مقتل صالح الصماد رئيس مايسمى بالمجلس السياسي اثر غارة جوية لطيران التحالف العربي ، مثّل خسارة فادحة وكبيرة بالنسبة لجماعة الحوثي لا يمكنها تعويض هذه الخسارة ، كون الصماد كان الرجل الوحيد داخل الجماعة الذي يجمع بين التشدد العقائدي والمرونة السياسية والثقة الكبيرة فيه لدى آل بدر الدين الحوثي ، وهذا ما يميزه عن بقية قيادات الجماعة من الصف الاول الذين يفتقدون للمرونة بسبب طبيعة المنهج العقائدي ، وهذا ما يدل على ان الصماد كان اخطر رجل داخل الجماعة ، وبمقتله ترك فراغاً كبيراً من الصعب سد ذلك الفراغ .
بعد مقتل الصماد لم يجد عبدالملك الحوثي شخص يثق فيه لكي يختاره مكانه سوى مهدي المشاط ، فالجماعة تعيش ازمة ثقة كبيرة في القيادة اصحاب الصف الاول ، وكان عبدالملك يريد اختيار محمد علي الحوثي ولكنه ترك ذلك خشية ان يحدث تذمر داخل صفوف الجماعة بسبب استحواذ سلالة الحوثي على قيادة الجماعة وقيادة المجلس السياسي ، وكان المفترض ان يختار المداني كونه يعتبر الرجل الثاني بعد عبدالملك من حيث التنظيم المأطر داخل الجماعة ، ولكن عبدالملك رفض المداني لعدم ثقته به وخوفه من يصبح قائد الجماعة ويحل محله لأن المداني يرى انه الاولى بقيادة الجماعة والرجل الاول فيها خاصة وانه متزوج لابنة حسين بدر الدين مؤسس الجماعة وحاضر معه منذ اللحظات الاولى التأسيس وكان الرجل الاول المقرب له ، فاضطر عبدالملك الحوثي لاختيار مدير مكتبه المشاط لثقته به ، وكما تعلمون ان اي شخص يعمل مدير مكتب لأي قيادي فيعتبر انه الشخص الاكثر حباً وثقةً وقرباً لذلك القيادي ، فاختيار المشاط جاء على اساس الثقة والقرب لعبدالملك الحوثي وليس على أساس المواقع القيادية داخل الصف الاول ومراتب تنظيم الجماعة التي يتواجد فيها شخصيات كثيرة هم اعلى مراتب تنظيمية وفكرية وعقائدية من المشاط .
من جهة اخرى يعتبر اختيار المشاط لرئاسة المجلس السياسي خلفاً مخالفة ادارية ، وكان المفروض ان يتم اختيار نائب رئيس المجلس او احد اعضاء المجلس المحسوبون على جماعة الحوثي ، ولكن لأن النائب زنبيل وليس من السلالة ، واعضاء المجلس الذين ينتمون للسلالة لم يثق فيهم عبدالملك الحوثي ، فتم اختيار المشاط الشخص الأكثر من يحظى بالثقة لدى قائد الجماعة .
