واصل النظام المصري الحالي، برئاسة عبد الفتاح السيسي، ملاحقة النجم المعتزل محمد أبو تريكة؛ بعد اتهامه بـ "التهرّب الضريبي" قبل 10 سنوات من الآن، في خطوة جديدة للتضييق على "أمير القلوب"، صاحب الشعبية الجارفة.
وأجّلت محكمة جنح مستأنف التهرّب الضريبي، الاثنين، ثاني جلسات محاكمة "أبو تريكة"؛ لاتهامه بالتهرّب الضريبي بمبلغ 710 آلاف جنيه؛ هي قيمة الإعلانات لشركة مياه غازية وإحدى شركات الاتصالات، وذلك لجلسة 24 سبتمبر، لإعلام المتهم، وذلك بعد تغيّب الدفاع في الجلستين.
بدورها ذكرت صحيفة "اليوم السابع" المصرية أن نيابة التهرّب الضريبي أحالت أبو تريكة إلى المحكمة لاتّهامه بالتهرّب الضريبي؛ خلال الفترة ما بين عامي 2008 و2009، بعد موافقة النائب العام، المستشار نبيل أحمد صادق، على الإحالة.
وكانت السلطات المصرية قد تحفّظت على أموال النجم المصري المحبوب بقرار من لجنة رسميّة شُكّلت لحصر أموال جماعة "الإخوان المسلمين"، كما أدرجته ضمن 1500 شخصية على قائمة الكيانات والشخصيات الإرهابية بناء على قانون "الكيانات الإرهابية"، ما أثار استنكاراً واسعاً على منصّات التواصل والشبكات الاجتماعية، إضافة إلى وقوف مشاهير الرياضة العرب إلى جانبه.
ويحظى أبو تريكة بشعبية جارفة وجماهيرية هائلة في الوطن العربي من المحيط إلى الخليج، حيث تُجمع عليه الشعوب العربية بمختلف توجّهاتها السياسية وطوائفها الدينية.
ويُعدّ أبو تريكة أحد أبرز لاعبي كرة القدم في تاريخ النادي الأهلي ومنتخب مصر، وساهم في حصد الأهلي والمنتخب الكثير من الألقاب، قبل أن يعتزل اللاعب في ديسمبر 2013، وهو يحظى بجماهيرية كبيرة في مصر والعالم العربي، ويُلقّب بـ"أمير القلوب" و"تاجر السعادة"، بفضل موهبته الكروية وأخلاقه الراقية.
ويرى مراقبون أن أسطورة كرة القدم المصرية أبو تريكة لا يزال يدفع ثمن مواقفه السياسية المناصرة للشعوب العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية؛ إذ كشف "أمير القلوب"، مطلع عام 2008، عن قميص كُتب عليه "تعاطفاً مع غزة"، خلال احتفاله بهدفه في شباك السودان، على هامش مشاركة "الفراعنة" في نهائيات كأس الأمم الأفريقية.
كما أوصى نجم الأهلي القاهري بوضع قميص "تعاطفاً مع غزة" في كفنه بعد وفاته، إضافة إلى إظهاره قميص "نحن فداك يا رسول الله"؛ انتصاراً للرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم)، ورداً على الرسوم الكاريكاتورية التي نشرتها الصحف الدنماركية، في مشهد لا يزال عالقاً في أذهان عشّاقه من الشعوب العربية والإسلامية.