تفاصيل خطيرة تكشف لأول مرة عن مؤتمر لعلماء الزيدية في اليمن عقد بطهران وحضره " ولايتي" شخصيا بعد شهر فقط من اجتياح الحوثيين صنعاء (تقرير خاص )

Monday 30 November -1 12:00 am
تفاصيل خطيرة تكشف لأول مرة عن مؤتمر لعلماء الزيدية في اليمن عقد بطهران وحضره " ولايتي" شخصيا بعد شهر فقط من اجتياح الحوثيين صنعاء (تقرير خاص )
- متابعات:
----------
 
في نهاية شهر يناير/كانون الثاني من العام المنصرم احتجزت الأجهزة الأمنية بمنفذ «شحن» بمحافظة المهرة الحدودية شرق اليمن شحنة كتب إيرانية تروج للمذهب «الاثنا عشري»، كانت في طريقها إلى ميليشيا الحوثي الانقلابية بصنعاء، في واقعة لم تكن الأولى من نوعها، وقطعاً ليست الأخيرة لكنها تمثل جزءا من مشهد التعبئة والشحن الفكري الطائفي الذي دأبت إيران على ممارسته بشكل سافر في اليمن، منذ وقت مبكر، لانسلاخ ما يسمى بتنظيم الشباب المؤمن عن حزب الحق ذي التوجه الشيعي بمحافظة صعدة، وتأسيس جماعة الحوثي بزعامة حسين بدر الدين الحوثي الذي قتل في 10 سبتمبر/أيلول 2004م.
في مطلع العام 1994م شهد عدد من القرى الجبلية الموزعة بين منطقة «مران» مسقط رأس زعيم جماعة الحوثي الراحل والراهن وجبال الرزامات، بمحافظة صعدة الظهور الأول لشعار «الصرخة» بنسخته العربية، كترجمة حرفية لشعار ما يسمى بالثورة الإسلامية التي تزعمها «الخميني» للإطاحة بنظام شاه إيران، قبيل أن يطرأ تطور دراماتيكي لافت، تمثل في انتقال ذات الشعار الذي يتضمن عبارات متطرفة تختزل ثقافة العنف والموت في قالب من التحايل اللغوي لاكتساب زخم شعبي وحشد التأييد لحركة فكرية ناشئة، تتبنى توجهات معادية لما دأبت أدبيات الجماعة المتمردة المقتبسة من على وصفه بـ«الشيطان الأكبر» أمريكا وربيبتها «إسرائيل». 
واعتبر الباحث في تاريخ الجماعات المتطرفة في اليمن عبد الباري لطف الحزورة أن التحول الخطير في مسار أنشطة جماعة الحوثي من حركة فكرية، تتبنى توجهاً مذهبياً يتماهى مع التوجهات المذهبية الإيرانية، إلى ميليشيا مسلحة تستخدم السلاح ولغة القوة لفرض توسعها الجغرافي ونشر توجهها العقائدي، الذي لا يحظى سوى بدعم وتأييد محدود من تجمعات قبلية، غير مؤثرة مثل تتويجا لسنوات سابقة من التعبئة والشحن الطائفي الذي مارسته إيران في جبال صعدة وتمكنت من خلاله من خلق ذراع عسكرية لها في اليمن، كجزء من مخططها التوسعي الهادف إلى استعادة نفوذ الإمبراطورية الفارسية وزعزعة استقرار دول الجوار وبخاصة السعودية. 
وأشار إلى أن اليمن مثلت جزءا لا يتجزأ من خريطة التمدد الإيراني الطموحة في المنطقة، والتي اعتمدت بشكل محوري على مخطط مدروس يستهدف نشر الفتنة والعنف الطائفي كوسيلة لخلق بيئة مواتية لتقويض الدول من الداخل وإشاعة الفوضى والفرقة وثقافة الكراهية بين المكونات المجتمعية، وصولا إلى الدفع بخيارات قسرية من قبيل الرضوخ لهيمنة سلطة الأمر الواقع الموالية لنظام «الملالي» المتطرف، وتقديم كافة أوجه الدعم والإسناد السياسي والعسكري واللوجستي والإغاثي والإعلامي لتعزيز سيطرة وحضور الميليشيا في مفردات المعادلة الطارئة والناشئة كنتاج لتقويض مؤسسات الدولة والتغير في توجهات الثقافة المجتمعية السائدة. 
