما للرئيس عبد ربه منصور هادي، ضد الحوثيين وحلفائهم الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح، والذين سيطروا على صنعاء في ايلول/سبتمبر 2014.
اضاف “ثمة سفن ترسو في كل مرافئ اليمن، بما فيها تلك التي يسيطر عليها الحوثيون، مثل الحديدة، وتحمل الغذاء والمساعدات الطبية والاشخاص والبضائع″.
الا انه اشار الى ان “الطائرات التابعة للمنظمات الانسانية والامم المتحدة” هي الوحيدة التي يحق لها الاقلاع من مطار صنعاء والهبوط فيه”، مضيفا “هذه هي الطائرات الوحيدة التي لا تخضع للتفتيش”.
وردا على سؤال عن منع الطائرات المدنية من استخدام المطار الدولي، اكد عسيري ان ذلك هدفه ضمان “سلامة” طائرات الخطوط الجوية اليمنية، و”ضمان عدم قيام الطائرات بتهريب ادوات الحرب”.
– “كارثة انسانية”
وانعكست الاضرار في البنية التحتية للمطار على عملية ايصال المساعدات الانسانية. ويؤكد نائب مدير برنامج الاغذية العالمي في اليمن أدهم مسلم وجود “صعوبات كثيرة” لايصال المساعدات، “تبدأ بالتصاريح الامنية والتأخير في شراء المواد الغذائية وادخالها عبر البحر والموانىء، (وتمتد) الى الطرق والجسور المدمرة، وعدم إمكانية الوصول الى كافة المناطق”. ويوضح انه على سبيل المثال “لنحصل على المواد الغذائية من الشراء حتى تصل الى اليمن، نحتاج إلى 4 او 5 شهور”. ولا يبدو أن للنزاع أي آفاق حل او حتى تهدئة ثابتة. واعلنت الامم المتحدة الاسبوع الماضي هدنة لمدة 72 ساعة بدءا من منتصف ليل الاربعاء، شابتها خروقات متواصلة منذ الساعات الاولى.
ومع اقتراب موعد نهايتها، حض المبعوث الخاص للامين العام للامم المتحدة اسماعيل ولد الشيخ احمد على تجديد التهدئة، بيد ان دعوته لم تلق آذانا صاغية لا من جهة الحكومة والتحالف، ولا من المتمردين. ويشدد التحالف على انه سيواصل الحصار لضمان عدم وصول الاسلحة للحوثيين. وتتهم الرياض ودول غربية ايران بتهريب اسلحة الى الحوثيين وحلفائهم الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح. الا ان التحالف سمح في الفترة الماضية بشكل استثنائي بإجلاء اكثر من 100 شخص على متن طائرة عمانية لتلقي العلاج في الخارج. وكان هؤلاء بين 525 شخصا اصيبوا في غارة على صنعاء في الثامن من تشرين الاول/ اكتوبر، ادت ايضا الى مقتل 140 شخصا.
ونفى التحالف بداية وقوفه خلف الغارة. الا ان فريق التحقيق التابع له أقر في وقت لاحق بمسؤولية التحالف، قائلا ان القصف الذي تم على قاعة تقام فيها مراسم عزاء، نفذ بناء على معلومات مغلوطة. الا ان هذا الاستثناء لا يبدل من القاعدة التي بات على خالد التأقلم معها، وهي ان نيل الماجستير لن يتاح له “حتى في المستقبل القريب”. ويرى الصوفي ان “هناك كارثة إنسانية والعالم ينظر الى هذه الكارثة من دون أن يتخذ إجراءات معينة للحيلولة دونها”.
ويحول ذلك دون تمكن آلاف اليمنيين من مغادرة بلادهم او العودة اليها، كما يؤثر على مصابين في حاجة الى علاج ملح.
وادى النزاع في اليمن الى مقتل زهاء 6900 شخص ونزوح نحو 35 الفا منذ آذار/مارس 2015، بحسب ارقام الامم المتحدة.
 
-أ ف ب