اجتاحت موجة غضب عارمة، الجمعة، مواقع التواصل الاجتماعي في عدة دول عربية وإسلامية، بعد استهداف المتمردين الحوثيين لمكة المكرمة بصاروخ باليستي تم اعتراضه وإسقاطه في الجو قبل الوصول لهدفه.
وأعلنت قيادة قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن، في وقت متأخر من يوم الخميس، اعتراض صاروخ باليستي أطلقته المليشيات الحوثية من محافظة صعدة باتجاه منطقة مكة المكرمة، موضحةً أن وسائل الدفاع الجوي تمكنت من اعتراضه وتدميره على بعد 65 كم من مكة المكرمة من دون أي أضرار
وأثارت الحادثة ردود فعل غاضبة في السعودية ودول عربية وإسلامية أخرى، استنكارا لاستهداف الحوثيين لأقدس مكان عند كل مسلمي الأرض والذي يتوجهون نحوه كقبلة للصلاة.
وقال رئيس تحرير صحيفة “مكة” الإلكترونية لموقع “إرم نيوز” إن استهداف مكة المكرمة من قبل الحوثيين ومن خلفهم إيران، هو “الإرهاب” بعينه، “إنه استهداف لكل المسلمين من خلال قبلتهم”.
وتشهد مواقع التواصل الاجتماعي تفاعلاً جنونياً مع الحادثة، لتتصدر بعد ساعات قليلة من إعلان التحالف عنها، قائمة أكثر الموضوعات تفاعلاً في عدة دول أبدى أبناؤها غضباً مما جرى، وفي مقدمتهم نخب دينية وسياسية وثقافية وإعلاميين ومشاهير.
وقال المحامي السعودي البارز، عبدالرحمن اللاحم، معلقاً على الوسم “#اعتراض_صاروخ_باتجاه_مكة” الذي اجتاح موقع “تويتر” “قمة العربدة والإجرام.. مكة يا أذناب الفرس!!!”.
وكتبت الأكاديمية السعودية، نوال العيد، “سيحفظ الله بلده الحرام، لكن ليميز من يدافع عن بيته الحرام ممن يهاجمه، وأبشروا ما تعرض لمكة أحد إلا أزاله الله”.
وأبدى القارئ والمنشد الكويتي المعروف، مشاري العفاسي، غضبه مما جرى، وقال “إطلاق صاروخ على خير بقاع الأرض، بيت الله الذي أمّنه وحرمه؛ يؤكد استحقاق وعدالة الحرب ضد هذه العصابة الضالة”.
استنكر الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي، إطلاق الحوثيين صاروخاً على مدينة مكة المكرمة، معتبراً أن ذلك الفعل لا يتم من جانب من يدعون الإسلام”، في إشارة إلى الحوثيين الذين تدعمهم إيران.
وغرد الشيخ عبد الله بن زايد عبر حسابه بموقع “تويتر” قائلاً إن “النظام الايراني يدعم جماعة إرهابية تطلق صواريخها على مكة المكرمة … هل هذا النظام إسلامي كما يدعي؟”.
وشهدت تلك الواقعة استنكاراً وغضباً واسعاً في العالمين الإسلامي والعربي، نظراً لما تمثله تلك الخظوة الحوثية من انتهاك صارخ لحرمة الأماكن المقدسة، وتطوراً شديد الخطورة للأفعال الإجرامية التي تمارسها الميليشيات الحوثية.
من جهته، أعرب الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج عن إدانة مجلس التعاون واستنكاره الشديدين لمحاولة جماعة الحوثي – صالح استهداف مكة المكرمة بصاروخ باليستي.
وقال الزياني، في بيان له، الجمعة، إن دول مجلس التعاون تعتبر هذا الاعتداء الغاشم، الذي ضرب بعرض الحائط حرمة هذا البلد مهبط الوحي وقبلة مليار ونصف مسلم حول العالم، استفزازاً لمشاعر المسلمين واستخفافاً بالمقدسات الإسلامية.
وشارك مستشار رئيس الوزراء التركي، طه كينج، في موجة الغضب والاحتجاج الإسلامية، قائلاً في تغريدة على حسابه بموقع “تويتر” “للبيت رب يحميه”.
وكتب رجل الأعمال القطري عادل علي بن علي “ربي يحفظها ويحميها ويحمي حماتها أهل السعودية من كل شر .. ويحمي ملكها اللي لقّب نفسه خادم الحرمين”.
كما شارك الشاعر القطري حمد البريدي في موجة الغضب شعرا حيث قال “قواتنا ردت الصاروخ في حلهّ/ من قبل ياصل لمكه فجروا راسه… تخسى وتهبى وتعقب يا عدو الله/ للبيت ربٍ حماه وحافظٍ ساسه”.
وقال الإعلامي الفلسطيني رضوان الأخرس “كنّا نقول الأقصى في خطر.. اليوم نقول الكعبة في خطر؟ هل يصبح هذا الخبر عاديًا أيضًا كما أخبار الأقصى؟؟ لماذا الصمت؟”.
وعلق المنشد السعودي عبدالكريم الحربي، على الحادثة قائلاً “خبتم وخاب مسعاكم ،،هذا إن دل يدل على نزاهة الحرب ضد هؤلاء المرتزقة المسمين بالحوثيين، مكة ستظل حلّه”.
وكتب الإعلامي السعودي ناصر سي عبدالله قائلاً “شُلّت يد ترمي مكّة..وبترت أيادٍ تمتد للمملكة..ويا أيها الحوثي: إن المساس بالحُرمات هو بداية النهاية والسقوط للهاوية”.
وتساءل أستاذ الإعلام السياسي بجامعة الإمام السعودية، محمد البشر، “هل يفيق شيعة العرب ويعلموا أن أهداف التمدد الفارسي والهيمنة المجوسية هي القضاء على الإسلام وتدمير مقدسات المسلمين؟!”.
ومن المرجح أن تتصاعد الأصوات الغاضبة من استهداف مكة المكرمة، وتنتقل من مواقع التواصل الاجتماعي إلى المساجد بالتزامن مع خطبة وصلاة الجمعة في عدة دول عربية وإسلامية.