----------
عندما خسر منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم مباراته امام المنتخب الإماراتي ضمن التصفيات المؤهلة إلى كاس اسيا في شهر مارس الماضي من العام الجاري ٢٠٢٤، اشتاط عدد غير قليل ممن يطلقون على انفسهم صحفيين رياضيين، وملأوا الأرض ضجيجا وصراخا وعويلا وكأن القيامة قامت والشمس قد ظهرت من مغربها.
تذكرت الحالة تلك (اليوم) حين شاهدت ذات المنتخب وبنفس تلك العناصر يمطر شباك بطل اسيا منتخب قطر صاحب الامكانيات الضخمة والقدرات الهائلة وبخماسية نظيفة، ومع ذلك لم نرى من يقفز للسماء احتجاجا وغضبا.
قبل يومين قوبلت خسارة منتخبنا مباراته الودية أمام سيرلانكا بعاصفة هوجاء من الانتقادات والكلمات التي يمكن وصفها بالسخيفة، دون مراعاة لأمور كثيرة وعديدة يصعب شرحها والحديث عنها ..
واليوم حين فاز المنتخب ورد الصاع للسيرلانكي بهدفين، هدأت الزوبعة قليلا وأن شئت قل توارت، وربما دست رأسها في الرمال كما تفعل النعام.
الفاهمون وحدهم يدركون أن كرة القدم فوز وخسارة وأن الأمور لا تقاس من زاوية ليش خسرنا؟ وكيف فزنا فقط، دون دراسة الأسباب الموضوعية للفوز والخسارة والاجواء المحيطة ومستوى الإمكانات الفنية والبدنية وحتى البشرية مقارنة بالآخرين.
نلتمس العذر حين يأتي السباب والشتم والاستهزاء من بعض (المشجعين) باعتبار نظرة هؤلاء غالبا قاصرة وعاطفية أكثر منها واقعية، لكن يستهزأ من يطلق على نفسه صحفيا من اي خسارة ودية كانت او رسمية ويعقد على حاجبيه ويقطع جبينه ويشتاط غضبا ويقيم الدنيا ولا يقعدها دون الآخذ بالاسباب والأجواء المحيطة والفوارق التي لا يمكن قياسها بالسنين الضوئية، فتلك مصيبة ورزية أبتلت بها كرة القدم اليمنية فوق ما بها من رزايا وأوجاع.
من البديهيات والمسلمات التي لا يختلف عليها أثنان ولا ينتطح من أجلها (عنزان) أن اي شخص يحب أن يرى منتخب بلده يحقق النجاحات ويحصد الانتصارات، لكن الأمنيات وحدها لا تكف لتحقيق كل ذلك، وبالتالي مهمة الإعلامي الحصيف تشخيص الاخطاء لعلاجها والبحث عن مكامن الخلل وتقديم المقترحات والافكار والرؤى للاستفادة منها دون تقريع او انتقاص من احد سواء كانوا (لاعبين او أجهزة فنية او إدارية) او اتحاد الكرة ، مع ضرورة الألمام بواقعنا المحلي مقارنة بالخارج، وعدا ذلك تبقى معظم تلك الكتابات قاصرة وغير ذات فائدة.
من المهم عدم المبالغة والمغالاة مع اي فوز وخسارة لمنتخباتنا، لأننا لا زلنا نحلق بإجنحة مكسورة ونمشي بأقدام كسيحة في كل مناحي الحياة وليس في الرياضة وحدها، وحتى لا يكون حالنا: (كالهر يدعي صولة الأسد).. وكفى.
من فيسبوك