تتوالى الأيام وتزداد معها حدة الأزمات الخطيرة التي تعصف بتحالف الإنقلاب، وتهدد بانهيار ذلك الحلف في قادم الأيام.
ولأول مرة منذ نهاية فعاليات احتفاء صالح وأنصاره بذكرى تأسيس حزب المؤتمر الشعبي العام، يخرج صالح بخطاب تصعيدي خطير ضد شريكه في السلطة (جماعة الحوثي)، ويختار الهجوم بعد أن كان في الآونة الأخيرة قد أكثر من بعث رسائل التطمين والمهادنة.
وعقد صالح اجتماعاً استثنائياً مع قيادة حزبه (اللجنة العامة) اليوم الاثنين، وخرج اللقاء ببيان اتسم بارتفاع نبرة الصوت الرافض لممارسات الحوثيين الرامية الى فرض نفوذهم المطلق على جميع المناصب الحساسة في مؤسسات الدولة بالعاصمة صنعاء، موجهاً إليها تهمة صريحة بالوقوف في صف العدوان - بحسب ما ورد في البيان - والعمل على إضعاف وخلخلة الجبهة الداخلية.
المؤتمر لم يكتف بذلك، بل أعلن رفضه المطلق للقرارات التي أصدرتها الجماعة مؤخراً وأطاحت بعدد من رموز الحزب، مؤكداً في ذات البيان أنها غير ملزمة.
غير أن أخطر ما ورد في بيان حزب صالح هو تلميحه الى إمكانية اللجوء الى فض الشراكة المعلنة بينه وبين الحوثيين، مشيراً الى أن صدور تلك القرارات يهدد بقاء المجلس السياسي للانقلاب.
كما هدد باتخاذ اجراء تصعيدي آخر عبر الانسحاب من حكومة الشراكة، ما يعني تمزيق جميع اواصر اللقاء بين صالح والحوثي.
وكان الحوثيون رفقة صالح قد أعلنوا في يوليو 2016م تأسيس مجلس سياسي أعلى من عشرة أعضاء بالتساوي بين الطرفين، في خطوة مثلت اول تحالف سياسي لشركاء الانقلاب، قبل أن يتعمّق ذلك الحلف بعدها بأربعة أشهر عبر إعلان الطرفين تشكيل "حكومة إنقاذ" وتسمية أعضائها في 28 نوفمبر من نفس العام.
