أثار القرار الذي أصدره الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي والذي قضى بتعيين الحسن طاهر محافظا جديدا للحديدة بدلامن عبد الله أبو الغيث مفاجئة كبيرة لدى الكثير من المراقبين السياسيين والعسكرين خاصة أنه جاء دون سابق إنذار ولم يكن متوقعا صدوره خلال الفترة الحالية .
وقال مصدر يمني مطلع إن هادي أصدر القرار مرغما بعد أن طلب منه المسؤولون الإمإراتيون إقالة عبدالله أبو الغيث محافظ الحديدة بسبب قربه من حزب الإصلاح وانتمائه له وتعيين شخص آخر بدلامنه .
وأضاف المصدر بأن الإماراتيين أبلغوا هادي بأنه من غير الممكن الاستمرار في معركة تحرير المخا والإتجاه نحو الحديدة قبل إقالة المحافظ الإصلاحي (حسب قوله).
وأشار المصدر بأن إقالة أبو الغيث محافظ الحديدة السابق لم تكن متوقعة ولم يكن يعلم بهااحد وأنه كان اتفاقا مباشرا بين هادي والمسؤولين الإماراتيين مؤكدا أن نائب الرئيس علي محسن الأحمر لم يكن على علم بالأمر وانه علم به أثناء تواجده في جبهة قريبة من المنطقة العسكرية الخامسة .
ورجح المصدر أن ترتيبات أخرى اتفق عليها هادي مع الإماراتيين مقابل حسم معركة الساحل الغربي بالكامل بمافيه الحديدة وميدي والشريط الساحلي للبحر الأحمر لكنه لم يفصح عن هذه الترتيبات لكنه وصفها بالترتيبات المهمة.
ويرى مراقبون يمنييون أن الطلب الإماراتي بإقالة محافظ الحديدة لقربه من حزب الإصلاح غير مفاجئ فالعلاقة السيئة بين الإمارات وحزب الإصلاح اليمني أصبحت معروفة وتعبر عنها وسائل الإعلام الإماراتية بشكل علني .
كما يرجحون بأن الازمة بين القيادة الإماراتية وحزب الإصلاح لن تنتهي مع تصاعد الجدل حولها عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي .
وقال إعلامي يمني إن الطلب الإماراتي يعكس أزمة حقيقية داخل معسكر الشرعية مضيفاأن هذا الطلب ليس الأول من نوعه لإقالة مسؤول بتهمة انتمائه لحزب الإصلاح فطلب الإمارات بإقالة نايف البكري محافظ عدن السابق بعد تحرير عدن لنفس السبب يعرفه الجميع .
من جانبه قال المحلل العسكري علي الذهب في صفحته على الفيسبوك إن لديه مخاوف أكثر من التقدم الخرافي الذي يحققه الإمارتيون وأضاف الذهب ما هي الخطة غير المعلنة، ومن الطرف الثالث الذي سيجني ثمار كل هذا التقدم
وتسائل قائلا: أيعقل أن تأتي الإمارات، بقضها وقضيضها، لتمكن قوى 11 فبراير من الحكم بعد التخلص من الحوثيين.
ويبدو ان علاقة الرئيس هادي بالقيادة الإماراتية بدأت بالتحسن بعد شهور عاصفة من العلاقة المضطربة إثر إقالة نائب الرئيس رئيس الوزراء السابق خالد بحاح القريب من الإمارات وتعيين علي محسن الأحمر بديلاعنه لكن مصدرا مطلعا قال إن استجابة هادي لطلب الإمارات بإقالة محافظ الحديدة ليست سوى تبادل مصالح وان هناك الكثير من القضايا الشائكة التي يختلف حولها الطرفان معيدا المصالحة المؤقتة إلى ضرورة المعركةوتدخل السعودية المباشر.