حمّل زعيم جماعة "أنصار الله" في اليمن، عبد الملك بدر الدين الحوثي، التحالف العربي بزعامة الرياض، المسؤولية عن إفشال الجولة الثانية من المشاورات بين صنعاء وحكومة عبد ربه منصور هادي.
وفي كلمة ألقاها، يوم السبت، وبثتها قناة "المسيرة" التابعة للجماعة، قال الحوثي: "لم نمانع سفر الوفد الوطني المفاوض وكل ما اعتمدت عليه دول العدوان لمنع سفر الوفد الوطني لا مبرر له"، موضحا أن "المطلوب كان أن يحظى الوفد الوطني بحقه في الحصول على نقل آمن عبر طيران دولة محايدة ليست شريكة في العدوان".
وذكر زعيم جماعة "أنصار الله" بتعرض الوفد المفاوض في الجولة الأولى من المفاوضات بـجنيف لمخاطر متعددة وطُلب منه أن يتنازل عن أي تعويضات في حال تم استهدافه، مقابل أن تؤمن له الأمم المتحدة طائرة للعودة إلى اليمن. وكشف في الوقت نفسه أنه لم يتمكن من إعادة الوفد الوطني المفاوض آنذاك إلا من خلال عملية تبادل، "بعد أن ألقى الأمن القومي القبض على جواسيس أمريكيين في اليمن وتمت مبادلتهم بالوفد المفاوض".
وكان المبعوث الأممي الخاص إلى شأن تسوية الأزمة اليمنية، مارتن غريفيث، أعلن سابقا أن وفد جماعة "أنصار الله" لم يستطع حضور محادثات السلام في جنيف، بينما قرر وفد الحكومة مغادرة المدينة اليوم السبت.
وشدد غريفيث، أثناء مؤتمر صحفي عقده اليوم السبت، على أن الحوثيين كانوا يرغبون في حضور المشاورات، ومساع كبيرة بذلت من أجل تحقيق ذلك، لكن قضايا عالقة حالت دون تهيئة الظروف الملائمة لوصولهم إلى سويسرا، وأشار إلى أن ذلك لا يشكل عائقا مبدئيا أمام الحوار في المستقبل.
وأكد المبعوث الأممي أنه سيتوجه في الأيام المقبلة إلى العاصمة العمانية مسقط، وقد يزور صنعاء أيضا لإجراء مشاورات مع ممثلي الجماعة الحاكمة في العاصمة اليمنية ومناطق عدة من البلاد.
وانتقد وزير الخارجية اليمني، خالد اليماني، الذي ترأس وفد حكومة الرئيس هادي (المعترف بها دوليا)، تصريحات غريفيث بشأن أسباب عدم وصول وفد "أنصار الله" إلى جنيف، متهما المبعوث الأممي بالتعاطف مع الحوثيين.
وكان الحوثيون اشترطوا سابقا لوصول وفدهم إلى جنيف نقل الوفد بطائرة خاصة دون تعرضها للتفتيش، ومنح ممثليه ضمانات للعودة إلى صنعاء، بالإضافة إلى نقل جرحى من عناصر الجماعة إلى عُمان.
المصدر: قناة المسيرة رويترز
