وصف السيد أندرو ميتشل عضو البرلمان البريطاني بأن زيارته إلى اليمن لم تكن سهلة بل محفوفة بالمخاطر التي كان تحدق به من كل صوب أثناء تنقلاته.
وقال : لقد قمت بمقابلة القيادات الحوثية أثناء وجودي في صنعاء وفي تلك الأثناء حصلت ستة إنفجارات من قبل قصف الطيران السعودي.
وفي ندوة خاصة عُقدت في مقر البرلمان البريطاني بالعاصمة لندن الثلاثاء 28 فبراير 2017م تناول “ميتشل” تفاصيل زيارته لصنعاء وصعدة ضمن وفد منظمة الإغاثة البريطانية أوكسفهام العام الماضي والتي ساهمت فيها الحكومة البريطانية بدعم إنساني يُقدر بنحو مائة مليون جنيه إسترليني من محفظة الضرائب التي يدفعها المواطن البريطاني العادي للإغاثة الإنسانية.
وأضاف : “لست خبير في اليمن ولكن مهمتي تقتضي فقط في تقديم المساعدات الإنسانية الملحة لأكثر من سبعة مليون جائع شردتهم الحرب اليمنية الدائرة ، كما أنني لا أملك عصى سحرية لتقديم الحلول السريعة, وأن زيارته جاءت بعد التنسيق مع التحالف الذي تنتمي إليه بريطانيا وبالتشاور مع السيد الآن دنكن سميث وزير التنمية البريطاني ومسؤول ملف اليمن وبرعاية الأمم المتحدة, كما أنه رافق هذه الحملة الإغاثة للتأكد من أن فلوس دافعي الضرائب البريطاني تصل إلى محلها وللغرض الذي جُمعت له .”
وقال :ذهبت لزيارة محافظة صعدة وأثناء وجودي هناك حصلت العديد من الإنفجارات من قبل الطيران السعودي والإماراتي في محطة بترول قريبة منا راح ضحيتها أطفال ونساء, وقد شاهدتُ العديد من الأماكن التي تم تدميرها جرأ القصف العنيف, ورأيت أطفال صعدة أثناء مرورنا بجانبهم وهم يصرخون (الموت للسعودية .. الموت لأمريكا).
وأشار “ميتشل” إلى ان العديد من اليمنيين يعانون المجاعة ويعتمدن في أكلهم على البسكويت, ويحتاجون إلى العلاج جرأ سوء التغذية، لافتا الى ما قاله له أحد الأطباء أن فلوس دافعي الضرائب البريطانيين تذهب لتقديم العلاجات في مستشفيات صنعاء.
ونوه “ميتشل” الى انه وبالرغم من إنضمام بريطانيا للتحالف السعودي الإماراتي إلا أن هناك ضباط بريطانيين يساهمون بابطال العبوات الناسفة والألغام في مناطق الصراع في الشمال, فهناك تعارض في السياسة البريطانية في هذا الاتجاه.
وعن زيارته للرئيس اليمني السابق قال “ميتشيل” : “قابلتُ الرئيس السابق علي عبدالله صالح في أحد منازله العديدة في صنعاء وكان لقاء طويلا وشيقا رغم ما تخلل بدايته من تفخيم للذات والعقدة النفسية التي تلازمه كونه كان رئيساً للبلاد لأكثر من ثلاثين عاماً, وقد أخبرتُ السعوديين والحكومة البريطانية بتفاصيل تلك المقابلة”.
وتابع قائلا : “قبل عودتي إلى بريطانيا تسنى لي زيارة مخيم للاجئين اليمنيين في احدى المناطق التي تديرها منظمة أوكسفام البريطانية وفيها حوالي خمسة الآلاف لاجئ”.
واعتبر “ميتشل ” ان بلاده وضعت نفسها في وضع صعب, حيث أنها منضوية مع التحالف في حربها ضد صالح والحوثيين ومن ناحية أخرى ترسل المساعدات الإنسانية عبر ميناء الحُديده”. وفقا لـ “عدن تايم”.
واستطرد : “السعوديون يشترون السلاح منا ونحن داعمين رئيسيين لهم سياسياً وعسكرياً إلا أنني دائماً ما أُطالب بحظر السلاح على التحالف, ويجب على بريطانيا المساهمة الجادة والفاعلة بوقف إطلاق النار بين الأطراف المتصارعة”.
ووأردف “ميتشل ” : “على الرغم من دخول بريطانيا الحرب مع التحالف إلا أن الحوثيين أكدوا لي وبشدة بأن سوف يقبلون بحل سياسي تقدمه بريطانيا تحت رعاية الأمم المتحدة وأننا نكن لبريطانيا كل الأحترام والتقدير, وهي فرصة على الحكومة البريطانية أن تستغلها كما”
واضاف: “أتعجب كثيراً بأن عبدربه منصور هادي هو الرئيس الوحيد في العالم يذهب في زيارة رسمية إلى بلده”.
وزعم “ميتشل ” أن الحوثيين بذلوا جهوداً مضنية لاستتباب الأمن في صنعاء وقاموا بالحد من الفساد في المناطق التي تقع تحت سيطرتهم، نافيا عنهم تهمة تلقي دعم من ايران”
وطالب السعودية ودول التحالف بحل المشكلة اليمنية بالحوار لأنهم لن يستطيعوا الانتصار بالحرب وهي فرصة للسعوديين لإخراج أنفسهم من عنق الزجاجة التي هم متورطين فيها.
وقال : “لا أعرف ما هو الحل السياسي ولكن يجب على الحكومة والسعوديين الجلوس على طاولة الحوار مع الطرف الآخر, ولدى بريطانيا فرصة سانحة في المساهمة الفاعلة في هذا الحوار بشكل جدي، وفي حال وقفت الحرب ستتدخل بريطانيا وبقوة في موضوع الحوار السياسي”.