الدعم السياسي للحوثيين
في الثامن عشر من أكتوبر/‏‏تشرين الأول 2014م وبعد اقل من شهر على سيطرة الحوثيين بدعم من الرئيس الراحل علي عبدالله صالح على العاصمة اليمنية صنعاء، حضر الأمين العام للمجمع العالمي للصحوة الإسلامية الإيراني، علي أكبر ولايتي، ملتقى علماء الزيدية في اليمن، الذي عقد بطهران، ليعلن بشكل صريح في كلمة له أن إيران «تدعم النضال العادل لأنصار الله في اليمن»، معربا عن أمله «في أن تقوم حركة أنصار الله في اليمن بالدور نفسه الذي يقوم به حزب الله في لبنان»، والمتمثل في تعطيل الحياة السياسية وافتعال الأزمات المتعاقبة لإعاقة مسار الاستقرار السياسي. 
كما سارعت إيران إلى تقديم الإسناد السياسي لجماعة الحوثي المتمردة، عقب نجاح الأخيرة بدعم من الرئيس الراحل «صالح» في اجتياح العاصمة اليمنية صنعاء، 21 سبتمبر/‏‏أيلول 2014م، وتقويض مؤسسات الدولة، ليظهر نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية «حسين أمير عبداللهيان»، عبر وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية في 22 فبراير/‏‏شباط 2015م أي بعد يوم واحد فقط من فرار الرئيس الشرعي للبلاد عبدربه منصور هادي من صنعاء إلى عدن ـ بعد فترة احتجاز قسري من قبل الميليشيا بمنزله ـ بتصريح سافر اعتبر فيه أن حركة أنصار الله في اليمن تتحرك في ثلاث جبهات، هي مكافحة الفساد، ومحاربة الإرهاب، واستكمال العملية السياسية، وهي خطوات مهمة في طريق السلام والاستقرار، وفي التعاطي مع الأطراف اليمنية ودول المنطقة، على حد تعبيره. 
كما لم تتردد إيران في إعلان استمرار دعمها لجماعة الحوثي عقب انطلاق عملية عاصفة الحزم لاستعادة الشرعية في اليمن بقيادة السعودية والإمارات في 26 مارس/‏‏آذار 2015م، حيث أكد رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني علاء الدين بروجردي في 6 أبريل/‏‏نيسان 2015م أن إيران ستواصل مساعيها بالتعاون مع الدول الصديقة لوقف العدوان على اليمن، مشيراً إلى أن كل الاحتمالات مطروحة في حال استمرار الحرب، قبيل أن يبادر لاريجاني في 22 أبريل من ذات العام، وبعد يوم واحد من إعلان اختتام المرحلة الأولى من عاصفة الحزم، بشن هجوم حاد على السعودية ويكشف عن دعم إيراني صريح قدم للميليشيا الانقلابية لتتمكن من السيطرة على عدد من المحافظات اليمنية». 
من جهته اعتبر اللواء «قاسم سليماني» قائد فيلق «القدس» التابع للحرس الثوري في سبتمبر 2015م أن جماعة الحوثي تمثل «حركة وتياراً شعبياً واكبه الكثير من أبناء الشعب اليمني»، فيما أكد نائب القائد العام للحرس الثوري، العميد «حسين سلامي» في نوفمبر/‏‏تشرين الثاني من العام ذاته، أنه «ببركة الثورة الإسلامية الإيرانية وبثها روح الجهاد، يواصل أنصار الله الحرب في اليمن».
الدعم بالسلاح
أكد تقرير سري قدم من قبل خبراء في الأمم المتحدة، إلى مجلس الأمن الدولي في مايو 2015م، أن إيران تواصل تقديم أسلحة إلى الحوثيين في اليمن منذ العام 2009م على الأقل، وأن «حادثة السفينة الإيرانية جيهان 1، والتي ضبطتها الحكومة اليمنية في يناير/‏‏كانون الثاني 2013م، وهي محملة بالأسلحة والمتفجرات في طريقها لجماعة الحوثي، لا تمثل إلا ما نجحت الحكومة في ضبطه». 
واعتبرت المصادر أن تعزيز القدرات التسليحية للحوثيين يمثل جزءا محوريا من مخطط إيران التوسعي القائم على خلق أذرع عسكرية تابعة للنظام الإيراني في دول كسوريا والعراق واليمن ولبنان، لاستخدامها كأدوات لتحقيق الطموحات الإيرانية باستعادة نفوذ الامبراطورية الفارسية، مشيرة إلى أن تقوية نفوذ وقدرات الحوثيين التسليحية في اليمن يمثل قوة الدفع اللازمة لضمان نجاح مخطط تقويض الدولة ونشر العنف الطائفي.