لماذا اختار صالح "الانحناء" أمام عاصفة "الحوثي" (لقاءات مجتمعية)

Monday 30 November -1 12:00 am
لماذا اختار صالح "الانحناء" أمام عاصفة "الحوثي" (لقاءات مجتمعية)
- متابعات:
----------
يبدو أن المجتمع المحلي في العاصمة صنعاء لا يزال متفاجئاً من نتيجة الصدام الذي جرى بين الرئيس اليمني السابق علي صالح وبين زعيم المتمردين عبدالملك الحوثي، والذي كرّس الأخير بموجبه كحاكم أعلى للعاصمة، فيما اختار صالح البقاء في "الظل".
وعند سؤاله حول الانتصار السريع والحاسم الذي حققته المليشيا ضد صالح وحزبه (المؤتمر) يرى المحامي جلال ناجي أن "الأمر غير قابل للفهم، خاصة في ظل تصعيد كبير وغير مسبوق لجناح صالح وقيامه بتنظيم حشد مليوني كبير في أغسطس الماضي، والذي جعل الناس تثق بأن الرجل لن يقبل بالوضعية التي يمر بها في ظل الشراكة الصورية مع الحوثيين، والتي بدل أن تكون ضماناً لتوازن النفوذ والسلطة في العاصمة بين الشريكين، صاراً عبئاً على المؤتمر، الحزب الذي وجد نفسه وقد تقلص نفوذه وسلطانه بشكل غير مسبوق، بعد مرور عام واحد على الشراكة".
أما صالح السلامي (ضابط في القوات الخاصة وبندقية بيد صالح) بحسب ما يعرف به نفسه، فيرى أن الأمر كله من ترتيب زعيم المؤتمر، وأنه كان بإمكانه اختيار مواجهة عسكرية مع الحوثي، لكنه يدرك أنه حتى وإن خرج فائزاً من الصراع، فإنه سيصبح لقمة سائغة لأعدائه المتربصين به (الشرعية والتحالف).
مضيفاً: أحياناً من المفيد أن ينحني المرء لعاصفة ما، كي يخرج من المأزق بأقل الأضرار، أملاً في حدوث متغيرات داخلية أو خارجية ستعيد صالح - بحسب رأيه - الى واجهة الأحداث من جديد.
وهو ما يوافقه عليه الشاب أكرم السراجي (سواق باص)، والذي يؤكد أن لدى صالح رؤية ثاقبة للأمور، ويدرك أن غضباً شعبياً متنامياً في الداخل سيتكفل بالإطاحة بالحوثيين، دون أن يخسر صالح رصاصة واحدة، وبالتالي يصبح هو الحاكم الفعلي لصنعاء مجدداً.
غير أن "سام" يرى عكس ذلك تماماً، مشيراً الى أن خداع ومكر صالح بات معروفا، وأصبح كل تحركاته مكررة ومقروءة من قبل خصومه وعلى رأسهم جماعة الحوثي، لذا فقد تمكنت المليشيات من شراء ذمم كثير من قياداته العسكرية للانخراط في صفوفها، بالإضافة الى تجفيف الكثير من الموارد المالية المحلية التي كان يسترزق منها، ما مكنهم في نهاية المطاف من تغيير المعادلة فباتوا الطرف الأقوى وبات الطرف الأضعف.