حوار يماني بين مرأة الأمس واليوم

Monday 30 November -1 12:00 am
حوار يماني بين مرأة الأمس واليوم

- الصورة من الانترنت :

-يمني سبورت:
----------
مقالة "أمة الرزاق القزحي" :  
 كثيرا ما تقع المرأة تحت ضغوط  المجتمعات فتفرض عليها تقييد حريتها لبعض الأشياء وخاصة في المجتمع اليمني الذي تحكمه العادات والتقاليد. 
 المرأة اليمنية من اكثر النساء معانات في المجتمعات الراقية والمجتمعات المنفتحة   حيث ان المرة اليمنية  كانت في الصباح تعمل في الحقول وفي جلب المياه  وكذلك تعمل كربة بيت و تربي العديد من الأجيال     وفي فترة الظهيرة كانت المرأة ترتدي اجمل ما عندها من حلي ومجوهرات وتوضع الزينة على وجهها ليخفي القليل من شحوبه الوجه المتعب والمنهك من اثأر الأعمال التي تتحملها كل يوم وتخرج للجلوس مع الصديقات وجيرانها .
 كما تعرف المراء اليمنية في الماضي بتنوع الزى القديم والجذاب الممزوج بالعديدة من الألوان والزهور التي تبعث الحياة والراحة كائنها ليست المرأة التي تعمل في الحقول وجلب الماء وتربية الأطفال وتتحمل مسئولية الأسرة كل يوم وعند سؤالها كيف تستطيعون عمل ذلك ؟ ترد وبكل ابتسامه نحن كنا في الماضي في راحة وكنا نتبادل الزيارات والجلوس مع  بعضنا البعض رجالا ونساء وأطفال نتبدل الاحاديث وضحكات تعلو وكائننا نخلو من الهموم والمسئولية وعند السؤال مرة أخرى  كيف ذلك ونحن لا نستطيع عمل ذلك ؟ تبتسم وترد زمان ليس مثل الأن , فالآن يوجد لديكم كل الوسائل التلفزيون والراديو والسيارات والمستشفيات والطرق وغيره من الأشياء الحديثة .
أما نحن لم يكن لدينا شيء من هذا بل كنا نعاني في ابسط الحقوق وهي الرعاية الصحية والولادة الأمنه حيث كان هناك مرأة  واحدة تعمل مولدة أو كما نسميها نحن ( داية )تعمل   لكثير من المجتمعات  السكانية  تتنقل لكي تولد النساء وعند تعسر ولادة المرأة قد تموت عكس ما هو موجود في هذا الزمان فالمستشفيات قريبة والطب كذلك متطور .
 وعند التحدث معها تراودني العديدة من الأسئلة   كيف كنتم تجلبون الماء والحطب وكيف تتواصلون مع بعضكم البعض ؛ كنا نجلب الماء بالحمير أو حمل على الراس وكنا نذهب في الصباح الباكر ونعود إلى البيت لصنع وجبه الإفطار وبعد ذلك  نذهب لجلب الحطب من مكان بعيد ويكون في وادي لمجري السيول أو جبال  وغيرها عكس الأن الغاز متوفر والكهرباء موجودة  أما التواصل فكنا اذا حصل موت أو عزومه عرس ننادي بعضنا البعض من اسطع المنازل او انه احد من الرجال يتنقل بين القرى  أي ينقل الأخبار ويعتبر مرسال  أما انتم تواصلكم اليوم بتلفون .
وعند سؤالي لها لا يوجد  اليوم  كهرباء لا ماء ولا غاز ؟ فردت تلك الأم الكبيرة في السن بألم وهي تقول هذا هو التطور وهذا هو العلم فنحن للأسف نعاني سوء كان في الماضي أو الحاضر إلا انه سوف يرجع بناء الزمان الي  العهد القديم . 
قد لا نعلم ما هي معانات  المرأة اليمنية وعند رويتي لهذه الأم وعينها تكاد ان تسط دموعها وهي تقول نحن عشنا الأمر وانتم لا ذنب لكم ان تعيشون نفس تلك الحياة ، هنا استوقفت لحظة لا خرج عن الواقع الزمن مع المرأة لتعيد بي ذكرياتي إلى  احدي زيارتي إلى منطقه الريفية أثناء تغطية لفعالية مشروع كان ينفذ هناك . . رأيت العديد من المعانة ونحن في زمن التطور والتكنولوجيا  للأسف لا يوجد تعليم ولا صحة ولا ماء وتردي الإصحاح البيئي ولا يوجد أي مقوم من مقومات الحياة  لازالت الفتاة تتزوج وعمرها عشر سنوات وتطلق وهي بالعمر الحادي عشرة المرأة اليمنية سلسة حلقات من المعناه التي لا تنتهي .  
أما المرأة اليمنية في الحاضر فهي تسعي إلى تحسين من الأفكار والمساواة بينها وبين الرجل وكمان ان المرأة اليمنية المعاصرة قد سعت إلى التعليم وحصلت على حقوقها في العمل ، كما أنها قد مارست الكثير من الحقوق التي كانت محرومة منها وعلى الرغم من ذلك إلا أنها ليست راضية  بل تريد ان تقدم كل ما لديها من نجاحات  فالمرأة اليمنية الأن   تعمل في مختلف القطاعات فأصبحت المرأة تمثل العديد من الأدوار فأهي الأم وزوجه وهي السياسية والعاملة فكل هذا حصلت عليه المرأة بعد ان صبرت وتحملت وتعلمت الكثير لم تنتهي الحكاية المرأة اليمنية هنا وإنما كانت البداية المشوار مع المعانة في الماضي والحاضر .