تحليل القمة الافريقية المؤهلة للمونديال : كوبر الواقعي يهزم الخيال ويقترب من الحلم المصري

Monday 30 November -1 12:00 am
تحليل القمة الافريقية المؤهلة للمونديال : كوبر الواقعي يهزم الخيال ويقترب من الحلم المصري
----------
 حقق المنتخب المصري لكرة القدم إنجازاً من الصعب ما لم يكن من المستحيل تكراره، وذلك عندما نجح جيل المدرب السابق حسن شحاتة في الفوز بكأس الأمم الأفريقية 3 مرات متتالية، أعوام 2006 و2008 و2010.
رغم أن هذا الجيل كان بمثابة الجيل الذهبي للكرة المصرية، وربما يكون أفضلها على الإطلاق، فإنه فشل مراراً وتكراراً في الوصول إلى كأس العالم، كان أبرزها أمام الجزائر في مباراة فاصلة بالسودان، لعب فيها أبناء النيل، وفاز الخضر بهدف عنتر يحيى، وتأهلوا إلى مونديال 2010 بجنوب أفريقيا.
ومنذ أنجولا 2010، فإن المنتخب المصري غاب عن جميع البطولات الأفريقية تمامًا، حيث خرج من التصفيات المؤهلة إلى المونديال الأفريقي 3 مرات، سواء بقيادة أجنبية للأمريكي بوب برادلي، أو وطنية لشوقي غريب، وبطبيعة الحال فإن الأوضاع التي شهدتها مصر منذ مطلع 2011 حتى وقت قريب كانت سببًا رئيسيًا في هبوط مستوى الرياضة بصورة عامة، وكرة القدم بشكل خاص.
وفي مارس 2015، قرر الاتحاد المصري التعاقد مع المدرب الأرجنتيني هيكتور كوبر الذي سبق له تدريب العديد من الأندية الكبرى في أوروبا مثل إنتر ميلان الإيطالي وفالنسيا الإسباني وريال مايوركا الإسباني وغيرها.
وبحسبة الأرقام، فإن كوبر نجح حتى الآن في تحقيق المطلوب منه بنسبة 100%، فقد تأهلت مصر إلى كأس الأمم الأفريقية المقبلة بالجابون 2017 بعد أن تصدرت مجموعتها وأطاحت بالمنتخب النيجيري الذي يتصدر حالياً مجموعته في تصفيات المونديال على حساب الجزائر والكاميرون وزامبيا، كما أن المنتخب المصري يتصدر مجموعته المؤهلة إلى روسيا 2018 بـ6 نقاط، وأصبحت الكرة في ملعبه تماماً كي يعود إلى العالمية بفرصة تزيد عن 70% على أقل تقدير.
ووضح خلال الفترة التي قضاها كوبر في تدريب منتخب مصر أن الرجل يميل إلى المدرسة الواقعية في التعامل مع المباريات، واستغلال الأوراق المحدودة المتاحة لديه في صنع الانتصارات على فرق أكثر احترافية وقوة وممارسة من التشكيلة التي تمتلكها مصر.
فعلى مدار 6 سنوات أو أكثر لم تنتظم مسابقة الدوري المحلي في مصر إلا في الموسم الحالي حتى الآن، والجماهير غائبة عن المباريات، ونادراً ما تفرز الأندية لاعباً دولياً يستطيع تحمل الضغط النفسي والعصبي الهائل خلال المباريات الحساسة والمصيرية، فعلى سبيل المثال، فإن هداف الدوري المصري خلال الموسمين الماضيين حسام باولو لاعب سموحة يبلغ من العمر 33 عاماً، ولا يملك أي خبرة دولية، وأصبح واضحاً للعيان أن الأندية المصرية تعاني من نقص الهداف المحلي وتلجأ إلى الحل الأجنبي دائماً.
ولا يختلف الوضع كثيراً في باقي الخطوط، في ظل محدودية الأوراق المتاحة ونقص الخبرة الدولية لدى كثير من اللاعبين، إضافة إلى أن مصر لا تملك طابوراً من المحترفين في الخارج، وباستثناء محمد صلاح نجم روما الإيطالي، ومحمد النني لاعب أرسنال الإنجليزي، وورائهما محمود حسن تريزيجيه لاعب موسكرون البلجيكي، ورمضان صبحي لاعب ستوك سيتي الإنجليزي، والذي لا يزال يحبو في عالم الاحتراف، فإن الاحتياطي الاستراتيجي لمصر من المحترفين في أوروبا لا يمكن مقارنته بمنتخبات أخرى في القارة السمراء.
ووفقاً لهذه المعطيات، فإن كوبر نجح حتى اللحظة في الاستغلال الأمثل للواقع المفروض عليه من دوري محلي هزيل إلى أوراق محدودة من المحترفين، ربما يعيب عليه البعض التحفظ الدفاعي، ولكن النتائج تقول إنه قاد مصر لرد الاعتبار أمام هزيمة مهينة من غانا قبل 3 سنوات، والاقتراب من حلم المونديال، وانتصر واقع الأرجنتيني على خيال المحللين.